يعد طريق "القدموس- مصياف" شريان الحياة بين الساحل والداخل، وهو الأمر الذي أدى إلى عمليات توسيع في أصعب نقاطه بعد سنوات طويلة من المعاناة والاختناقات المرورية.

فعلى طول حوالي خمسة وعشرين كيلومتراً، مروراً بعدة قرى على الحدود الفاصلة بين محافظتي "حماة" و"طرطوس" كقرى "حيالين" و"عين قضيب" و"الزينة"؛ واجه سائقو السيارات العامة والخاصة على حد سواء صعوبة المنحدرات وقساوة المنعطفات بالتروي، على هذا الطريق الدولي الواصل بين الساحل من جهة "طرطوس" والداخل من جهة "حماة"، وهنا تحدث الشاب "محمد حورية" سائق سيارة أجرة، لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 تشرين الثاني 2014، فقال: «أسير على هذا الطريق حوالي خمس عشرة رحلة كل شهر، قاصداً مدينة "مصياف" من مدينة "بانياس"، وأكثر ما أكون حذراً في منطقة قرية "حيالين" حيث كان الطريق العام في هذه النقطة ضيقاً من ناحية العرض وصعباً من ناحية الانحدار الكبير والمنعطفات الخطيرة.

بحسب تقديراتي ومما سمعت فإن الجهة المنفذة للمشروع هي المؤسسة العامة للإنشاءات العسكرية، بتمويل من المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية، وبقيمة مالية تصل إلى حوالي 110 مليون ليرة سورية، وقد بدأ تنفيذ المشروع في مطلع العام 2012

فكثيراً من الحوادث الصعبة وقعت هنا مع سائقين مخضرمين، حيث لم يكن الخطأ منهم بل كان من طبيعة الطريق بالعموم، خاصة في فصل الشتاء مع الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة التي تقطع الطريق عدة ساعات أو لأيام أحياناً، ومع كل هذا لم يتوقف هذا الطريق عن الحركة والخدمة لأهميته المكانية من ناحية الجغرافية كصلة وصل، والزمانية من ناحية قصر المسافة وتقليل زمن الوصول نحو الوجهة».

السيد محمد حورية

ويتابع السيد "محمد": «كما أوضحت سابقاً يعد هذا الطريق الواصل بين مدينة "مصياف" وناحية "القدموس" طريقاً حيوياً؛ لأنه صلة الوصل الوحيدة بين الساحل والداخل التي توفر الوقت والزمن معاً، لذلك تراه مكتظاً بالمارة والاستثمارات السياحية الصغيرة، كالأفران الشعبية "التنور"، ومحال بيع السندويش المكون من السمن البلدي أو الزبدة مع البيض أو "الشنكليش"، حيث تعد هذه الوجبة أكلة شعبية للمارين على هذا الطريق، فأنا مثلاً لا أحسب نفسي مررت من هنا إن لم أتناول هذه السندويشة».

وعن رؤية السيد "محمد" بأشغال الصيانة وإعادة هيكلية الطريق في هذه الفترة، قال: «منذ زمن ليس بقليل ونحن ننتظر إعادة هيكلية هذا الطريق الدولي، والحمد لله الآن تتم عمليات الصيانة الكاملة لأصعب وأخطر جزء منه، في منطقة "حيالين"، وعمليات الصيانة هذه شبه مكتملة تقريباً، وأتمنى أن تنتهي قبل هطول الأمطار الغزيرة أو الثلوج لدرء وقوع الحوادث».

أما الشاب "مصطفى اسماعيل" سائق سيارة خاصة وعابر على الطريق، فقال عن أهمية التحسينات وصيانة الطريق: «أنا من قرية تتبع إدارياً لناحية "القدموس"، وأجد في هذه التحسينات أهمية كبيرة لتحسين واجهة السياحة بين الساحل والداخل، والتخفيف من شدة المنحدرات وصعوبة المنعطفات، كما أتمنى أن تنجز هذه الأعمال بسرعة كبيرة لأن سياراتنا عانت الكثير من الحفر والمطبات، فلا يمكن أن أنتهي من حفرة إلا وأنزل في أخرى، وهذا أثر في عمر العجلات وتماسك هيكل السيارة عموماً، وهو ما سيؤثر في الوضع المادي لي ولو بعد حين، خاصة مع ارتفاع أجور ونفقات الصيانة وثمن قطع التبديل والغيار».

ويتابع السيد "مصطفى": «صعوبة الطريق سابقاً كانت تكمن بتحديد خط السير من الجهتين اليمنى واليسرى، فالجهة اليمنى محددة بالمرتفعات الجبلية الكبيرة المهددة بالانهيار مع هطول الأمطار الغزيرة، والجهة اليسرى محددة بالوادي السحيق، الذي انزلقت فيه عدة سيارات سابقاً، وكلا التحديدين للطريق يمتدان لمسافة حوالي خمسة كيلومترات تقريباً، وهي المسافة التي يتم العمل عليها في التوسيع والتخفيف من شدة الانحدارات».

من أعمال الشق والرصف

وبالعودة إلى حديث السيد "محمد" قال: «بحسب تقديراتي ومما سمعت فإن الجهة المنفذة للمشروع هي المؤسسة العامة للإنشاءات العسكرية، بتمويل من المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية، وبقيمة مالية تصل إلى حوالي 110 مليون ليرة سورية، وقد بدأ تنفيذ المشروع في مطلع العام 2012».