قام "نادر جبور" باستبدال أشجار الحمضيات في مزرعته بالفواكه الاستوائية معتمداً على البحث للإلمام بزراعتها وكيفية العناية بها والمناخ الذي يناسبها، حيث تضم ستين صنفاً ذات فوائد طبية ومردود اقتصادي جيد.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 17 تشرين الثاني 2017، مع "نادر جبور"، فتحدث عن بداياته قائلاً: «عملت بالزراعة مع والدي حتى عام 1998، ولي اهتمامات زراعية، كزراعة أشجار الليمون والخضراوات والفستق، وبعد ذلك توقفت بسبب دراستي الجامعية التي لا ترتبط بالزراعة، حيث درست الحقوق. جاءت الوظيفة وضغط العمل ليبعداني عن الزراعة، لكنني عدّت إلى ممارستها منذ سنوات عدة كهواية فقط، وقد تطورت فيما بعد لتصبح مشروعاً مهماً بالنسبة لي، وشغلي الأساسي الذي لا أتوانى عن الاهتمام به والبحث فيما يضيف إليه التطور والتنوّع».

عملت بالزراعة مع والدي حتى عام 1998، ولي اهتمامات زراعية، كزراعة أشجار الليمون والخضراوات والفستق، وبعد ذلك توقفت بسبب دراستي الجامعية التي لا ترتبط بالزراعة، حيث درست الحقوق. جاءت الوظيفة وضغط العمل ليبعداني عن الزراعة، لكنني عدّت إلى ممارستها منذ سنوات عدة كهواية فقط، وقد تطورت فيما بعد لتصبح مشروعاً مهماً بالنسبة لي، وشغلي الأساسي الذي لا أتوانى عن الاهتمام به والبحث فيما يضيف إليه التطور والتنوّع

بدأ مشروعه بزراعة الفواكه الاستوائية مصادفة بشجرة وحيدة وهي "السّدر"، وأضاف: «كانت مزرعتي تقتصر على أشجار الليمون وبعض أشجار الرمان التي لم تكن تعطي بالمستوى المطلوب بسبب تدني أسعار الحمضيات وعدم تسويقها بما يضمن تعب المزارع، وفي عام 2012، زرت أحد المشاتل الزراعية في "طرطوس" لأشتري غراس الليمون لتعزيز المزرعة بها، فطلب مني صاحب المشتل آنذاك شراء غرسة غريبة، فأخذتها وزرعتها، وفي اليوم التالي بحثت عبر الإنترنت وطابقت الصورة، فاكتشفت أنها شجرة "السّدر" المباركة، ثم قمت بزراعة الأشجار الاستوائية بالتدريج بعد إزالة أشجار الحمضيات، ومن هنا بدأت رحلتي مع الأشجار الاستوائية، وازداد بحثي عن أصنافها وكيفية زراعتها والعناية بها والمناخ الذي يناسبها، وهي زراعة جمعت الشقاء والمتعة في الوقت نفسه».

فاكهة الداركون

ويتابع: «المساحة التي زرعتها كانت عبارة عن ثلاثة دونمات، وكبرت اليوم لتصبح ستة دونمات مزروعة بالفواكه الاستوائية المتنوّعة، حيث تضمّ ستين صنفاً، أهمها: "الأفوكادو، والشوكولا السوداء، والشوكولا البيضاء (السابوتا)، والسّدر، والقشطة، والليتشي، والصنوبر الصيني، والبابايا، وفاكهة الفيجويا اللونغان"، وغيرها، وهي غنية بالفيتامينات وتشفي من أمراض كثيرة، إضافة إلى عشرين صنفاً من الفواكه التقليدية التي تُزرع في "سورية". العناية بالفواكه الاستوائية بسيطة وغير معقدة، تعتمد المياه الوافرة والسماد الطبيعي (روث الأبقار) والمتابعة اليومية. واختيار الأصناف وزراعتها يرتبط بموقع الأرض مع مراعاة درجات الحرارة الكبرى والصغرى، فكل صنف يحتاج إلى درجة حرارة خاصة به».

وعن مردودها الاقتصادي وتسويقها، يقول: «المردود الاقتصادي لهذه الأصناف عالٍ جداً، ولكل صنف سعره الخاص، وتراوح أسعارها بين الألف والعشرين ألف ليرة للكيلوغرام الواحد، ولا خسارة مقارنة بأسعار الحمضيات. عملية التسويق تتم في الأسواق المحلية، وأقوم بتغليف وتوضيب الفواكه يدوياً، حيث أعمل بمفردي وأعتمد في بعض الأحيان على الأيدي العاملة، لكن من دون تدخلهم بالشجرة والعناية بها، وأتمنى أن تنتشر هذه الزراعة المهمة على الصعيدين الاقتصادي والعلاجي في الساحل السوري، وتنال اهتمام وزارة الزراعة والبحوث الزراعية، وبذلك نستطيع إنتاج كميات كبيرة وملء الأسواق المحلية وأسواق الدول المجاورة».

توضيب وتغليف الفواكه

يقول الدكتور في أمراض التنفس "محمد ضوا" عن تجربة "نادر" مع الفاكهة الاستوائية: «تعدّ تجربة "نادر" مع الأشجار الاستوائية من التجارب المهمة بالزراعة في "طرطوس"، عرفته منذ سنتين، وأردت الاستفادة من تجربته لإنشاء مزرعة نموذجية، ووجدت لديه التنوّع الذي كنت أبحث عنه، فأصبح لدينا تراكم خبرات في هذا المجال، وهو مشروع اقتصادي ناجح. كما أن المناخ المناسب ساعد على النجاح والتطوير، والعناية المستمرة والمتابعة اليومية ساهمت في سرعة وزيادة الإنتاج في العمل، ونحن نتعاون معاً للبحث عن طرائق لتسويق منتجاتنا من هذه الفاكهة».

يُذكر أن "نادر جبور" من مواليد "طرطوس"، عام 1969.

د. محمد ضوا