"ليكن لكلّ شيءٍ مكان، وليكن كلّ شيءٍ في مكانه" هي المقولة التي يعمل بها مجلس مدينة "بانياس" حالياً، بعد أن أصبحت مراكز انطلاق القرى والمناطق والمدن المجاورة تتوزع في أربع أماكن من المدينة.

وبسبب الازدحام الذي تسببه وسائل النقل المختلفة، وخصوصاً في السوق الرئيسي للمدينة، أصبح أحد أهم المشاريع التي يعمل المجلس على إنجازها مركز انطلاق الباصات الحديث، وقد عمل المجلس على تأمين التمويل اللازم للإسراع في إنجاز هذا المركز المتطور، وتم التعاقد مع فرع الشركة العامة للطرق والجسور في "طرطوس" بقيمة /155/ مليوناً، وباشرت الشركة أعمالها بتاريخ 19/6/2008.

ستخف حركة السير كثيراً، إضافة إلى تخفيف التلوث في المنطقة السكنية، وهو يعتبر خارجها بالقرب من الأوستراد، على طريق "بانياس"- "القدموس"، قبل جسر "القدموس" بمسافة قليلة

يهدف هذا المشروع إلى نقل جميع وسائط النقل العامة إليه، والتي تزدحم بها المدينة مشكلة فيها أزمة مرورية خانقة.

رئيس المجلس عدنان الشغري

eSyria قام بزيارة إلى مجلس المدينة بتاريخ 15/4/2009 لمعرفة تفاصيل هذا الإنجاز الهام.

رئيس مجلس المدينة السيد "عدنان الشغري" شرح لنا أهمية هذا المشروع فقال: «يعد مشروعاً حيوياً هاماً، لأنه بالدرجة الأولى يحل مشكلة الازدحام، وهناك الآن عدة مراكز انطلاق متفرقة بسبب عدم توفر مساحة كافية لها مجتمعة، إضافة إلى ذلك فهو يحل مشكلة أمنية ويخفف الكثير عن فرع المرور والمدينة عامة».

الموقع الجديد

أما المهندس "عبد الله الشغري"، المشرف العام على هذا المشروع، فأوضح لنا النتائج المترتبة على انتقال مركز الانطلاق إلى الموقع الجديد فقال: «ستخف حركة السير كثيراً، إضافة إلى تخفيف التلوث في المنطقة السكنية، وهو يعتبر خارجها بالقرب من الأوستراد، على طريق "بانياس"- "القدموس"، قبل جسر "القدموس" بمسافة قليلة».

من شأن المركز الجديد مساعدة السائقين والمواطنين على اختصار الوقت بحسب قوله وذلك «باعتباره أيضاً مركزاً للبولمانات، كما أن مركز الصيانة سيخفف كثيراً العبء عن العديد من الآليات التي تحتاج إلى صيانة، وبما أنه يخفف الازدحام بمساعدة خط الكورنيش فسيكون هناك انخفاض كبير لنسبة الحوادث، ومشكلة توزع مراكز الانطلاق للقرى والمناطق والمدن المجاورة في عدة أماكن من المدينة».

أسد صيوح

وعن المواصفات الفنية العامة أضاف: «المساحة التقريبية هي 20 دونم، وسيصبح مركز تجمع وانطلاق وحيد لمدينة "بانياس"، حيث يتضمن مبنى إدارياً من طبقتين وبمساحة 2500 م2، ومبنى صيانة بمساحة 700 م2، إضافة إلى سوق تجاري بمخازن متعددة، مدة عقد التنفيذ هي ثلاث سنوات، وقد تم البدء منذ حوالي ثمانية أشهر ويتوقع الإنجاز قبل نهاية العقد بحوالي سنة».

السائقين تفاوتت آراءهم حول مركز الانطلاق الجديد، وذلك بطبيعة الحال بحسب ما تقتضيه مصالح عملهم، ومنهم "أسد صيوح" الذي يفضل وجود مركز انطلاق أكثر قرباً من المدينة، حيث قال: «الموقع الحالي الذي يضم مركز انطلاق خطوط "جبلة"، "اللاذقية"، "طرطوس" وغيرها، هو مكان مناسب لقربه من السوق، أما في الموقع الجديد فسيحتاج المواطن إلى دفع أجور إضافية وبالأخص الموظفون، بالنسبة لنا كسائقين فالموقع الحالي أيضاً أفضل، لأن هناك العديد من المواطنين الذين ننقلهم من الطريق إلى المدينة».

معاناة المواطنين والسائقين تزداد عندما تكون مراكز الانطلاق لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات، وبالأخص المناطق ذات الكثافة السكانية الأكثر ارتفاعاً مثل "القدموس"، وعنها وعن مركز الانطلاق في "بانياس" شرح السائق "فؤاد نعمان" قائلاً: «الخدمات هنا ليست متوفرة بشكل دائم، وغالباً ما يتم قطع المياه هنا من قبل شخص مجهول، من أجل أن ندفع مقابل استخدامها، بالرغم من أننا ندفع رسوماً شهرية هنا، ورسوماً أكبر في "القدموس" ولكن لا تتوفر أية خدمات هناك، ربما يكون وجود مركز انطلاق موحد مع خدمات معقولة أفضل بكثير، وكذلك يخفف العبء عن المدينة في أوقات الزحمة».

وأضاف عن مركز الانطلاق في "القدموس": هناك خطط لإنجاز الكراج في "القدموس" بشكل مقبول منذ حوالي سنتين، لكن لم يتم أي إنجاز حتى الآن.

والمشكلة تتفاقم خصوصاً في فصل الشتاء، عند عدم تمكن الركاب من الوصول إلا بصعوبة بسبب الوحل والمطر، حيث يصبح الطريق المنحدر المؤدي إلى الكراج زلقاً وخطراً».

أحد أهم العقبات التي تنتظر حلولاً من حيث اختصار الوقت والأجور هي مشكلة طلاب "بانياس" والذين يزيد عددهم عن 700 طالب، وكما أوضح لنا "عدنان خدام" الذي ينتظر تخرجه بفارغ الصبر: «الناحية الأولى هي أن المركز الجديد سيكون بعيداً عن المدينة، كما سيكون هناك تكاليف إضافية بالنسبة لأهالي القرى.

المشكلة الحالية هي عدم إلزام آليات النقل بالوقوف في الكراج، ويجب حل مشكلة وصول أهالي المدينة مستقبلاً إلى المركز الجديد، لكي لا يضطروا إلى اللجوء إلى سيارات الأجرة دائماً.

من المهم إيجاد حل جذري لهدر وقت الطالب، لأنه يضيع الكثير من الوقت على الطريق».

أما "نزيه عمران" الذي يحتاج إلى وسائل النقل العامة بشكل دائم، فتحدث عن أهمية هذا المشروع قائلاً: «يعد إنجازاً هاماً لأنه بالدرجة الأولى يخفف من الازدحام والتلوث في المدينة.

سيكون هناك تنظيم أفضل لحركة السير، فهناك الآن عدة مراكز انطلاق، ومن الضروري أيضاً وجود خط لنقل المواطنين من المدينة إلى المركز الجديد وتقيد السائقين بهذا الخط».