يقدم الزجّال "عماد نجم" أفكاره بالشعر المحكي بأسلوب خاص، معتمداً عنصر الإدهاش ليحقق مغزاه بالمتابعة، التي يختمها بتوضيح الفكرة البسيطة بصورها ومفرداتها الشعرية، التي أغناها بالقراءة والمطالعة من الصغر.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 8 أيار 2018، الزجّال "عماد نجم" الملقب بـ"معين نجم"، ليحدثنا عن بداياته مع الزجل والأدب بوجه عام، حيث قال: «هي شيء من الثقة بالنفس كانت خلف حب الشعر والاستماع إليه، والأجواء التي يخلقها الشاعر بوجه عام بين الحضور، خاصة أن ما يغيب عن ذهن عامة الناس يظهره الشاعر بأسلوبه، وهذا تجسد بالنسبة لي منذ سنواتي الأولى في مرحلة الدراسة الإعدادية التي لم أتعداها كدراسة، لكنني حاولت الاستعاضة عنها بالقراءة والتثقيف الذاتي؛ وهو ما كوّن بالنسبة لي مخزوناً ثقافياً كبيراً أغناني بالمفردات والتراكيب التي وظّفتها في كتابة وإلقاء الشعر بوجه عام، وخاصة منه الزجلي الذي أجد فيه ضالتي، إضافة إلى كتابة الأغاني الطربية والإنسانية والرومانسية».

جميع ما أقدمه من زجل وشعر محكي هو من كلماتي الخاصة، وهذا ناتج عن مخزون ثقافي غني بالمفردات والصور، وأظن أنه ناتج أيضاً عن كثرة القراءات والمطالعات التي حاولت الاستعاضة بها عن الدراسة الأكاديمية

وبالنسبة إلى طريقة التعامل مع الفكرة الشعرية، قال: «الانتقائية للمفردات تأتي بحسب الفكرة العامة للقصيدة الشعرية أو الزجلية، وتكون مناسبة لها، لا بل جزء منها لا يمكن فصله أو الاستغناء عنه، وقد تتكرر تلك الأفكار بألفاظ مختلفة تجسد ماهيتها، وهذا ما يمكن عدّه تحكيماً كبيراً في توظيف المفردات».

من منتجه الأدبي

وعن الموهبة وأهميتها بالنسبة له، وتلازمها للثقافة التي امتلكها، قال: «الموهبة بالنسبة لي أساس لتقديم الشعر المعتمد على الفكرة، وهي ضرورية جداً بالنسبة لأي شاعر أو زجال، لأنها تخرجه من رصف المفردات المنتقاة والمختارة بكل عناية، وتضعه على طريق تقديم حالة من الشاعرية والإنسانية».

ويتابع: «لقد شدني الشعر المحكي باللغة العامية البيضاء القريبة من جميع الناس، وحاولت تقديم أفكار منبثقة من الواقع وملامسة لمجريات الحياة اليومية، وصغتها على هيئة نصائح ذات طابع لغزي مبهم جاذب للمتابعة لأعطي الزبدة والفكرة في النهاية، ومنها على سبيل المثال فكرة "مكياج" الفتيات، وهل هو ضروري لها أم لا في ظل منحة الخالق لها من بساطة وطبيعية أنثوية وجمال؟ وهنا قلت:

عماد عبد الكريم نجم

"لما الصبح هالوجه الناعم تغسلو

الله العيون أبدع لما علما

والشعر عارف أنو الله مكملوا

حسن بزاقي

فاق الصبح بكير على الكتف ارتمى

يا بنات ليش حالكم ما بتسألوا

ليش الورد على خدودكم ما نمى

وليش القمر الله ما نزله

وليش الحب من بداياته انعمى

لأنو البنات بها الكون من أولوا

أجمل رسمة الله راسما

لا تكتروا على عيونكم رسائل وتشكلوا

نحن العيون بنفهم عليها بالوما

ولا تكتروا على وجوهم ألوان حتى تتجملوا

خلقة الرب هالمعاني مقسما

ولو كانت كترت الألوان شي حلو كان الرب كتر ألوان السما"

وأخرى كانت عن الحب واللحظات ما بعد سنوات الفرقة الطويلة واللقاء بالمصادفة، وقلت فيها:

"بيديها وراق ما تلامسوا دياتنا.. وكل الجمال من حدي مرق

حكيوا حكي ما بعدوا حكي بسماتنا.. وباب القلب بالحب انطرق

معشعش الماضي متل طفل جواتنا.. حرقنا كتير وهو ما انحرق

راحت وما فرق معها نظراتنا.. ولا بشوفتي يا حسرتي مع قلبا فرق

حسيت بها القلب مشتاقين تنيناتنا.. وضليت من الشوق أتصبب عرق

قلت يا ريت هالمســـافة بينــاتنا.. متل المســافة بين ديــاتها والورق"

اخترت الشعر الزجلي لأنه قريب من الناس، ولا يحمل تعقيدات اللغة؛ وهو ما يجعل المتلقي يدرك ما يسمع بسرعة وفهم يصل إلى حدود الحفظ، وهذا ما أبتغيه مما أقدمه بوجه عام، فكثير مما نشرته على صفحتي الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثلاً يقتطع منه الأصدقاء مفردات وجملاً، ويعيدون نشره بإشارة إليّ أو عدم إشارة؛ وهذا يدل على أنني وصلت إلى رسالتي وهدفي؛ وهو تلقي شعري وحفظه».

وعن أهمية تقديم منتجه الأدبي بطريقة غنائية خاصة طالما أنه زجلي، قال: «بعض الشعراء لا يقدمون منتجاً جميلاً، لكنهم يقدمونه بطريقة إلقاء رائعة، وآخرون العكس تماماً، وبالنسبة لي، لا أهتم بطريقة الإلقاء، بل أعتمد المفردات الجميلة والفكرة المضمنة بها لإيضاح الصور الشعرية، التي أعدّها رسالة سامية».

ويتابع: «بالنسبة لطريقة الإلقاء يحددها الحضور والمناخ العام، وهنا أقول إن ظهوري الأول للجمهور كان عبر ملتقى "البيادر الثقافي"، علماً أن لديّ أكثر من 400 مقطع زجلي وشعري وكتابي في مجال الأغاني، وجميعها مسجلة في وزارة الثقافة، وتملك حقوق الملكية والنشر، فمثلاً خلال اللقاء المباشر تكون الانفعالية حاضرة دوماً في تقديم الشعر الزجلي، بينما في التسجيلات التي أنشرها عبر "الفيسبوك"، أقدمها بطريقة أقرب إلى الغنائية المترافقة مع الموسيقا الهادئة».

وبالنسبة إلى كتابة ما يقدمه، قال: «جميع ما أقدمه من زجل وشعر محكي هو من كلماتي الخاصة، وهذا ناتج عن مخزون ثقافي غني بالمفردات والصور، وأظن أنه ناتج أيضاً عن كثرة القراءات والمطالعات التي حاولت الاستعاضة بها عن الدراسة الأكاديمية».

وفي لقاء مع الأديب والكاتب "حسن بزاقي"، أكد أن "عماد" يمتلك ملكة الكتابة ومخزوناً ثقافياً جيداً يظهر من خلال كتاباته ومفرداته، حيث تمكّن من توظيفها بطريقة جيدة، ويتابع: «هو يمتلك موهبة جميلة تحتاج إلى الدعم، ومع كل كتابة جديدة له يخلق تداعيات في المفردات وصوراً شعرية جيدة توضح الحالة الشعرية، وأظن أن هذا الأمر يمتلكه من له مستقبل جيد، كما أنه أبتعد عن التقليد، واكتفى بتقديم منتجه الحر النابع من ذاته، وله مجموعة غنائية بعنوان: "على مفرق ضيعتنا"».

يشار إلى أن "عماد عبد الكريم نجم" الملقب بـ"معين نجم"، من مواليد "أبو عفصة"، عام 1982.