غازلت "زينة رعد" الكاميرا وكسبت ودَّها بشكلٍ عفويّ لم تخطط له، جارت موهبتَها ودربت نفسها وانطلقت لتجربتها الذاتية، لتكونَ شريكةً في صناعة أجملِ الذكريات للعرسان ومناسبات عائلية مختلفة.

معلمةُ صفٍ أفردت جانباً كبيراً من حياتها للدراسة، واتجهت باتجاه التصوير عندما شعرت بما يمكن لهذه العدسة أن تصنعه من جمالٍ فاختارت الدربَ الصعب كما تحدثت من خلال مدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 2 تشرين أول 2019 وقالت: «شعرت بقرب العدسة إلى روحي في المناسبات العائلية، وتابعت انتقاء أوضاع التصوير واختيار زوايا الكاميرا، ولمست كيف يمكن للمصور أن يستخدم العدسة بفنية وجمال.

في لقطات زينة حالة تختلف عن كثير من اللقطات الفنية لأنّها فنانة في انتقاء زاوية التصوير، إيجابية تحمل طاقة جميلة تنقلها للعرسان بسلاسة ومحبة، لتجدهم متفاعلين مع العدسة بالابتسامة والوضعية، هي من أوائل المصورات اللواتي اشتهرن بوقت قياسي وقصير وأثبتت نفسها بجهدها الذاتي. عملها يعبر عنها بشكل دقيق دائما، لديها لقطات جديدة وطريقة معبرة عن أجواء الفرح، هي أحد الأسماء المطلوبة للتصوير في الأفراح التي يهتم بها العرسان بالذوق والفن وكل ما هو جديد، تميزت في تصوير أفراح كانت فيها العروس وحيدة مثلي في حالة سفر العريس، وقد أجادت وميزت وقدمت تعبيراً رائعاً عن الحالة التي انتشرت في مجتمعنا بشكل كبير، أتوقع لها مستقبلاً مشرقاً وأمامها الكثير من النجاح لأنها عبرت عن هوايتها بشكل صحيح وجميل

هنا بدأت الطريق كهاوية وتابعت تفاصيل التصوير، عملت تحت إشراف أحد المصورين كنوع من التجربة، حيث اختبرت تصوير الأفراح وأخذ لقطات للعرسان بشكل عفوي عندما كنت مساعدة للمصور ولست المصور الرئيسي، عندها حاولت الاستفادة من إمكانيات الكاميرا ورؤيتي الخاصة لوضعية العرسان دون قيود أو دراسة، وكانت النتائج رائعة بتعبير المصور المشرف وتقييمه.

زينة رعد

كان نوعاً من التحفيز لي للمتابعة وأنا طبعاً لم أملك خيار التوقف، لأنّني شعرت بمتعة كبيرة بهذه التجربة، لذلك لم أرغب التوقف رغم الصعوبات وأولها إقناع الأهل بالهواية التي شغلتني، لألقى الدعم بعد أن تابعوا عملي وما وثّقت من لقطات فيها كثير من الأفكار الجديدة والمؤثرة».

من كاميرا بسيطة إلى فريق تصوير، مرحلة اجتازتها بقناعة كبيرة بالنجاح كما أضافت بالقول: «عندما اشتريت أول كاميرا كانت بتقنيات بسيطة ولم تتوافر فيها الإمكانات الفنية الكبيرة التي تساعد المصور، لكنني حرصت على التدرب عليها مع أنّ المتابعة وساعات العمل لم تقدم لي الكثير من المعلومات العلمية التي كنت أحتاجها وحاولت البحث عنها بجد مع العلم بقلة المصادر، فقد لا يجد المصور الوقت ليعلم مصورين متدربين وكان الخيار أن أحصل على ساعات تعليمية من قبل مصور متخصص وقد وافق على تدريسي لبعض القضايا ولساعات معدودة فقط للاطلاع على القواعد الأساسية التي يجب على المصور الطامح للنجاح والساعي لوصف (فوتوغرافر) الحصول عليها .

العروس سلاف جعفر بعدسة زينة رعد

كانت دروساً بسيطة اتبعتها باهتمام عبر جلسات تصوير متنوعة، لأتقن هذه المهارة التي لم أكن أتوقع أن تتطور إلى عمل أو ارتباط كبير بالكاميرا، فالعدسة عالم يخبئ الكثير من الفرح والسحر، هذه العدسة يمكنها التقاط الجمال بنسب يمكن أن تتضاعف إذا كانت العين خبيرة وإذا توافرت الموهبة. وقد يستغرب البعض أن كل ما سبق سار إلى جانب التدريس والعمل وبداية الحياة الزوجية التي ساعدني زوجي بمحبته وتفهمه لتجاوزها ولتأسيس علاقتي مع الكاميرا وتوثيق هذه العلاقة بمزيد من التميز، وجذب الانتباه لما أقدمه بطريقة عفوية بسيطة جعلت الاسم ينال الضوء».

وتضيف: «عرّفت أعمالي عن مصورة لم تبحث عن الشهرة، بقدر البحث عن لقطة صحيحة وجميلة وبصمة أنثوية في عالم أغلب أبطاله من الرجال، وأنا بهذا العمل حاولت تقديم الأجود والأفضل، لأكون على قدر ثقتي بنفسي أولاً وثقة كل العرائس الجميلات والعرسان الذين وضعوا ثقتهم بي لأكون موثقة لأجمل لحظات العمر بكل التفاصيل.

لقطة من تصويرها

ففي كل المناسبات التي قمت بتصويرها كنت أشعر بأهمية أن ترافق عيون العروس المصورة، ويبدو أنها حالة ارتياح وتناغم تعني الكثير للعروس وللمصورة، فعندما تتابعني تتجاوب معي في التفاعل مع العدسة ففي البداية هي محور العمل، ومنها ومن فرحتها أستقي الكثير من اللقطات التي دربت نفسي على اختيارها.

ثم أصبحت قائدة فريق التصوير بعدد كاميرات كبير خصصت لالتقاط الفوتوغراف للعرس بالكامل، أطبق قناعتي بعدم وضع توقيعي على أي لقطة غير لقطاتي الخاصة بكاميرتي، لأنني أثق بعملي ومحبتي لهذا العمل الذي طورته بالتشارك مع صديقات لي متخصصات بالتجميل وتصميم الأزياء ونؤسس حالياً مقرنا الخاص، وأطور تجهيزات العمل التي تكفل إنتاج ألبوم رائع في الغالب يحتار العرسان باختيار الأجمل من بين مئات اللقطات التي تناسب الاحتفاظ بها كذكرى لفرحة العمر».

اختبرت تغطية افتتاح الأفلام وكانت تجربة أخبرتنا عنها: «بمساعدة صديقة صحفية اختبرت تغطية افتتاح الأفلام في سينما "الخيام" في المدينة لأكون في افتتاح "بوط كعب عالي" ومن أفلام الفنان "دريد لحام" التي عرضت في المدينة كانت تجربة حيوية جميلة تابعت بها المشاهير وكيفية التقاط اللقطات الفنية، عمل جميل واختبارات لافتة للمحيط لاقت استحسان المتابعين، لكن بالنسبة لي كمصورة لم أكمل التجربة لأنني هنا شعرت باختلاف كبير عن طريقة تصوير الأفراح وحالة الفرح التي تحملها الكاميرا بهذه المناسبة، فقد يتمكن كثر من القيام بهذه المهمة أما أنا فعالمي مقترن بالفرح والجمال، لذا بقيت في مجال الأفراح وجلسات التصوير الطبيعية للشابات والأطفال والعائلة في مسار قدم لي نوعاً من السعادة ارتبط بهذه الموهبة التي أبنيها بهدوء لأكمل حلماً ساعدني على إدارة فريق للتصوير وأكملته بإتقان الفوتوشوب بمحاولة لتقديم الأجمل والصور الواقعية والنقية والجذابة، إلى جانب الاستفادة من فرصة سفر قادمة لتطوير مهارتي في مجال التصوير لأضيف لتجربتي تجربة أكاديمية حلمت بالحصول عليها، لأنني في كل مرحلة أجد أنني في حاجة للتبحر أعمق في علم التصوير وفنونه وعوالمه التي شغلتني بسحرها».

"سلاف جعفر" عروس كانت محور اهتمام عدسة "زينة" تقول عنها: «في لقطات زينة حالة تختلف عن كثير من اللقطات الفنية لأنّها فنانة في انتقاء زاوية التصوير، إيجابية تحمل طاقة جميلة تنقلها للعرسان بسلاسة ومحبة، لتجدهم متفاعلين مع العدسة بالابتسامة والوضعية، هي من أوائل المصورات اللواتي اشتهرن بوقت قياسي وقصير وأثبتت نفسها بجهدها الذاتي.

عملها يعبر عنها بشكل دقيق دائما، لديها لقطات جديدة وطريقة معبرة عن أجواء الفرح، هي أحد الأسماء المطلوبة للتصوير في الأفراح التي يهتم بها العرسان بالذوق والفن وكل ما هو جديد، تميزت في تصوير أفراح كانت فيها العروس وحيدة مثلي في حالة سفر العريس، وقد أجادت وميزت وقدمت تعبيراً رائعاً عن الحالة التي انتشرت في مجتمعنا بشكل كبير، أتوقع لها مستقبلاً مشرقاً وأمامها الكثير من النجاح لأنها عبرت عن هوايتها بشكل صحيح وجميل».

ما يجدر ذكره أن "زينة معذى رعد" من مواليد "السويداء" عام 1993 خريجة كلية التربية معلمة صف ومصورة باتت محترفة أسست استديو خاص بها يجسد تجربتها الذاتية خارج حدود الأكاديمية.