في العام 2004 كانت انطلاقةُ رابطةِ مشجعي نادي "شهبا" الرياضيّ التي حاولت بكل إمكانياتها أن تجذبَ المجتمعَ المحليّ لكي يكونَ الداعمَ الحقيقيّ لنشاطات النادي، وفي العام 2019 دخلت المرأةُ منظومةَ العمل التطوّعي، وكانت الانطلاقةُ الكبيرة للرابطة كي تكون جسرَ التواصل الفعليّ نحو واقعٍ أكثر توازن.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 29 تشرين الثاني 2019 المحامية "ندى سلام" التي تحدثت عن سبب انضمامها لرابطة النادي، فقالت: «هدفي جمع النساء الجالسات في منازلهن، وتفعيل دورهن في تربية الأطفال بالتعاون مع النادي، وإبعاد هذا الجيل عن كل ملوثات الشارع من عنف ومخدرات وعادات دخيلة، فالنادي هو شريك الأسرة في عملية التربية، ودخول المرأة إلى هذه الأسوار الجميلة كي تكون صانعة قرار، وشريكةً حقيقيةً في البناء الفعلي للإنسان».

بحكم قرب مطعمي العائلي من أسوار النادي، فأنا معني بدعم الرياضة في المدينة، وكرابطة مشجعات ومشجعين هدفنا الأسرة أولاً، ولهذا التقت أهدافي مع أهدافهم، وأساهم بما أستطيع في مبادراتهم الراقية التي تصبُّ في خدمة الناس، وتحفّز الجيل على الإبداع والتطور واكتشاف مواهبهم

وعن عمل الرابطة وانطلاقها، قال "سامر دنون" أحد أهم مؤسسيها القدماء والجدد: «الرابطة هي مبادرة اجتماعية داعمة لعمل نادي "شهبا" الرياضي، وتتبع له تنظيمياً، وبما أن النساء هن المربيات الحقيقيات، فإشراكهن في العمل الرياضي الاجتماعي ضروري ومُلح كي يصبح المجتمع متوازناً، ونبحث عن الجمال والإبداع في أطفالنا، وخلق مبادرات من أجل إظهار تميز المرأة، وتفعيل الألعاب الأنثوية، وبالوقت نفسه دعم النادي مادياً ومعنوياً، وبثّ الروح الرياضية في المجتمع.

نقاشات نسائية وأفكار جديدة

نعمل في الرابطة على ترسيخ قيم الاحترام والعمل الجماعي والتطوع، والمشاركة، وبالوقت نفسه المسائلة وعدم التمييز، والتركيز على الفئات المهمشة في المجتمع الذي نعرف كل خباياه، ففي مدينة "شهبا" تجد الجمال الحقيقي للناس، وهم من يبادرون دائماً لكي تكون مدينتهم في المقدمة، ودخول النساء إلى الرابطة يعزز عملنا السابق، فاندفاع المرأة للعمل ظاهر ومثمر، وأعتقد جازماً أن إشراك النساء في الرابطة هو حدث نوعي».

المدرس المتقاعد "سليم الخطيب" تحدث عن دوره كرياضي مخضرم، وداعم للرياضة وثقافة التطوع، قائلاً: «استلمت رئاسة النادي في العام 1969، وكمدرس للرياضة ورياضي قديم كنت أصر على أن المدارس هي منجم الأبطال والخامات الرياضية، وأنّ الناديَ اجتماعيٌّ ثقافيٌّ يدخل تحت عنوان الرياضة، ولذلك تجدنا دائماً في أفراح الناس وأتراحهم، فالرياضة عامل محبة وحضارة تتغنى بها الشعوب، وكرابطة مشجعين كان استقطاب النساء للعمل التطوعي خطوة في الاتجاه الصحيح، بدأت معالمها تظهر منذ اليوم الأول، فالنادي بيئة حاضنة للجميع، ومن هذا المنطلق نعمل».

فراس البعيني، سامر دنون، هيسم دنون، عصام الحرفوش

"هيسم دنون" رئيس النادي، أضاف: «إعادة تشكيل الرابطة، وجعل النساء جزءاً منها هي أول مبادرة تقوم على مستوى المحافظة، وأعتقد على مستوى "سورية"، ونحن نحاول التنسيق مع الرابطة بكل خطوة، وهدفنا تعزيز القيم الأخلاقية، والوصول بالنادي إلى أن يكون جزءاً من كل بيت، فدور الرابطة مهم وأساسي بربط النادي مع المجتمع بكل مفاصله.

عدد أعضاء النادي 1736 شخصاً، وتعمل الرابطة على تفعيل دور هؤلاء، وتنسيب أعضاء جدد، والتواصل مع المغتربين وأصحاب الفعاليات لكي يكونوا دائماً معنا في صورة العمل، على الرغم من أن هؤلاء لم يبخلوا بشيء طوال السنوات الماضية بالدعم المجتمعي والرياضي».

من أجواء الاجتماع

"أركان الخطيب" صاحب مطعم في المدينة، قال: «بحكم قرب مطعمي العائلي من أسوار النادي، فأنا معني بدعم الرياضة في المدينة، وكرابطة مشجعات ومشجعين هدفنا الأسرة أولاً، ولهذا التقت أهدافي مع أهدافهم، وأساهم بما أستطيع في مبادراتهم الراقية التي تصبُّ في خدمة الناس، وتحفّز الجيل على الإبداع والتطور واكتشاف مواهبهم».

تغيير الصورة النمطية عن مدينة "شهبا" التي عانت ككل المدن السورية طوال الأزمة، هدفٌ يعمل عليه القائمون على المبادرة ويجدون دائماً من يساندهم، لأنّ الرياضة في المقام الأول هي من مقاييس التقدم.