أسس موسوعة "رواد الاغتراب السوري حول العالم"، والتي شهدت نجاحاً كبيراً وانتشاراً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً للجهود المبذولة في توثيق إنجازات المغتربين السوريين، بدءاً من وصولهم المغترب وكفاحهم ومعاناتهم حتى تحقيق النجاح.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 16 أيلول 2020، التقت الإعلامي "عبد الله قطيني" ليتحدث عن علمه وعمله حيث قال: «انتقلت مع أسرتي إلى محافظة "دمشق" عام 1969 حيث كان يعمل والدي، ودرست في مدارسها حتى حصولي على الثانوية العامة الفرع العلمي بمجموع أهلني للدراسة في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، حيث درست عامين في الكلية، ولكنني لم أشعر بالمتعة ولا بتحقيق ذاتي من خلال هذه الدراسة، فكان قرار تغيير الفرع، ومع الإصرار انتقلت إلى دراسة العلوم السياسية وحصلت على الإجازة عام 1985».

انتقلت مع أسرتي إلى محافظة "دمشق" عام 1969 حيث كان يعمل والدي، ودرست في مدارسها حتى حصولي على الثانوية العامة الفرع العلمي بمجموع أهلني للدراسة في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، حيث درست عامين في الكلية، ولكنني لم أشعر بالمتعة ولا بتحقيق ذاتي من خلال هذه الدراسة، فكان قرار تغيير الفرع، ومع الإصرار انتقلت إلى دراسة العلوم السياسية وحصلت على الإجازة عام 1985

وتابع: «عينت مباشرة في نفس عام التخرج محرراً في صحيفة "الثورة" السورية التابعة لمؤسسة "الوحدة" للطباعة والنشر، حيث بدأت مسيرتي المهنية من قسم الاستماع السياسي الى شعبة الأخبار المحلية إلى محرر صحفي بالصفحة الاولى، وعدت لأتسلم رئاسة قسم الأخبار المحلية بالجريدة بعد أن تحول من شعبة الى قسم، كما عملت كمندوب للجريدة في مجلس الشعب لفترة امتدت حوالي ثماني سنوات، وكنت أعد صفحة أسبوعية تتناول مداولات أعضاء المجلس ومداخلاتهم وانتقاداتهم وتساؤلاتهم للحكومة، بالإضافة إلى إيفادي من الجريدة إلى "لبنان" على مدار سنوات لإجراء مقابلات مع السياسيين والمواطنين اللبنانيين لصالح الجريدة.

الصحفي "عبد الله قطيني"

لم يتوقف طموحي المهني هنا؛ بل امتد الى خارج الجريدة حيث كنت أعمل كمستشار إعلامي في غرفة تجارة دمشق"، واتحاد "غرف التجارة السورية"، وأقوم على أمانة تحرير مجلة الغرفة "النشرة الاقتصادية"، كما قمت بتحرير عدة نشرات لمجالس أعمال سورية – لبنانية ومعارض ومؤتمرات اقتصادية، كما عملت مراسلاً لصحيفة "الخليج" الإماراتية الذائعة الصيت حتى اليوم، وذلك من خلال مكتب صحفي في "دمشق" متعاقد مع الجريدة، وكانت فرص العمل في ذلك الحين محدودة جداً قبل انتشار الإنترنت ومواقع التواصل.

في عام 2014 تقدمت من إدارة جريدة "الثورة" باستقالتي من العمل، وذلك بعد مضي 30 عاماً على عملي بها وقبل بلوغي سن التقاعد بأربع سنوات».

موسوعة الاغتراب على موقع فيس بوك

سافر "قطيني" فترة قصيرة إلى "فنزويلا"، وأثمرت تلك الزيارة عن عدد من الفعاليات منها تأسيس موسوعة الاغتراب السوري، عنها أضاف: «أواخر عام 2014 سافرت إلى "فنزويلا" بدعوة من الجالية السورية، واستمرت الزيارة ثلاثة أشهر، زرت خلالها 30 مدينة، واطلعت عن كثب على أوضاع المغتربين السوريين وكم هم بحاجة الى المزيد من الاهتمام لنشد أزرهم ونستفيد من قدراتهم في بناء الوطن من جديد، ومن هذه الزيارة خرجت بفكرة للكتابة عن المغتربين.

بداية تعاونت مع "موسوعة الجبل" التي أسسها في "السويداء" المغترب "زياد صيموعة" رجل الخير الذي قدم الكثير لأبناء المحافظة في جميع المجالات الخيرية والثقافية، وهي عبارة عن موسوعة تضم اثنان وعشرون كتاباً، ويدير تحريرها الصحفي "منهال الشوفي"، وصدر منها 12 كتاباً، وماتزال عشرة كتب قيد الصدور من ضمنها كتابي.

كما قررت تأسيس مشروعي على "فيس بوك" تحت مسمى "موسوعة رواد الاغتراب السوري حول العالم"، وبدأت بنشر قصص نجاح المغتربين السوريين من شتى أنحاء العالم، وهي قصص ملهمة ومحفزة نكتبها بعيداً عن أي توجه سياسي، وقد تناولت الموسوعة على صفحتها حوالي 130 قصة نجاح لمغتربين سوريين في دول مختلفة، وذلك منذ انطلاقها لأول مرة في الخامس من تشرين الأول 2019».

"رفيق الكفيري" مدير مكتب جريدة "الثورة" في "السويداء" تحدث بالقول: «عرفت "عبدالله قطيني" في تسعينيات القرن الماضي عندما عينت في جريدة "الثورة"، وأبرز ما يميزه هدوؤه وعقله الراجح ومحبته لكل من حوله ورأيه السديد، وسرعان ما انتقلت علاقتنا من عمل إلى صداقة أخوية متينة مبنية على الاحترام، ومع مرور الزمن عرفت فيه مدى إخلاصه وتفانيه في العمل بصمت بعيداً عن الأضواء، كان على الدوام يقف إلى جانب زملائه ويمد لهم يد العون لتطوير خبراتهم الإعلامية، فهو لم يدّخر جهداً في مساعدة من يحتاج، وبعد أن أنهى عمله الوظيفي، بقيت مهنة الهموم والمتاعب نبض قلبه ولم يبتعد عنها، فانخرط في مجال العمل الانساني والخيري خدمة لأبناء وطنه يفعل الخير تارة ويدل عليه تارة أخرى، ولج بحر الاغتراب متوجهاً إلى "فنزويلا" ولعب دوراً بارزاً بين أبناء الجالية، اهتم بالمغتربين مشاركاً في البحث عن إنجازاتهم ضمن "موسوعة الجبل" المتنوعة، لينطلق بعدها إلى التوثيق الإلكتروني من خلال موسوعة أحدثها تحكي عن قصص ونجاحات لمغتربين من أبناء الوطن تستحق الوقوف عندها».

الدكتورة الصيدلانية "لبنى جميل حاتم" مغتربة في "فرنسا" تحدثت عن موسوعة الاغتراب بالقول: «موسوعة جميلة سلطت الضوء بطريقة لافتة ومختلفة على عدد كبير من المغتربين السوريين الذين غادروا "سورية"، وأخذوا على عاتقهم المسؤولية والقدرة الكبيرة على الاندماج بثقافة الغرب، وألقت الضوء على مقدرة السوري التي لا حدود لها على النجاح بكل بقاع الأرض وتعلم كافة اللغات وإتقان العمل.

تجارب الاغتراب هي ملهمة وغنية لكل من يريد أن يخوض تجربة السفر، فهي تجارب قاسية لكل من يعتبر المغترب يعيش في نعيم ورغد، لا يستطيع أي مغترب النجاح إذا لم تكون الجهود مضاعفة. موسوعة الاغتراب صفحة واعدة وملتقى جميل لأبناء "سورية"».

بقي أن نذكر أن "عبدالله قطيني" من مواليد قرية "ريمة حازم" في محافظة "السويداء" عام 1958.