شكّلت مضافة "آل عز الدين" نقطةً مضيئةً في توثيق الحكايا والأحداث والمواقف في التاريخ المعاصر، وساهمت في تجسيد العادات والتقاليد العربية الأصيلة في محافظة "السويداء".

حول تاريخ وتأسيس المضافة، مدونةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 5 آب 2019 التقت مع حفيد مؤسسي المضافة المحامي "وسيم عز الدين" الذي بيّن قائلاً: «يعود بناء هذه المضافة إلى أكثر من قرن على يد المجاهد "نجم حسين عز الدين" الذي اعتقلت القوات العثمانية والده "حسين" وهو شاب يافع، ونفذ به حكم الإعدام في جزيرة "رودس" عام 1894. هذه المضافة تحمل بين حجارتها حكايا متعددة، إذ لم تكن فقط لاستقبال الضيوف القادمين من قرى متعددة، منها داخل الجبل وخارجه، ذلك لأنّ قريتنا "الثعلة" تحمل موقعاً جغرافياً يقصدها من يريد الذهاب غرباً أو شرقاً، أو القادم نحو الجنوب من الشمال، وبالتالي كان لها شأن في لقاء أصحاب العقول الراجحة والمواقف الصريحة، وجرت أحداث ووقائع إبان "الثورة السورية الكبرى"، والقبض على المجاهد "أدهم خنجر" مواقف مهمة، أهمها عندما وردت معلومات للقائد العام "سلطان باشا الأطرش" أنّ الفرنسيين سيرسلون قافلة لنقل البطل "أدهم حنجر" إلى "دمشق"، فجاء إلى "الثعلة" واتفق مع جدي "نجم عز الدين" وأهالي قريتنا لقطع الطريق الواصل بين "السويداء"، و"دمشق" بموقع "المزرعة"، ولكن الفرنسيين غيروا طريقهم عن طريق "المسيفرة" و"أم ولد"، ودارت معركة عرفت بمعركة "تل الحديد" قتل على إثرها قائد الحملة الفرنسي "بوكسان"، وهي فاتحة المعارك، وحين اشتد عزم الثوار وإصرارهم على الثورة تمّ في المضافة اللقاء بين "سلطان الأطرش" والدكتور "عبد الرحمن الشهبندر"، ومندوب الأمير "عبد الله" من "الأردن"، وأيضا شيخ العشائر من الأردن "حديثة الخريشة"، وجاء من جبل "السماق" الشيخ "ضيا عز الدين الحلبي" وعدد من زعماء الجبل آنذاك، ليصار إلى إعلان اجتماع في "كفر اللحف" الناتج عنه قرارات الثورة السورية الكبرى من تنظيم سياسي وإداري وثوري، إلا أنّ الفرنسيين علموا بالاجتماع فقاموا بقصف المضافة بالطائرات واستشهد " حسين عز الدين" ابن صاحب المضافة البالغ من العمر 12 سنة».

من المعلوم تاريخياً أنّ مضافة "نجم حسين عز الدين" قد قصفها الفرنسيون حين عقد بها الثوار اجتماعاً وطنياً للتباحث بشؤون الثورة ضد الانتداب الفرنسي، وكانت مركزاً قيادياً في معارك عديدة جرت في الجهة الغربية من جبل العرب، خاصة معركة "المسيفرة" ومعركة "المزرعة"، وقد دون التاريخ أيضاً حماية أهالي "الثعلة" للمجاهد البطل "إبراهيم هنانو"، وتاريخياً كانت محطة مهمة برجالها، وخاصة مؤسسها "نجم" الذي نفذ به العثمانيون حكم الإعدام ووجه أبناءه قبل رحيله قائلاً لهم: (يا ممدوح علّم خيك هلال الفروسية وفنون القتال لتحارب هالكلاب، أنا رايح ما عاد رح ارجع). وهكذا برز من هذه المضافة شخصيات وطنية مهمة، وإلى يومنا الحالي ما زالت هذه الربعة الوطنية مشرّعة أبوابها للكرم والضيافة، ومجسّدة فيها حكايا الماضي والمواقف الاجتماعية الخالدة

وتابع "عز الدين": «لعلّ الوقائع فرضت على مؤسس المضافة "نجم عز الدين" تحمل مسؤوليات اجتماعية وإنسانية وإصلاحية، بحيث رسخت مفهوم إغاثة الملهوف، ويندرج هذا الأمر بما جرى حينما جاء المجاهد "ابراهيم هنانو" الذي قدم إلى الجبل بعد صدور حكم الإعدام بحقه من السلطات الفرنسية، وأقام في "الثعلة" وتحديداً في المضافة أكثر من نصف شهر، وكان على المضيف أن يحمي ضيفه، وحين علم الفرنسيين بوجوده جهزوا حملة للقبض عليه، إلا أنّ أهالي القرية هبوا لحماية الضيف ومنعوا الحملة من تحقيق غايتها، عندها نزل "إبراهيم هنانو" وألقى التحية على الأهالي، وقال كلمته المشهورة: لو كنتم معي في الشمال لبقيت أحارب "فرنسا" طويلاً، ومن الأحداث التي تذكر أنّه اتخذ من المضافة مقراً لقيادة معركة "المسيفرة" الشهيرة، حيث استمر أهالي القرية في قتال الفرنسيين مدة يومين إلى أن وصلت نجدة من الثوار وقاموا بإعلام "سلطان باشا الأطرش" وزعماء الجبل للهجوم عى الفرنسيين، وكانت معركة "المزرعة" التي أسر أهالي "الثعلة" فيها 48 جندياً وضابطاً فرنسياً واقتادوهم إلى المضافة، وبقوا فيها 46 يوماً».

الحملة الفرنسية لاعتقال هنانو

وعن أحداث مضافة "آل عز الدين" أوضح الباحث في التاريخ "إبراهيم جودية" قائلاً: «من المعلوم تاريخياً أنّ مضافة "نجم حسين عز الدين" قد قصفها الفرنسيون حين عقد بها الثوار اجتماعاً وطنياً للتباحث بشؤون الثورة ضد الانتداب الفرنسي، وكانت مركزاً قيادياً في معارك عديدة جرت في الجهة الغربية من جبل العرب، خاصة معركة "المسيفرة" ومعركة "المزرعة"، وقد دون التاريخ أيضاً حماية أهالي "الثعلة" للمجاهد البطل "إبراهيم هنانو"، وتاريخياً كانت محطة مهمة برجالها، وخاصة مؤسسها "نجم" الذي نفذ به العثمانيون حكم الإعدام ووجه أبناءه قبل رحيله قائلاً لهم: (يا ممدوح علّم خيك هلال الفروسية وفنون القتال لتحارب هالكلاب، أنا رايح ما عاد رح ارجع). وهكذا برز من هذه المضافة شخصيات وطنية مهمة، وإلى يومنا الحالي ما زالت هذه الربعة الوطنية مشرّعة أبوابها للكرم والضيافة، ومجسّدة فيها حكايا الماضي والمواقف الاجتماعية الخالدة».

نجم عز الدين المؤسس
وسيم عز الدين مع مراسل مدونة وطن