البداية كانت بمقترح كتبه "مروان أبو خير" على صفحته الشخصية على موقع الفيس بوك، مناشداً فيه المجتمع الأهلي بضرورة الوقوف إلى جانب الأسر الفقيرة لمساعدتهم في التصدي لوباء "كورونا"، لتنطلق مبادرة "الصابون للجميع" في غضون يومين بجهود المتطوعين والمتبرعين.

"مروان أبو خير" متطوع في العمل الإنساني، تحدث لمدوّنةِ وطن "eSyria" عن انطلاق هذه المبادرة المجتمعية بتاريخ 25 آذار 2020، قائلاً: «فكرت بموضوع تخزين المواد الغذائية الذي بدأ به البعض، ولفت نظري مبادرة توزيع الخبز بالمجان للفقراء والمحتاجين، ومن يعجز عن شراء رغيف الخبز لا يمكنه شراء الصابون والمنظفات، ولهذا ينبغي البحث عن طريقة لمساعدة هذه الأسر وحمايتهم ليضمنوا سلامتهم وسلامة أطفالهم من وباء "كورونا" الذي أضحى حديث الشارع بعد تفشيه على مستوى العالم، وتهديده حياة الجميع.

تطوعت إحدى الشابات لتنظيم الحسابات وإحصاء التبرعات، وتم شراء المنظفات والإعلان عن المكان الذي كان في بيتي القديم، وحضر عدد من المتطوعين للمساعدة بالتوزيع، وجميع من حضر التزم بارتداء القفازات والكمامات على حسابه الشخصي، كان الكل يعمل بحب ونشاط كخلية نحل واحدة، وقد تم تقسيم الحصص التي بلغت 800 حصة وتوزيعها كاملة، نحن مستمرون طالما هناك خطر صحي، على أمل أن تعمم التجربة في كافة قرى المحافظة

بعد كتابة المنشور بثلاث ساعات وصل مبلغ التبرعات إلى 600 ألف ليرة سورية، من المغتربين وأبناء المحافظة، وتطوّع عدد من الشباب والشابات للمساعدة في سبيل نجاحها، التفاعل والتعاون مع الفكرة كشف عن معدن أصيل لدى أبناء المحافظة، وروح حقيقية للتكافل والتآخي».

"مروان أبو خير" صاحب المبادرة

وأضاف: «تطوعت إحدى الشابات لتنظيم الحسابات وإحصاء التبرعات، وتم شراء المنظفات والإعلان عن المكان الذي كان في بيتي القديم، وحضر عدد من المتطوعين للمساعدة بالتوزيع، وجميع من حضر التزم بارتداء القفازات والكمامات على حسابه الشخصي، كان الكل يعمل بحب ونشاط كخلية نحل واحدة، وقد تم تقسيم الحصص التي بلغت 800 حصة وتوزيعها كاملة، نحن مستمرون طالما هناك خطر صحي، على أمل أن تعمم التجربة في كافة قرى المحافظة».

"ابتسام أبو سعد" محامية ومتطوعة في العمل الخيري تحدثت قائلة: «في مبادرة "الصابون للجميع" كان الوقت هو الفصل، وهذا ما اقتضى السرعة في الإنجاز، اعتمدنا على المتطوعين والمتبرعين بإحصاء الأسر المستفيدة، لأنه لا يمكننا القيام بإحصاءات قد تستغرق وقتاً، وكانت المبادرة سريعة وعفوية، وجميع من ساهم عمل بجهد مضاعف لضمان وصول حصة المنظفات لكل محتاج بأسرع وقت.

أثناء العمل

هذه المبادرة تزامنت مع مبادرة أطلقتها نقابة المحامين في المحافظة بتوزيع 100 سلة غذائية، وبالتعاون مع القائمين والمعنيين بمبادرة توزيع المنظفات، أرفقنا حصص المنظفات مع السلل الغذائية للأسر المستفيدة».

"معتصم الأطرش" تاجر ومتطوع بـ"الهلال الأحمر" ومنسق لجنة المتطوعين الشباب بفرع "السويداء"، أضاف: «صاحب الفكرة "مروان أبو خير" المغترب سابقاً في "الكويت"، ومن المتطوعين في العمل الخيري في المحافظة منذ عدة سنوات، الفكرة مميزة ولقيت صدى إيجابياً لدى الجميع، بدأنا البحث عن المنظفات بسعر مقبول، وقد قدم التاجر "مأمون أبو حمدان" سعراً مناسباً وقام بتأمين الكمية المطلوبة وتبرع للمبادرة، والجدير بالذكر أن كل حصة موزعة من المنظفات تتضمن 12 قطعة من صابون زهر الزيتون و1 لتر كلور.

المبادرات الإنسانية في المحافظة بدأت تأخذ طابعاً فريداً، فمن تقديم السلل الغذائية والمنظفات إلى دعم الطلبة وغيرها، فهي تساهم في تخفيف العبء عن الأسر المحتاجة وتخلق روحاً من التكافل بين أبناء المحافظة».