اختار المتبرعون في قرية "عرمان" التابعة لمدينة "صلخد" الخروج من فكرة التبرع المالي، وتجاوزها إلى خلق نواة لعمل زراعي يدعم الأسرة بتأمين معدات مشاريع زراعية صغيرة في حديقة المنزل قدمها أحد شبان القرية ونسق لها متطوعون.

اثنتا عشرة أسرة حصلت على معدات لإنشاء مشاريع زراعية صغيرة، لا تزيد مساحتها على مئتي متر في حديقة المنزل بدعم من أحد أهالي القرية الذي تحمّل التكلفة على حسابه الشخصي.

الفكرة جيدة وقد رغبت بالاستفادة منها كونها تساعدني على استثمار حديقة المنزل، وهي مساحة جيدة يمكن أن تكفي الأسرة وتفيض عنها خاصة أنّ القائمين بالمشروع تعهدوا بالمساعدة ولهم الشكر لأنهم عملوا عدة أيام لمساعدتنا

تولى مهمة التنسيق عدد من الشباب إلى جانب الوحدة الإرشادية كما تحدث لمدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 24 أيار 2020 منسق المشروع "وليد الصفدي" وأضاف: «فترة الحجر كانت مناسبة للتفكير بعمل تنموي اجتماعي طويل الأمد فالمساعدات الطارئة مفيدة، لكن الأفضل هو دعم من لديه القدرة على العمل لتأسيس مشروع صغير في حديقة المنزل، وهذه إحدى الأفكار التي قام شخص من أهالي "عرمان" بالتكفّل بتأمين مستلزماتها لتكون فائدة غير محدودة لمن يرغب بالعمل ولديه خبرة بالموضوع الزراعي».

معدات المشروع لكل أسرة

وقال: «تمّ توزيع شبكات ري بالتنقيط وبذور وشتول وكلّ الاحتياجات لزراعة مساحة جيدة تنتج الخضار، ليكون هذا المشروع الخطوة الأولى للأسر التي تمّ اختيارها، وهم من الأشخاص الراغبين بالعمل، حيث قمنا بتوزيع المعدات وبدأت عملية الزراعة، ساعدنا شباب متطوعون بتوزيع الشتول والمعدات وبلغت تكلفة كل مشروع حوالي 80 ألف ليرة، وسيكون للمستفيد فرصة دعم بالماء للسقاية ودعم إضافي يرتبط بهذه المشاريع وتطويرها بمساعدة الأهالي ودعمهم المادي».

المهندس "منير صيموعة" رئيس الوحدة الإرشادية تكفّل بمتابعة المشاريع زراعياً وتقديم الخبرة وقال: «تابعنا مع المنسقين وحددنا متطلبات العمل وتم الشراء، وبصفتي مهندساً زراعياً سأتابع المشاريع بجولات دائمة وتقديم النصيحة لضمان نجاحها، فكمية 100 شتلة بندورة و50 باذنجان وغيرها من الأنواع كمية يمكن أن تحقق نوعاً من الكفاية للأسرة في حال أثمرت بشكل جيد، وهذا ما سنعمل عليه إلى جانب تقديم السماد وبذور محسنة للاستفادة قدر الممكن من الشبكة، وطبعاً تكفّل منسقو المشروع بتقديم المياه للري في حال الحاجة لضمان استمرار المشاريع».

توزيع الشتول وفق العدد لكل مشروع وحسب الحاجة

"وليد الحلبي" أحد المستفيدين باشر بزراعة الشتول ومد الشبكة ويقول: «الفكرة جيدة وقد رغبت بالاستفادة منها كونها تساعدني على استثمار حديقة المنزل، وهي مساحة جيدة يمكن أن تكفي الأسرة وتفيض عنها خاصة أنّ القائمين بالمشروع تعهدوا بالمساعدة ولهم الشكر لأنهم عملوا عدة أيام لمساعدتنا».

ما يجدر ذكره أنّ المشروع شمل أسراً من أهالي القرية رغبوا بتنفيذ المشروع منهم مزارعون وعمال وكلّ من رغب بتحسين دخله بعمل زراعي.