استطاع تجسيد إبداعه وبحثه برحلة اغتراب طويلة، انتزع خلالها بفضل علمه ومثابرته منصب مدير أهم مشروع تحديث نظم التدريس الرقمي بعد أن طوّره علمياً ليصبح في متناول مئات الآلاف من الشباب.

حول نشأته ومراحل حياته، مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 26 كانون الثاني 2020 تواصلت مع البروفيسور "فراس جدعان أبو مغضب" الذي بيّن قائلاً: «من قرية "أبو زريق" الجميلة، التي لا يتجاوز عدد سكانها ألف نسمة، والواقعة في الجنوب الشرقي لمدينة "السويداء" كانت رحلة اغتراب الأهل إلى "فنزويلا"، فوالديّ كانا يعملان هناك في قطاع التجارة والفندقة، ولدت عام 1977، وبدأت دراستي الابتدائية في "فنزويلا" في مدرسة "العائلة المقدسة" الكاثوليكية التي تديرها راهبات من "إسبانيا"، وفي منتصف ثمانينيات القرن الماضي أصرت العائلة على الرجوع إلى أرض الوطن لتعليم أشقائي اللغة والعادات العربية، حيث التحقت بمدرسة "بور سعيد" الابتدائية في "السويداء"، وأكملت المرحلة الابتدائية، كان طريق تعلم اللغة العربية صعباً، ثم المرحلة الإعدادية والثانوية في ثانويتي "نايف جربوع"، و"شكيب أرسلان" بفرعها العلمي، وفي العام 1997 غادرت "سورية" متجهاً إلى "فنزويلا"، ثم إلى "بريطانيا" للدراسة، لكنها لم تكن طموحي فبعد ستة أشهر من دراسة اللغة الإنكليزية عدت إلى الوطن لدراسة التجارة والاقتصاد في جامعة "دمشق"، وبعد الترفع للسنة الثانية، عرض علي مقعد للدراسة في جامعة "كوينزلاند"، وهي ثالث أكبر جامعات "أستراليا"، والمصنفة من ضمن الجامعات الخمسين الأقوى بالعالم، لم أتوقع أنّ موافقتي سوف تجعلني أرتبط بهذه المؤسسة التعليمية لسنين عدة من بعدها، وفي أيلول من العام 1999؛ كانت البداية مع دراسة للغة في "برزبن"، وحصلت في العام 2002 على إجازة بالتجارة الإلكترونية تخصص محاسبة من جامعة "كوينزلاند"، وفي عام 2003 حصلت على دبلوم بنظم المعلومات من الجامعة نفسها، وبعدها حصلت على ماجستير بهندسة المؤسسات للتكنولوجيا، وبعد بحث دام سبع سنوات حصلت على دكتوراه فلسفة بإدارة أسس العمل، وفي العام 2011 رشحت رسالة الدكتوراه لتكون أفضل رسالة في "أستراليا"، و"نيوزيلاندا"».

تلقيت الكثير من الدعوات كان آخرها لحضور مؤتمر صحفي في "سيدني" من شركة نيوزيلاندية، ودعوة من شركة ألمانية للتحدث في مؤتمر عالمي انتقوا فيه أربعة وعشرين متحدثاً من أربعة وعشرين حزام زمني غطت العالم في يوم كامل، ودعوة من جامعة في "سنغافورة"، وأنا أيضاً عضو محلف بوزارة العدل منذ عشرة أعوام، وعضو في جمعيات أسترالية وعالمية عدة منها في مجالات نظم المعلومات، وتطوير المحاسبة، ومتزوج "لميس غالب جربوع"، ولدي ثلاثة أولاد "ناتالي"، والتوءم "آدم" و"دانيال"

وعلى صعيد العمل والأبحاث أوضح الدكتور "فراس أبو مغضب" بالقول: «لقد عرضت مؤلفاتي في أكثر المؤتمرات شهرة بالعالم، وقدمت الأبحاث في "كندا"، "الولايات المتحدة"، "الهند" و"أستراليا"، ومنها بحث حاز على جائزة أفضل بحث علمي في البحث النوعي ضمن كتاب يقع في ثلاثمئة صفحة، وسوّق عالمياً، وهو يبحث في مجال تطوير أسس العمل.

اثناء التخرج

مهنياً لقد حزت على اختصاصات عالمية مثل الحزام الأسود في تطوير الشركات، وإدارة المشاريع، وهندسة الشركات، وإدارة التغيير، أما على صعيد العمل فقد حافظت على محورين رئيسيين أولهما التدريس الجامعي ومحور استشارة لشركات استرالية وعالمية، كشركة "كونن" اليابانية، وفي مجال التدريس أعمل في ثلاث جامعات في "كوينزلاند"، و"سيدني" حيث قمت بتدريس أكثر من اثنتا عشرة مادة لليسانس والماجستير لأكثر من خمسة آلاف طالب من مئة وخمسين دولة على مدى سبعة عشر عاماً، وفي مجال الاستشارة والتطوير فقد ساهمت في تطوير شركات تعمل في مجالات القانون والطاقة والتصنيع والتجارة والتعليم والمالية والتأمين والتعليم والأبحاث العلمية، ولقد لفت عملي الاستشاري أنظار وسائل الإعلام التخصصية، وكتبت مقالات عن أعمالي على مواقع عديدة.

أما مشروعي الحالي الذي أديره مع وزارة التربية والتعليم في "كوينزلاند"، فهو يقوم على تحديث وتقديم نظم التدريس الرقمية في كافة الولاية، وسيستفيد منه 1250 مدرسة حكومية، وما يزيد على مليون مستخدم منهم أكثر من نصف مليون طالب، ومئة موظف وأستاذ وأستاذة، وسينتهي المشروع في حزيران العام القادم ويستخدم لخمس عشرة سنة قادمة».

في مشاركته بمؤتمر علمي

يتابع: «تلقيت الكثير من الدعوات كان آخرها لحضور مؤتمر صحفي في "سيدني" من شركة نيوزيلاندية، ودعوة من شركة ألمانية للتحدث في مؤتمر عالمي انتقوا فيه أربعة وعشرين متحدثاً من أربعة وعشرين حزام زمني غطت العالم في يوم كامل، ودعوة من جامعة في "سنغافورة"، وأنا أيضاً عضو محلف بوزارة العدل منذ عشرة أعوام، وعضو في جمعيات أسترالية وعالمية عدة منها في مجالات نظم المعلومات، وتطوير المحاسبة، ومتزوج "لميس غالب جربوع"، ولدي ثلاثة أولاد "ناتالي"، والتوءم "آدم" و"دانيال"».

بيّن "عصام الدبس" من بلدة "القريا" المتابع لمسيرة "أبو مغضب" بالقول: «مذ كان الدكتور "فراس أبو مغضب" في وطنه الأم "سورية" وهو عاشق للبحث العلمي، حيث درس الجامعة في "دمشق"، حتى إذا جاءته منحة دراسية نال من خلالها المراتب العليا، وهو اليوم يدير مشروعاً لتحديث نظم التدريس الرقمي مهم جداً، إضافة لما قدمه من أبحاث ودراسات ومشاركته في مؤتمرات علمية عالمية، ولعله الأكاديمي الأصغر عمراً بين أقرانه والذي له رصيد علمي وافر، وهو يعمل على تجسيد قيم وطنه الأم "سورية" متمنياً تحقيق التنمية الاقتصادية فيها، واستثمار الطاقات العلمية والاستثمارية لتنمية الحركة التجارية والاقتصادية».

الدكتور فراس أبو مغضب