على طريق عام "الدريكيش– طرطوس" وعلى بعد حوالي سبعة كيلومترات عن مركز المحافظة، تجمعت وانتشرت آلاف الشقق السكنية والمباني القديمة والحديثة لتشكل معاً بلدية "الشيخ سعد" الضاحية المباشرة لمدينة "طرطوس".

ما يقارب ستة آلاف شقة سكنية أحدثت ضمن قطاع البلدية خلال السنوات الخمس الماضية حسب قول المهندس "هادي الشيخ" رئيس مجلس بلدية "الشيخ سعد" الذي قال: «شهدت "الشيخ سعد" خلال السنوات الماضية نهضة عمرانية لم تشهدها أية بلدية ضمن محافظة "طرطوس" وقد تجاوز عدد رخص البناء الممنوحة ضمن البلدية منذ عام 2005 وحتى اليوم 900 رخصة».

نعاني من ضعف الكادر الفني الموجود حالياً مقارنة بحجم العمل الضخم الذي تشهده البلدية حيث نحتاج إلى جهاز فني وإداري وعمال نظافة يفوق العدد الموجود حالياً

هجرة كبيرة من كافة مناطق المحافظة ومن محافظات أخرى إلى "الشيخ سعد" ويعود ذلك برأي السيد رئيس مجلس البلدية إلى قربها من مركز المدينة وتوافر جميع الخدمات والبنية التحتية وتوافر وسائل النقل، وقد بلغ عدد سكانها حسب آخر إحصائية 9947 نسمة في حين أن عدد القاطنين فيها فعلياً يصل إلى عشرين ألف نسمة.

هادي الشيخ

ويعتبر الصرف الصحي من المشاريع الهامة والحيوية التي قامت البلدية بتنفيذها خلال العام 2009 حسب وصف المهندس "هادي" إذ يقول: «وصلت نسبة تخديم قطاع البلدية بالصرف الصحي إلى تسعين بالمئة وهذه نسبة متميزة وكبيرة جداً، فجميع المباني السكنية الجديدة التي أحدثت خلال السنوات الأخيرة تم تخديمها بالكامل بمشاريع الصرف الصحي، إضافة إلى تنفيذ خمسة مشاريع صرف صحي في العام 2009 ضمن قطاع البلدية، وتم حالياً التعاقد على مشروعين بقيمة خمسة ملايين ليرة سورية».

موازنة كبيرة ومشاريع خدمية وإعانات مالية من المحافظة يقول عنها: «وصلت قيمة الموازنة الاستثمارية للبلدية للعام 2009 إلى ستة عشر مليوناً وأربعة وعشرين ألف ليرة سورية شملت مشاريع الطرق والاستملاك والصرف الصحي، كما حصلنا على إعانة مالية بقيمة اثنين وعشرين مليوناً وثلاثمئة ألف ليرة سورية، وزعت على مشاريع إكساء وشق طرق ومشاريع صرف صحي، ومعظم هذه المشاريع تم التعاقد مع المتعهدين لتنفيذها والبعض الآخر قيد التصديق في المحافظة».

ايمان شاهين

حاجة ماسة للدعم المادي للبلدية ويعود ذلك برأي السيد رئيس مجلس البلدية إلى التطور العمراني والتزايد الكبير في عدد السكان، وهذا يتطلب من البلدية إنجاز العديد من المشاريع الخدمية الجديدة، وبالتالي فإن على الجهات المعنية تقديم المساعدات المالية والإعانات اللازمة لتنفيذ هذه المشاريع.

وقد فرض حجم العمل الكبير في قطاع البلدية عدداً من الصعوبات التي تحدث عنها السيد "هادي" قائلاً: «نعاني من ضعف الكادر الفني الموجود حالياً مقارنة بحجم العمل الضخم الذي تشهده البلدية حيث نحتاج إلى جهاز فني وإداري وعمال نظافة يفوق العدد الموجود حالياً».

البناء الكثيف في الشيخ سعد

وحيث إن للنظافة في "الشيخ سعد" شجوناً يوضحها السيد "هادي": «نتمنى من الإخوة المواطنين التعاون مع البلدية ومع عمال النظافة في موضوع النظافة بشكل خاص حيث يوجد ضمن قطاع البلدية أربعة عشر عامل نظافة وثلاثة جرارات تقوم بنقل القمامة بشكل يومي، وبرأيي أنه لو كان في البلدية مئة عامل نظافة فنحن نحتاج إلى مساعدة المواطنين في هذا الموضوع والتقيد بمواعيد إلقاء القمامة في أماكنها المخصصة».

ويضيف: «طالبنا مؤخراً بإعانة مالية لشراء سيارة قمامة ضاغطة، ونتمنى من المحافظة تسهيل الأمر، ولكننا حالياً في طور شراء جرار رابع لزوم عمليات جمع القمامة في البلدية».

وعما يستلزمه سير العمل في البلدية من حاجات أخرى مساعدة يقول: «نحتاج إلى سيارة خدمة خاصة بالبلدية نظراً لتباعد القرى التابعة لقطاعها، إضافة إلى الحاجة لبناء طابق ثانٍ للبلدية ليتناسب البناء مع حجم العمل الهائل المنجز فيها».

"الشيخ سعد" مدينة في قرية وفيها دوائر خدمية كثيرة منها: مركز صحي يضم كادراً طبياً متميزاً يقدم الخدمات الطبية والإسعافات واللقاحات إضافة إلى ثماني مدارس ومركز هاتف وكهرباء ووحدة إرشادية، ونتمنى إنشاء مركز ثقافي فيها.

سكانها خليط من مختلف المحافظات ومن مختلف مناطق المحافظة أيضاً وفيها حارة يسميها السكان المحليون "الحارة الحموية" لأن قاطنيها من أهالي محافظة "حماة".

معظم سكان "الشيخ سعد" يحملون الشهادات الجامعية ويعمل معظمهم ضمن وظائف الدولة وقسم قليل بالزراعة: "زيتون" و"ليمون" و"بيوت بلاستيكية".

"الشيخ سعد" الملاذ الوحيد للمواطنين الراغبين بالحصول على شقة سكنية ضمن قطاع مدينة "طرطوس" وبأسعار مقبولة حسب تعبير المهندسة المعمارية "إيمان شاهين" التي تضيف: «يعود ذلك نظراً لقربها من مركز المدينة ولكون جميع أراضيها ضمن التنظيم وإمكانية تسجيل العقار الذي يشتريه المواطن باسمه، وهو أمر لا يمكنه القيام به في بلدية "بيت كمونة" القريبة من مركز المدينة أيضاً وبنفس المسافة تقريباً، وبالتالي فإن جميع الأنظار تحط في "الشيخ سعد" خاصة بعد أن امتلأ المخطط التنظيمي لمدينة "طرطوس" وأغلقت كافة شوارعها بالسكن وهذا أمر على الجهات المعنية النظر إليه والسعي لتغيير صفة بلدية "الشيخ سعد" من بلدية درجة رابعة إلى مستوى أعلى، فهي الآن الضاحية الثانية لمدينة "طرطوس"».

يشار الى أن بلدية "الشيخ سعد" تضم في قطاعها قرى ومزارع "الشيخ سعد" و"جديتي" و"الخريبات" و"اسقبولي" و"بيت جحي" و"البرغلية" وسينضم إليها في العام 2010 قرى "الجوبة" و"بدرية" و"الواسطات" وبيت الخطيب".