المناخ، والموقع الجغرافي، وامتداد الغابة الصنوبرية على مساحة كبيرة وتداخلها مع بيوت القرية، عوامل ساهمت في جعلها واحدة من قرى منطقة "القدموس" الأكثر تميزاً.

مدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 10 آذار 2018، زارت قرية "السلورية"، والتقت المهندس "نورس صالح" رئيس بلدية "كاف الجاع"، ليحدثنا عن الموقع والخدمات، حيث قال: «تقع هذه القرية في أقصى الشمال الشرقي لمحافظة "طرطوس"، جنوب شرق مدينة "القدموس"، التي تبعد عنها مسافة تقدر بنحو اثني عشر كيلو متراً، وهي من القرى المتاخمة للحدود الإدارية بين محافظتي "طرطوس" و"حماة". كما أنها قرية جبلية ترتفع ما يقارب تسعمئة وخمسين متراً عن سطح البحر، وتغطي غابات الصنوبر "البروتي" مساحة خمسين بالمئة من أراضيها. وتحيط بها عدة قرى، وهي: قرية "قنية" من جهة الجنوب، وقرية "تله" من جهة الغرب، وبلدة "كاف الجاع" من الشمال، أما من جهة الشرق، فتحيط بها قرية "عين قضيب". ويبلغ عدد السكان المقيمين فيها نحو ستمئة نسمة فقط».

لم تكن القرية مسكونة قديماً، ولم يتبين من خلال أعمال المسح التي قمنا بها وجود أي آثار فيها، في حين تم العثور على آثار في كل من قريتي "قنية" و"حمام قنية" المجاورتين لها. و"السلورية" هي مصدر صناعي من كلمة (السلور)، وهو جنس من الأسماك النهرية من فصيلة السلوريات، وأشهر أنواعه "سلور العاصي"، ويمكن أن تكون التسمية نسبة إلى هذا النوع من السمك، وإشارة إلى وجوده في المجاري المائية الموجودة في المنطقة

ويكمل عن ميزاتها: «تعدّ قرية "السلورية" من القرى السياحية بامتياز، وأكثر ما يميزها: موقعها الجغرافي، وطبيعتها المعتدلة، وغاباتها. كما تتوفر فيها مجموعة من الخدمات، كخط هاتف من مقسم بلدة "كاف الجاع"، وخدمات شبكة الإنترنت، أيضاً توجد فيها شبكة كهرباء تابعة إلى شبكة كهرباء "القدموس"، ومخدمة أيضاً بشبكة عامة من المياه عن طريق "القدموس" عبر خط الجر الثاني. أما من الناحية الطرقية، فللقرية طريق رئيس معبد وبعض الطرق الزراعية التي لا يزال عدد منها وعراً بحاجة إلى تعبيد لتسهيل وصول الأهالي إلى أراضيهم، خاصة البعيدة والمرتفعة.

القرية عبر غوغل

لكن في المقابل، ينقص القرية عدد من الخدمات، حيث لا توجد فيها شبكة صرف صحي؛ لكونها من القرى التي انضمت حديثاً إلى بلدية "كاف الجاع"، وحتى الآن لم يتوفر اعتماد مالي للبدء بتنفيذ الشبكة، وفيها فقط مدرسة ابتدائية، أما في باقي المراحل التعليمية، فيضطر الطلاب إلى الذهاب لمدارس القرى المجاورة أو مدارس مدينة "القدموس"؛ وهو ما مثّل عبئاً مادياً إضافياً على الأهالي».

وعن تاريخ القرية وسبب تسميتها، يقول "بسام وطفة" رئيس شعبة التنقيب في دائرة آثار "طرطوس": «لم تكن القرية مسكونة قديماً، ولم يتبين من خلال أعمال المسح التي قمنا بها وجود أي آثار فيها، في حين تم العثور على آثار في كل من قريتي "قنية" و"حمام قنية" المجاورتين لها. و"السلورية" هي مصدر صناعي من كلمة (السلور)، وهو جنس من الأسماك النهرية من فصيلة السلوريات، وأشهر أنواعه "سلور العاصي"، ويمكن أن تكون التسمية نسبة إلى هذا النوع من السمك، وإشارة إلى وجوده في المجاري المائية الموجودة في المنطقة».

من طرق "السلورية"

إذاً، هي قرية سياحية بامتياز، وأكثر ما يميزها طبيعتها الجغرافية، وعن هذا يتحدث المهتم بالبحوث الجغرافية المدرّس "سامي حسن" بالقول: «لكونها تقع على السفوح المتجهة إلى الشمال، فهي واقعة في ظل الجبال؛ وهذا يفسر عدم استقرار الإنسان القديم فيها لبرودتها الشديدة في الشتاء، حيث كانت الحضارات القديمة تبني مراكزها في السفوح المشمسة المتجهة جنوباً، لكن هذه الميزة أصبحت من أهم المقومات السياحية، خاصة مناخها المعتدل صيفاً، ووجود غابة الصنوبر التي يتخللها في الجزء الشمالي الشرقي بعض أشجار البلوط والسنديان؛ وهو ما أعطاها أهمية في السياحة البيئية، التي قد تحقق -لو استثمرت- فرص عمل ودخلاً إضافياً لأهالي القرية».

ويتابع: «تتوزع بيوت القرية بشكل طولي على امتداد الطريق الرئيس، وتتداخل بعض البيوت بين أشجار الغابة في انسجام يضفي رونقاً خاصاً، وتتوزع الأراضي فيها على ثلاثة تلال جبلية على شكل مدرجات، ومن أهم محاصيلها: التبغ، والقمح، والتفاح، والكرمة، والجوز، والتين، وبعض الخضراوات، ومؤخراً دخلت إليها الزراعة المحمية. كما تنحدر أراضيها شمالاً نحو وادي قرية "كاف الجاع" لتفصلها عنه حافة صخرية تمتد عدة كيلو مترات، تتميز بتشكيلات متميزة تجذب محبي المسير والاكتشاف، ولا بد من الإشارة إلى ضرورة الاهتمام بالغابة وحمايتها من الحرائق والتعديات، واستثمارها في السياحة البيئية بما يضمن استدامة الغابة».

جانب من الغابة