تمكّن الطالب "علي الحيدر" من إيجاد الحلول التقنية لمشكلات تشغيل محرك السيارة بوقود الهيدروجين المنتج بآلية نظيفة، حيث ابتكر وسائط محلية تستحق طرائق التعامل معها وآلية استخدامها براءة الاختراع.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 7 آب 2017، الطالب "علي غسان الحيدر"، الذي تحدث عن مشروع تخرجه فقال: «أغلب التجارب العالمية تعتمد تشغيل محرك السيارة بوقود الهيدروجين مع وجود مادة البنزين لبدء الإقلاع أو بوجه دائم؛ بهدف تقليل استهلاك المحرك للوقود الأساسي وهو البنزين، وبالنسبة لمشروعي فهو تشغيل المحرك بوقود الهيدروجين فقط، مع تخطي مشكلات ارتفاع درجات الحرارة واستهلاك الأمبير الزائد، حيث إن البداية به كانت منذ عام، وانطلقت من تحليل الماء إلى ذرتي هيدروجين وذرة أوكسجين باستخدام محللة تعمل بالطاقة الكهربائية، والمشكلة العالمية هنا الطاقة الكبيرة اللازمة لعملية التحليل؛ وهو ما يعني عملية سحب كبيرة للأمبير؛ وهو ما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة، وهنا بدأت العمل على محللة للحصول على الهيدروجين، وعند الحصول عليه استخدمته في إشعال الغاز المنزلي، ثم في تشغيل مولدة استطاعتها 1000 واط، وبعدها تشغيل محرك السيارة، وبعد نجاح هذه الخطوة توجهت لإيجاد الحلول التقنية لمشكلات ارتفاع درجات الحرارة وسحب الأمبير، وبتقنيات غير مسبوقة أتحفظ على توضيحها وبوسائط محلية سورية تمكنت بإشراف الدكتور "علي علي" من إيجاد الحلول النهائية غير المسبوقة لها والتخلص منها».

مراحل العمل كانت صعبة، وقد تعرضت لانفجاري أكياس هيدروجين لولا وسائل السلامة المتبعة بإشراف الدكتور "علي" لكانت الأمور سيئة

ويضيف: «مراحل العمل كانت صعبة، وقد تعرضت لانفجاري أكياس هيدروجين لولا وسائل السلامة المتبعة بإشراف الدكتور "علي" لكانت الأمور سيئة».

الدكتور علي علي

لم يكن "علي" يرغب بهذه الفكرة؛ لأن توجهه منذ الثانوية الصناعية كان باتجاه المحرك المغناطيسي الذي يعمل بتنافر تجاذب الأقطاب، وهنا قال: «شغفت منذ الصغر وأنا ابن قرية "كفر الطون" بالأجهزة الكهربائية والمعدات الصناعية والزراعية المتوفرة في القرية، فتابعت أعمال صيانتها حتى بت أقوم بها بنفسي؛ وهذا مثّل عامل جذب تجاه المحركات وتقنياتها، وتبلور هذا في الثانوية الصناعية في "محردة"، وبعدها في الثانوية الصناعية بـ"حمص"، وبعدها في البكالوريا ضمن مدرسة "منير ديب" في "طرطوس"، حيث حصلت على المركز الثالث على المحافظة بالدورة الأساسية، وتابعت شغفي بالهندسة التقنية حتى تقديم مشروع التخرج الذي سأعمل على تطويره مستقبلاً في "الماستر"».

إن ما قدمه الطالب في كلية الهندسة التقنية "علي الحيدر"، قسم المعدات والآليات الثقيلة إبداع تقني كما وصفته الطالبة في ذات الكلية "عبير سليمان"، حيث قالت: «"علي" شاب ظهر إبداعه وتميزه خلال سنوات الدراسة، من خلال أفكاره ونشاطه ومساعدته لزملائه في القسم، وهذا انعكس على تفكيره بمشروع التخرج الذي قدم فيه فكرة مبتكرة ستسجل باسمه كاختراع، حيث قدم حلولاً تقنية بوسائط محلية لمشكلات استخدام وقود الهيدروجين في إدارة محرك السيارة؛ وهذا غير مسبوق».

من أدوات العمل

وفي لقاء مع الدكتور "علي علي" المشرف على مشروع التخرج، قال: «منذ أربع سنوات وأنا أعمل على مشروع الحصول على وقود الهيدروجين الذي يعدّ من مصادر الطاقة المتجددة النظيفة والاستفادة المثلى منه، وجزء من هذا المشروع تم إجراؤه كبحث علمي تحضيري لرسالة دكتوراة للمهندس "ناظم ديب" من جامعة "طرطوس"، وقد نوقش البحث، ونال الباحث درجة امتياز.

وجزء آخر تقدم به الطالب "علي الحيدر" يعنى بإمكانية الاستفادة من الطاقة المتجددة التي يولدها "دينمو" محرك السيارة خلال دورانه وتخزينها في المدخرة الموصولة بمحللة تعمل على تحليل الماء إلى هيدروجين وأوكسجين، ثم استخدام الوقود الهيدروجيني المؤكسج الصرف في تشغيل محرك السيارة، وفي تفاصيل العمل توجد عدة تقنيات خاصة بالجهد والتيار ومشكلات أيضاً لم يسبق أن تخلص منها أحد عالمياً، وهنا يمكن القول إن الطالب "علي الحيدر" قد نجح في الاستفادة من التقنيات المحلية للتخلص من المشكلات، واللافت في الأمر أن المردود الذي حصل عليه جيد جداً؛ لذا يمكن وصف ما تم الحصول عليه بالإبداع والابتكار، علماً أن موضوع الحصول على وقود الهيدروجين من تحلل الماء هو موضوع قديم، لكن التقنيات التي تم استخدامها والمواد أيضاً التي تعتمد على المحلية السورية، جعلت العمل إبداعياً مع التخلص من المشكلات التي لم يستطع أحد التخلص منها».

الطالب علي الحيدر مع الدكتور علي علي

يشار إلى أن الطالب الخريج "علي الحيدر" من مواليد قرية "كفر الطون" في محافظة "حماة" عام 1994، ومقيم في "طرطوس".