تعلم "غياث حامد" الإلكترون على يدي والده وصمم عدة مخابر لصالح الطلاب، ولم يتوقف عند حدود الوظيفة، لأنه اختار البحث عن تصاميم كانت فرصته الأهم لخدمة المجتمع وخدمة مربي الثروة الحيوانية واختصاصات أخرى.

عن تجربته تحدث "غياث حامد" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 أيلول 2020وقال: «شاركت والدي هوايته في مجال الإلكترون، وكنت في الصف السادس. علمني بما توافر لديه من أدوات بسيطة بعض التفاصيل. عندما ضعف بصره أصبح يدلني كيف أعمل ويعطيني معلومات عن أسماء القطع الإلكترونية. منذ ذلك الزمن أصبحت متابعاً للإلكترون، اشتغل ببعض الدارات البسيطة، وبعد الشهادة الإعدادية، قررت التسجيل في مدرسة الصناعة لأكمل تعليمي بمجال الإلكترون. درست ثلاث سنوات كانت كافية للحصول على معلومات جيدة وبعدها تابعت دراسة المعهد الهندسي في "دمشق".

تخرجت وبقي الطلاب يتواصلون معي أساعدهم في إنجاز مشاريع التخرج، وصممت أكثر من مشروع بمواضيع مختلفة، من خلالها سعيت لاكتساب مهارات البرمجة التي كانت حديثة في بلدنا. تابعت من الإنترنت دروساً وطبقت أكثر من فكرة حتى تمكنت من البرمجة بدون مساعدة، منها مشروع صممته ونفذته لطلاب المعهد وكان عبارة عن مكبر صوت مع حاكم نغم، ومشروع ثالث كان عبارة عن الري الإلكتروني الخاص بمجال الزراعة

هذا الوقت كان مفيداً وخلال سنة التخرج من المعهد، طلب من كل مجموعة من الطلاب تقديم مشروع، فاقترح علينا أحد المدرسين فكرة تصميم مخبر تعليمي لطلاب المعهد بسبب النقص بعدد المخابر، بالنسبة لي المشروع كان تحدياً كبيراً كونه تجربة لم يختبرها أي من الطلاب، وبفضل عدة تجارب ولمدة شهر من العمل تمكنت من إضافة مزايا متطورة عن المخابر الموجودة بالمعهد، ونجح المشروع وتم اختباره أمام اللجنة وحصلت على العلامة الأعلى.

غياث حامد يعرض جهاز الفقاسة الذي صممه

منذ ذلك الوقت أخذت أتوسع لبرمجة المعالجات الصغرية، وفي كل يوم أتعلم شيئاً جديداً. أستفيد من الإنترنت لأصمم وأنفذ بشكل ذاتي، وهنا كانت البداية لأقوم بعملي الخاص وتجربتي لخدمة المجتمع.

بعدها طرحت إدارة المعهد أن أصمم مخبرين إضافة للمخبر الأول الذي نفذته، وصممت مخبرين ولتاريخ اليوم الطلاب يتدربون به ويستفيدون من مزاياه».

المدرسة سماح شقير

لم ينقطع عن مساعدة الطلاب تلبية لرغبته باكتساب مهارات جديدة وقال: «تخرجت وبقي الطلاب يتواصلون معي أساعدهم في إنجاز مشاريع التخرج، وصممت أكثر من مشروع بمواضيع مختلفة، من خلالها سعيت لاكتساب مهارات البرمجة التي كانت حديثة في بلدنا. تابعت من الإنترنت دروساً وطبقت أكثر من فكرة حتى تمكنت من البرمجة بدون مساعدة، منها مشروع صممته ونفذته لطلاب المعهد وكان عبارة عن مكبر صوت مع حاكم نغم، ومشروع ثالث كان عبارة عن الري الإلكتروني الخاص بمجال الزراعة».

مشاريعه عرضت في معرض "دمشق" الدولي وقدم تصاميمه للقطاع الصناعي كما أضاف: «عدة مشاريع مثل الساعة الرقمية وجهاز فحص الملفات، والمكثفات وقياس عدد دقات القلب، والجريدة الإلكترونية ودارات تكبير الصوت بعدة أشكال شاركت بها بمعرض "دمشق" الدولي في دورته الماضية.

الفقاسة أثناء العمل

وقدمت مشروعاً لمعمل تصنيع العنب عبارة عن دارة مبرمجة، تظهر كل أعطال براد النبيذ، وعدة مشاريع قابلة للتنفيذ متل قفل الأبواب بكلمة سر أو بالبصمة، والتحكم بأجهزة المنزل بالموبايل عن طريق الواي فاي أو البلوتوث».

مسيرة جد وكفاح كللت بالنجاح يخبرنا عنها بالقول: «تعودت العمل إلى جانب الدراسة، لأتمكن من تأمين مصاريفي ومستلزمات التجارب من أدوات وقطع صممتها وأسست عملاً إضافياً جيداً.

بعد المعهد بسنتين درّست بالمدرسة الثانوية، وتلقيت ترحيباً من الإدارة ومديرية التربية لما أمتلك من خبرة وطلب مني تدريس طلاب مشاريع التخرج، وفعلاً درست سنة كاملة بالمعهد، وكان المشروع الذي أشرفت عليه هو "الجريدة الإلكترونية" وبعدها بعامين تقدمت لمسابقة التربية، ونجحت وعينت مدرساً مهنياً بمدرستي، وبجانب مدرستي افتتحت محل صيانة بقريتي لتأمين مستلزمات التصاميم المالية».

عن عمله بتصميم فقاسة البيض الإلكترونية دون الاعتماد على اليد العاملة أضاف: «بهذه المرحلة التي يتم البحث بها عن مشاريع تعود بدخل إضافي لتحسين الإنتاج ودعم الاكتفاء الذاتي، باشرت بالتصميم للفقاسة الإلكترونية الذي استهلك شهرين من العمل، حيث بدأت بالرسم وبعدها طبقت الدارات والعناصر اللازمة، وصممت الصندوق الخاص به.

وكان التصميم عبارة عن فقاسة تعتمد على ثلاثة معايير أساسية فيها للحرارة والرطوبة وتقليب البيض، ومن هذه المعايير انطلقت وصممت أول برنامج يشغل الفقاسة بشكل أوتوماتيكي كامل لا يحتاج لليد العاملة، ويستطيع الشخص ضبط البرنامج على الشاشة لمرة واحدة فقط. تعمل بشكل آلي بالاعتماد على الذاكرة التي تحفظ هذا الضبط وفيها إنذار لأي عطل مثل نقص الحرارة أو نقص الرطوبة وإنذار عند انتهاء مدة التفقيس.

مشاريعي التي صممتها وبعتها زادت من دخلي المادي لأستفيد من هذا الدخل بالحصول على قطع وأدوات جديدة من الأسواق. طموحي أن أكرس كل وقتي لهذا النوع من العمل وهو حلم صعب المنال تبعاً للتكاليف الباهظة لهذا العمل خاصة أن القطع الإلكترونية غالية الثمن، لكني مستمر بالعمل، وقد أسست نوعاً من الشراكة مع شخص مهتم بالتربية الحيوانية، وبدأنا باستثمار الجهاز».

عن تجربته تحدثت مدرسة الإلكترون "سماح شقير": «أظهر "غياث" تميزاً في عمله التدريسي، كونه شخص قدير ومعطاء قدم عدة مشاريع وقادر أن يعطي أكثر، مشاريعه التي قدمها كلها مشاريع فعالة ولها أهمية كبيرة.

من هذه المشاريع جهاز كشف أعطال لجهاز تبريد النبيذ بمعمل التقطير ومشروع الري للزراعة الأوتوماتيك، هذا المشروع نفذه بالمعهد وعرض في معرض "دمشق" الدولي، حالياً يعد جهاز للتحكم بدوران الألواح الشمسية مع الشمس وجهاز لإنتاج بذار الفطر.

لديه قدر هائل من المعلومات فهو عبارة عن موسوعة إلكترونية غنية، وأنا أسميه "آينشتاين المدرسة" لأنه يجيب على كل الأسئلة والأجمل أن مشاريعه لها مردود وأثر جيد للمجتمع، وباتت تطلب منه مثل الفقاسة وغيرها من الأفكار التي نفذها».

ما يجدر ذكره أن "غياث حامد" من مواليد "القريا" في محافظة "السويداء" عام 1990.