امتلك رامي بندقية الهواء "محمد عيسى" أعصاباً باردة وقدرة عقلية لمحاكاة لحظات التركيز بأصعب الظروف، فحقق بطولة الجمهورية في زمن قلت النتائج المتقدمة فيه، فعمل على نشر ثقافتها عبر التدريب والتأهيل وتجهيز البنى التحتية، ليصل بلاعبيه إلى مراكز عربية.

لعبة الرماية ببندقية الهواء لم يكن لها حصة الأسد من الألعاب الرياضية قبل عقدين وأكثر، ومع هذا شغف الكابتن "محمد سوادي عيسى" بهذه اللعبة، وحقق ما يمكن وصفه بصمته الخاصة فيها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، كانت له بصمة على صعيد الرياضات الأخرى؛ وهو ما أكده في حديثه لمدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 13 آذار 2018. والبداية كانت من الرياضات المدرسية، وهنا قال: «الرماية ببندقية الهواء لعبة أولمبية، وكان لها نشاط مميز ضمن الأنشطة المدرسية، وكان لها دوري خاص على مستوى الروابط الشبيبية، وكنت متميزاً بها؛ وهذا دفعني إلى الاستمرار فيها حتى تم انتسابي إلى منظمة الاتحاد الرياضي العام، وحينئذٍ شاركت بعدة بطولات جمهورية، وأحرزت مراكز متقدمة، منها: بطولة الجمهورية عام 2002، وهذا لأن الشغف كان أساس الاهتمام، وكان للبيئة الريفية دور كبير أيضاً من حيث الاهتمام بالصيد بوجه عام.

في تلك المرحلة قدمنا بطولات عدة بمختلف الاختصاصات الرياضية، وكانت ناجحة بمختلف المعايير، فكانت "طرطوس" قبلة جميع اللاعبين السوريين، وحققت المحافظة نتائج مميزة بفضل تعاون جميع الكوادر، نتيجة حسن الإدارة، وقبول الشارع الرياضي لما أقدمه في هذا المجال

بعد انتسابي إلى الاتحاد الرياضي، التحقت بعدة دورات تدريب وتحكيم بإشراف محاضرين دوليين آسيويين، وآخرها كان عام 2008 في مدينة "بانكوك" من قبل الاتحاد الدولي، بمشاركة خمسة وعشرين دولة آسيوية، وحصلت خلالها على معلومات قيمة من خلال التدريبات العملية، والأهم أنني تمكنت من توظيف هذه المعلومات في عملي الرياضي، فدربت رياضيين على مستوى المحافظة؛ شاركوا ببطولات الجمهورية، وحصدوا نتائج متقدمة».

الكابتن محمد في بانكوك

ويتابع: «في المرحلة التي اختصيت فيها برياضة الرماية على البندقية كانت اللعبة تعاني الضعف الكبير من قلة المهتمين بها والمتفرغين لها وحتى المشاركين فيها، وكانت تقتصر على بعض اللاعبين، ومعظمهم من عناصر الجيش والقوات المسلحة، وكنت منافساً جيداً لهم، علماً أنها كانت مكلفة مادياً بالنسبة لي، ومع هذا لم أتراجع عنها».

من وجهة نظره، لم يكن مهماً تحقيق النتائج في مرحلة كانت أحوج إلى نشر ثقافتها؛ وهذا حمّله مسؤولية كبيرة، قال عنها: «لعبة رماية بندقية الهواء لا تمارس ضمن الأندية، وإنما هي لعبة فردية، وهذا برأيي خطأ كبير حاولت تداركه، ونجحت بعض الشيء على الرغم من ضعف الإمكانات حين كنت رئيس اللجنة الفنية، وأذكر أنني أسست لصالة رماية متكاملة في ستاد "الأسد" الرياضي في المحافظة، وحاولت تطوير اللعبة وتأمين التجهيزات باستمرار وفق الإمكانيات المتاحة؛ وهذا أدى إلى إنشاء قاعدة شعبية كبيرة لها.

محمد سوادي عيسى

وأظن أنه منذ عام 2000 وحتى هذه اللحظة "طرطوس" تحصد مراكز جيدة على مستوى الجمهورية نتيجة ذلك، وآخرها بطولة المراكز التدريبية، حيث أحرزنا ثماني ميداليات من أصل اثنتي عشرة، وهذا لم يكن ليأتي من فراغ، وإنما من القاعدة الشعبية والتجهيزات التي عملت عليها».

في عام 2007، وضمن عضويته للاتحاد لدورتين متتاليتين، حاول إنشاء مراكز تدريب للعبة الرماية، قال عنها: «عندما كان هناك مراكز تدريبية في جميع المحافظات، لم يكن يوجد في "طرطوس" أي مراكز؛ وهو ما أدى إلى مشاركة كبيرة وحماسية وتنافسية قوية على مستوى الجمهورية على حساب عدم وجودنا؛ وهو ما دفعني إلى إنشاء عدة مراكز تدريب في المحافظة، حيث كان لنا بعدها حصة الأسد من النتائج المتقدمة».

وفي عام 2007 أيضاً، رافق الكابتن "محمد" المنتخب الوطني كمدرب للمشاركة ببطولة الشرطة الإيرانية، وأحرز مراكز متقدمة فيها؛ وهو ما دفعه إلى العمل الجاد نحو زيادة الوعي الجمعي حول ثقافة هذه اللعبة، وقال: «كنوع من نشر ثقافة هذه اللعبة، أنشأنا عدة مراكز في المحافظة، منها: مركز في قرية "خربة المعزة"، وآخر في قرية "السودا"، وكان النشاط جيداً، لكنه ليس بمستوى نشاط المدينة؛ لذلك تضاعفت الجهود لتدريب كوادر حققت حينئذٍ بطولات جمهورية وعربية، ومنهم المدرب "علي حلوة" الذي رافقني لسنوات بعدها، وكذلك اللاعب "علي إبراهيم"، وهذا ما أعدّه بصمتي الخاصة في اللعبة».

لكل لعبة رياضية مميزات يجب أن يتمتع بها اللاعب ليحقق ما يرنو إليه، بحسب ما ذكر الكابتن "محمد" قائلاً: «يجب أن يتميز لاعب رماية البندقية بمواصفات جسدية وعقلية، وهنا يبدأ دور المدرب في اختيار اللاعب وملاحظة مقوماته وتميزه ليتم العمل عليها، فهي لعبة الأذكياء، ولها لاعبوها المميزون جسدياً وعقلياً، وتعتمد على الأعصاب والكتلة العضلية والمحاكاة العقلية الجيدة للظروف المحيطة؛ وهذا أدركته وعملت عليه شخصياً مع اللاعبين، وحققنا نتائج متقدمة».

في عام 2011، تسلم منصب رئيس اللجنة التنفيذية الرياضية في "طرطوس"، وكانت مرحلة حاسمة بالنسبة له، قال عنها: «في تلك المرحلة قدمنا بطولات عدة بمختلف الاختصاصات الرياضية، وكانت ناجحة بمختلف المعايير، فكانت "طرطوس" قبلة جميع اللاعبين السوريين، وحققت المحافظة نتائج مميزة بفضل تعاون جميع الكوادر، نتيجة حسن الإدارة، وقبول الشارع الرياضي لما أقدمه في هذا المجال».

وفي لقاء مع الكابتن "منير العاتكي" رئيس نادي "بانياس" الرياضي، قال: «تمكن الكابتن "محمد" كمدرب من تقديم لاعبين للمشاركة ببطولات آسيوية، ومنهم اللاعب "محمد لولو"، وحتى على مستوى الفرق والأندية المحلية، كان نادي "الدريكيش" ينال الدعم الكامل منه، وعليه حقق دوماً مراكز متصدرة ومتفردة على مستوى الجمهورية، وذلك بخبرته كمدرب آسيوي حاصل على شهادة بدبلوم في مكافحة المنشطات بلعبة الرماية، ومحاضر دولي، وإداري رئيس اللجنة التنفيذية».

يشار إلى أن الكابتن "محمد سوادي عيسى" من مواليد قرية "دير البشل"، عام 1963.