بمساعدة تجربة الإنارة الطرقية على مدخلي مدينة "طرطوس" الرئيسين من الأوتستراد الدولي، لم تعد الرؤية بالنسبة للسائقين صعبة خلال قيادة المركبات في الليل، لكونها أمنت لهم المعبر الآمن والسهل البعيد عن خطر الحوادث.

سابقاً كان الدخول إلى مدينة "طرطوس" ليلاً من جهة الأوتستراد الدولي (اللاذقية - طرطوس) صعباً لعدم توفر إشارات طرقية أرضية استباقية دلالية على قرب الوصول إلى المدخل والمنصفات على جانبيه؛ وهو ما كان يحدث إرباكاً للسائقين خلال القيادة المسائية، خاصة أنه بطبيعة الحال القيادة على الأوتستراد المفتوح تكون بسرعات عالية، كما أوضح السائق "إبراهيم علي" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 26 أيار 2018، وتابع: «القيادة المسائية بالنسبة لي صعبة نوعاً ما، لكنني مضطر بحكم عملي كسائق أجرة على سيارتي الخاصة، حين يطلب مني إيصال بعض الزبائن إلى المدينة، وهنا أبقى متيقظاً للمداخل بعد عبور شركة "الرائد" للصناعات الغذائية كي لا تفوتني، فأضطر إلى الرجوع مخالفاً عكس السير.

نجاح هذه التجربة التي تعدّ الأولى من نوعها في محافظة "طرطوس"، وقبولها لدى السائقين والعابرين يدفعنا إلى دراسة إنارة طريق (طرطوس - الدريكيش)، الذي يعاد تأهليه بالكامل، بالطاقة الشمسية بعد الانتهاء من مشروع توسيعه

لكن بالمصادفة في إحدى توصيلاتي المسائية، فوجئت بإنارة المدخل الشمالي عند عقدة "الشيخ سعد"، وكأنها ترشدني لاقتراب الوصول إلى المدخل، وتجعلني أبصر المنصفات بكل وضوح؛ وهو ما سهل عليّ عملية العبور بسهولة».

خلال عمليات التركيب

السائق "علي محمد" يكتفي بتشغيل الضوء الرباعي عند وصوله إلى المدخل المنار بالطاقة الشمسية كدلالة على عبور سيارته، وهذا كان كافياً بالنسبة له لرؤية المدخل، وهنا قال: «خلال عبوري المستمر على الأوتستراد الدولي (اللاذقية - طرطوس - حمص)، شاهدت عمليات تركيب الإنارة الشمسية في النهار، وقررت تجربة السير من دون إنارة أضواء عربتي بعد الانتهاء من تركيبها، ورأيت الجمالية التي أضافتها إلى المداخل المنظمة حديثاً؛ وهو ما سهّل عملية العبور وتدارك أي سيارة متوقفة عليها، خاصة أن بعض الركاب ينزلون بالقرب من المدخل بغية الصعود إلى سطح الجسر للوصول إلى "الشيخ سعد"».

عملية إنارة مداخل مدينة "طرطوس" من الأوتستراد الدولي بألواح الطاقة الشمسية، كانت من أهم أعمال فرع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية في "طرطوس"، التي تم تنفيذها لهذا العام وفق حديث المهندس "محمد يوسف" مدير الفرع، وتابع: «تم تنفيذ مشروع تركيب 236 نظام إنارة طرقية بالطاقة الشمسية بالقرب من مدخلي "طرطوس" عند عقدتي "صافيتا" و"الشيخ سعد" بمنحة مقدمة من وكالة "جايكا" اليابانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالتنسيق مع المركز الوطني لبحوث الطاقة، ومسافة الإنارة بطول ثلاثة كيلومترات مجتمعة على المدخلين».

عند عقدة الشيخ سعد

وأضاف: «نجاح هذه التجربة التي تعدّ الأولى من نوعها في محافظة "طرطوس"، وقبولها لدى السائقين والعابرين يدفعنا إلى دراسة إنارة طريق (طرطوس - الدريكيش)، الذي يعاد تأهليه بالكامل، بالطاقة الشمسية بعد الانتهاء من مشروع توسيعه».

وتابع المهندس "محمد": «الإنارة بالطاقة الشمسية تمت بين المنصفات الطرقية قبل وبعد أهم عقدتين مروريتين في المحافظة لتخفيف الحوادث المرورية نتيجة ضعف الرؤية، الأولى عقدة "الشيخ سعد" التي تعبر مدخل المدينة من الجهة الشمالية، والثانية عقدة "صافيتا"، وهي مدخل المدينة من الجهة الجنوبية، حيث تم تركيب أعمدة إنارة بانحناءات وشكل جميل، إضافة إلى صناديق أرضية تحتوي التجهيزات من بطاريات وغيرها لزوم التشغيل والإطفاء الأوتوماتيكي».

المهندس محمد يوسف

الجدير ذكره، أن اختيار المداخل لتطبيق التجربة عليها يعود إلى كونها طرقاً حيوية واقتصادية إلى جانب أن كافة الناقلات البرية الضخمة الخارجة من مرفأ "طرطوس" والمتجهة إلى مختلف المحافظات تمر من خلالها، ناهيك عن الكثافة المرورية المحلية الكبيرة لكافة وسائل النقل.