اجتازَ "سميح حامد" مبارياتٍ بلا أخطاء منتقلاً إلى مراكز أولى مع نادي قريته "عرى" بالشطرنج، وحقق حلمَ مباراةِ بطل العالم في مباراة يعدّها مفصليةً وخطوةً أسست لتألقه الرياضي.

منذُ الطفولةِ حاول التعرفَ إلى الرقعة، واختبار ألعابها مستفيداً من مزايا اللعبة التي تطبعُ على شخصية اللاعب، وتسير به إلى الهدوء والتفكير العميق، كما تحدث "سميح حامد" من خلال مدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 7 أيلول 2019، وقال: «الشطرنج لعبة نبيلة تضيف للاعب من جمال أساليبها ما يرتقي به إلى مسارات التميّز والعمل لتحقيق النجاح، هذا جزء من قصتي مع هذه اللعبة التي تابعتها طفلاً من خلال نادي قريتي "عرى" حيث تدربت على يد اللاعبين الأوائل، محاولاً استكشاف بواطن اللعبة وأساليبها وطرقها وقصص وسير اللاعبين القدامى، وتفاصيل الأدوار العالمية بهدف اكتساب المعرفة التي شعرت أنّها ضرورية لاكتمال خطوات التدريب الذي لم ينقطع منذ المرحلة الابتدائية، في تلك المرحلة شاركت ببطولات الطلائع، وحصلت على المركز الأول عام 1983، كانت بدايةً مشرقةً أخذت بيدي إلى هذا العالم الساحر الذي قررت التشبث به، ولا أتأخر عن التدريب الذاتي والبحث الذي قادني إلى بطولة المحافظة للشباب عام 1990 عندما حصلنا على المركز الأول وبدأت عملية بناء النادي الذي نشأت معه، كانت أولى خطوات النادي للصعود إلى المقدمة، فقد صعدنا مع نادي "عرى" للدرجة الأولى في العام التالي، عندما أخذت الأضواء تتجه لنا كلاعبين شباب في تلك المرحلة، وبدأت بحصاد جزء من تعبي لامتلاك خيوط اللعبة وتفضيلها على هوايات كثيرة وكسب صداقة الرقعة، إذ كتبت جريدة "تشرين" يومها: (إنّ اللاعب "سميح حامد" من نادي "عرى" حصل على جميع النقاط دون أيّ خسارة)، كلماتٌ قليلة صعدت بالنادي للدرجة الأولى، وأخذتني إلى عالمي الأجمل الذي بقي صداه مرافقاً لي، بعدها شاركت في مناسبات كأس "آذار"، و"السابع من نيسان"، وبطولات في الريف مثل "قنوات"، و"الرحا"، وحصلت على أكثر من عشرين بطولة، وبطولة المحافظة الرسمية عام 2001 إلى جانب بطولة "الشام الدولية" في العام ذاته والتي أهّلتني للقاء بطل العالم في تلك المرحلة، إضافة لبطولات الخاطف وهذه تجربة خاصة وممتعة».

هي إحدى اللقاءات التي رسم القدر تفاصيلها، وحققت حلماً جميلاً اقترب بفضل العمل، في هذه المباراة التي لا يمكن نسيانها مع بطل العالم "أناتولي كارابوف"، وكنت أحاول المستحيل لأقدم أفضل ما عندي دون أخطاء لكي أتمتع وأجعل "كارابوف" يشعر بالصعوبة أمامي، وكان لي ما تمنيت، فقد أثنى "كارابوف" على مهارتي، وتمنى أن يكون لي دعم من قبل الاتحاد الرياضي، وبالنسبة لي شعرت بأنّ عشقي للشطرنج قد تتوّج بهذا اللقاء

لعب مع بطل العالم، وحاول أن يكون منافساً قوياً محتفظاً بذكرى وصورة، كما أضاف بالقول: «هي إحدى اللقاءات التي رسم القدر تفاصيلها، وحققت حلماً جميلاً اقترب بفضل العمل، في هذه المباراة التي لا يمكن نسيانها مع بطل العالم "أناتولي كارابوف"، وكنت أحاول المستحيل لأقدم أفضل ما عندي دون أخطاء لكي أتمتع وأجعل "كارابوف" يشعر بالصعوبة أمامي، وكان لي ما تمنيت، فقد أثنى "كارابوف" على مهارتي، وتمنى أن يكون لي دعم من قبل الاتحاد الرياضي، وبالنسبة لي شعرت بأنّ عشقي للشطرنج قد تتوّج بهذا اللقاء».

سميح حامد في تكريم بطولة المحافظة

الاستمرار والتميّز ليس بالأمر السهل لمن اعتمد على جهده الذاتي في ظروف لا تتوافر فيها فرصةُ الاحتراف، كما أضاف بالقول: «أنا حالياً بطل المحافظة، وبسبب ظروف عملي كوني أعمل في مجال تعقيب المعاملات وأعاني ضيق الوقت، وأيضاً لعدم وجود الدعم المادي لم أستطع المشاركة على مستوى الجمهورية أو في الخارج، وبقيت المشاركات محلية، لكن الأمل أن تحمل لنا السنوات القادمة فرصة لمشاركات جديدة، فهذه اللعبة تحتاج للتفرغ، ويترتب على ذلك تكلفة مادية كبيرة، يحتاجها اللاعب ليؤسس لحضور خارجي، وللمحافظة على المهارة أتابع حالياً اللعب عن طريق الإنترنت عبر برامج متطوّرة، وكل أسبوع نجتمع في سهرة شطرنجية وأصدقائي "باسل العسافين"، و"أسعد الشبل"، و"ناصر سعيد"، و"ناصر جربوع"، و"إبراهيم أبو صعب"، و"صايل الكفيري"، وهم من اللاعبين المخضرمين باللعبة».

يقدم بطل الشطرنج المخضرم "إحسان كنعان" رأيه به كلاعب تميّز بالشطرنج الخاطف واللعب النظيف، وقال: «لقاءات متكررة تجمعنا كأسرة للاعبي الشطرنج، ولدينا تواصل جميل يجعل كلّ اللاعبين على اطلاع ومعرفة، ومنذ أن تعرفت عليه لمست تميزه وعمله الذاتي الجميل لامتلاك المهارة والتفوق، خاصةً في مجال الشطرنج الخاطف، يحمل صفات الشطرنجي الهادئ، صديق التفكير العميق والرؤية المتأنية في اللعب، وفي التعامل الشخصي، حاصل على بطولة المحافظة الرسمية مرتين، وله الفضل مع زملائه في صعود نادي "عرى" للدرجة الأولى، وترك بصمات متميّزة على مسيرة النادي، وحضوراً جميلاً وراقياً في البطولات، أتمنى له ولأصدقائه في هذه اللعبة الراقية ظروفاً أكثر مرونة، وسعةً لضمان توسيع المشاركات الخارجية التي يستحقها للتعريف بموهبته، ودعم عمله للوصول للاحتراف، وتقديم أفضل ما لديهم، فرغم ظروف العمل والسعي لتحسين الظروف الاقتصادية كان التميّز حليفه».

الشطرنجي إحسان كنعان

ما يجدر ذكره أنّ "سميح غالب حامد" تولد عام 1970، في بلدة "عرى"، حاصلٌ على إجازة الحقوق عام 2002، بطلُ المحافظة في عدة بطولات، وشارك العام الماضي ببطولة المهرجان الشطرنجي الأوّل في فندق "العامر" بمشاركة 350 لاعباً، وحصل على المركز الأوّل وحائزة نقدية، وبطولة نقابة المهندسين هذا العام بمشاركة 75 لاعباً، حيث نال المركز الأوّل.

إحدى شهادات التكريم