بعزيمةٍ كبيرةٍ وعشقٍ للعمل تحولت "نهلة موال" من عاملة صندوق إلى مصنّعة لأحد أنواع الحلويات التي أخذت تنتشر حديثاً على ساحة المحافظة، ميزتها بالألوان والتصاميم المميزة واللافتة للأطفال، لم تخضع لدورات ولم تتابع الإنترنت بقدر اعتمادها على ذاتها لتتميز بما تقدمه من خلال معمل صغير اختص بنوع واحد من الحلويات.

تحدثت "نهلة" من خلال مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 29 تموز 2019 وقالت: «كنت أتابع عملي بالحسابات لكن عملية صناعة (الدونات) شدتني لأتعلم طريقة الصنع فقط بمراقبة العمل، هذا العمل الذي أحببته مع العلم أنّه عمل دقيق يحتاج للسرعة والمتابعة، فالحلويات تحضّر بسرعة ولا تؤكل إلا طازجة وعملية إنتاجها تحتاج لاهتمام وتركيز، فمع العجن الذي يستهلك الجهد والوقت تبدأ عملية التحضير التي اختبرتها بشكل مباشر دون تجربة سابقة، ولا أبالغ حين أقول إنّ أول عجنة طبقتها بيعت بالكامل وكانت مميزة، وأهلتني لأدير العمل ونتمكن من التسويق بشكل كامل لكل ما أعده من قطع أحرص أن تكون بأشكل وألوان مختلفة، وتصاميم ملونة تجذب عيون عشاق (الدونات)، بالنسبة لي لم أتوقع هذا الإقبال فقد كانت البداية عبارة عن اختبار، لكن الإقبال دفعني لتطوير العمل، فهذه الحلويات يطلبها الكثيرون وأكثرهم من الأطفال، ما جعلني أهتم بجودتها وتقديمها بطريقة صحيحة إلى جانب التزيين، وهي المرحلة التي تستهلك الوقت لكنها عملية ممتعة أستطيع فيها تطبيق عدد كبير من التصاميم والأشكال لتكون القطعة بمذاق أطيب وشكل جميل».

أطبق العمل بما يرضيني وطموحي أن يستمر كونه فرصة العمل الوحيدة لي، وليكون لدينا قدرة على تسديد التكاليف بشكل دائم. وصلنا إلى هذه المرحلة بفضل مالك المعدات وزبائن شجعوا نشر هذا النوع من الحلويات، وقدموا لي التشجيع اللازم لأخوض تجربة متعبة كونها تحتاج ساعات طويلة من العمل، لكنها أخذتني لممارسة هواية جديدة أيضا ترتبط باللون، ورسم ما هو جميل بالألوان الزيتية كهواية ظهرت مع إتقاني لعملية التزيين والتعامل مع اللون الذي يعدّ بالنسبة لي متعة دائمة

التزيين بطرق مختلفة هوايتها التي وجدت سبيلها للظهور كما تابعت، بالقول: «في مراحل سابقة عملت بعدة أعمال مختلفة لم تكن أعمالاً يدوية، ولا ترتبط بالمواد الغذائية، هنا ومع توافر معمل مجهز بكل احتياجات العمل تحمّلت مسؤولية المعمل بالكامل ليكون على عتبة الربح، حيث وضعت مخططاً لعملي اليومي الذي يبدأ بتحضير العجنات بوقتٍ مبكر تبعاً لأوقات توافد الزبائن، وليكون لديّ وقت كافٍ للتزيين بما أرغب من مواد تضيف الكثير من الجمال على القطعة، واستخدم أنواعاً مختلفة من الشكولاتة وأشكالاً من قطع السكر الملونة بالقدر الذي يسمح لي بالاستفادة منها بشكل يضيف جمال ورقة على القطعة، يسأل الكثيرون عن طريقة التزيين والطرق التي أستخدمها وطبعاً يتوقعون أنني أتابع شبكات التواصل وبرامج متخصصة في الوقت الذي لا أجد فيه الوقت إلا للعمل، ما أطبقه من أشكال ورسومات أنفذها بشكل عفوي كامل، حيث أرسم على قطعة أولى كتجربة وأكررها على عدة قطع، وهذا ما يستغربه البعض. وأنا بدوري أقترح عليهم مرافقتي أثناء العمل ليعرفوا كيف أنجز عملية التزين بشكل سريع دون اقتباس تزيينات من مواقع الإنترنت أو غيرها، هذه العملية مع توافر مواد مساعدة من حيث اللون والشكل أشعر بأنّها بسيطة وتكفي لمن يريد تطبيقها أن يشعر بفرحة طفل يتذوق القطعة، ويبدي إعجابه بألوانها وطرق مدّ الشكولاتة بأنواعها على وجه القطعة أو حشوها بنكهات حلوة».

نهلة موال تقدم الدونات الملونة

تعمل "نهلة" بجد ليبقى المشروع ناجحاً بجهد شبه فردي مع ميل حديث للفن وتقول: «أطبق العمل بما يرضيني وطموحي أن يستمر كونه فرصة العمل الوحيدة لي، وليكون لدينا قدرة على تسديد التكاليف بشكل دائم. وصلنا إلى هذه المرحلة بفضل مالك المعدات وزبائن شجعوا نشر هذا النوع من الحلويات، وقدموا لي التشجيع اللازم لأخوض تجربة متعبة كونها تحتاج ساعات طويلة من العمل، لكنها أخذتني لممارسة هواية جديدة أيضا ترتبط باللون، ورسم ما هو جميل بالألوان الزيتية كهواية ظهرت مع إتقاني لعملية التزيين والتعامل مع اللون الذي يعدّ بالنسبة لي متعة دائمة».

الفنان "ياسر خطار" يتحدث عن عملها ويقول: «بداية وتجربة مباشرة خاضتها "نهلة موال" مع صناعة (الدونات) مكتفية بمعلومات بسيطة، وتحمّلت المسؤولية بشكل كامل لإتقان العمل دون تردد. بدأت من الصفر ليكون للمعمل إنتاجٌ جيدٌ ودخلٌ مناسب خلال فترة بسيطة، واليوم أصبحت محترفة في هذه المهنة. أتقنتها بشكل مميز، بدليل أنّ الطلبيات مستمرة وكل ما تنتجه يوزع، ولاقى استحساناً من كل من تذوق (الدونات)، والأهم من ذلك ولأنّني فنان فقد اكتشفت لدى "نهلة" موهبة جميلة وفي داخلها فنانة تشكيلية لها مستقبل في حال استمرت في العطاء والفن الفطري، لمست شغفها بالفن واللون وقد يكون هذا الشغف الفطري خلف إبداعها بتزيين حلوياتها، وانتقاء ألوان وتفاصيل جاذبة ومميزة بالطعم والشكل، أتوقع لها النجاح تبعاً لجهدها وتحملها لمسؤولية العمل فلكل مجتهد نصيب».

مع هدى عبد الباقي

"هدى عبد الباقي" طالبة تابعت عملها واستفهمت منها كيف تزين القطع، وتقول: «بدافع الفضول وبعد تذوق النكهة والتعود على شراء الحلويات بشكل متكرر من يدي "نهلة" سألتها عن السر الذي يجعل الحلويات طازجة بشكل دائم إلى جانب التزيين الذي وجدته مختلفاً عن تزينات في دول أخرى، فأنا زرت "لبنان" عدة مرات وتذوقت (الدونات) لكن الطعم والتزيين اختلف بشكل تام أتصور أنّ مجرد الزيارة للمحل يقدم انطباعاً جميلاً عن اللون وكيف تنتقي رسوماتها، وقد سألتها كيف اهتدت للرسم وتابعتها وهي تطبّق عملية الرسم على القطع وبالفعل شعرت بالدهشة، فهي تنفذ عملها بطريقة عفوية سريعة يبدو أنّها موهبة انتظرت الفرصة المناسبة للظهور، وقد ظهرت بالوقت والزمان المناسبين، لتكون قادرة على الحصول على عمل وقد تتمكن في مراحل قادمة من مساعدة غيرها في حال توسع المشروع».

ما يجدر ذكره أنّ "نهلة موال" من مواليد "المجدل" 1975 لم يحالفها الحظ بإكمال الدراسة بعد الشهادة الإعدادية لكنها بالعمل شقت طريق النجاح.

من عملها