جدّة لم توقفها سنوات العمر المتقدمة عن تقديم خبرة المعالجة الفيزيائية وصناعة العقاقير من الأعشاب، التي اكتسبتها من حالتها المرضية، لتكون مصدر دخل للكثيرات من النساء لتأمين مواردهن المالية.

بداياتها التي عدّتها مهنة وحرفة إنسانية تراثية، كانت من حالة صحية تعرضت لها في وقت سابق؛ وهو ما حفّز فيها طاقتها الكامنة، وهنا قالت "إلهام بشارة" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 29 أيار 2018: «كانت إصابتي بفتق نواة لبية ضمن العمود الفقري المحفز الأول لي، والبداية أتت من رفضي لخيار إجراء جراحة في العمود الفقري بعد أن كان الأمل الأقوى بالشفاء وفق رأي الأطباء المشرفين على العلاج، ولجوئي إلى خيار آخر وجدت فيه مفراً وتجربة لا بد من خوضها، وهي العلاج الفيزيائي لأنني كنت شابة في مقتبل العمر، ونتيجة بعد المسافة بين مكان إقامتي ومركز المعالجة، قررت متابعة العلاج الفيزيائي بنفسي ضمن المنزل، وبعد شفائي احترفت العلاج الفيزيائي وتخصصت به على أيدي معالجين فيزيائيين من عدة محافظات.

كذلك أنتجت شامبو "الخبيزة" البرية المفيدة للالتهابات والحكة، بعد عملية تقطير للنبات بواسطة "الكركة" التراثية، وأيضاً نبتة "ذنب الخيل" التي تنمو على أطراف الأنهار، قطرتها وأنتجت منها شامبو مغذياً للشعر، ونبات "القريص" أيضاً الذي أسميته مرمّم الخلايا

بدأت تقديم العلاج للمحتاجين غير القادرين على دفع تكاليف العمل الجراحي، وبعدها قررت تطوير الفكرة وأنشئ نادياً رياضياً يختص بالتمارين الفيزيائية العلاجية، وتوجهت نحو طب الأعشاب وتخصصت فيه على يدي طبيب عربي مهتم بالعلاج بها في "مصر"، وتابعت التخصص بذات المجال في "بيروت"، وبعدها عند الدكتور الاختصاصي "أنيس خوري" في مدينة "بانياس".

خلال معرض بازار آذار

وتعلمت كيفية الاستفادة من الأعشاب البرية المتوافرة في بيئتنا الساحلية واستخلاص الزيوت والماء المقطر منها، وتركيبها وفق معايير طبية لتكون علاجية دوائية من دون أي عوارض صحية لكونها طبيعية مئة بالمئة».

وعن المراكز العلاجية قالت "إلهام": «مع تطوير المهارات أنشأت مركزاً رياضياً علاجياً في قرية "ضهر صفرا"، وبعدها أنشأت مركزاً في مدينة "طرطوس"، وقدمت فيهما خبرة أطباء عرب وأكاديميين لنحت الجسد وتنحيفه صحياً من دون أي تأثيرات جانبية أو مواد كيميائية.

تقطير الكوسا

وكذلك علاجات متكاملة للصحة والجمال وجميعها من الأعشاب الطبيعية التي أجمعها من بيئتي البرية، والنجاح المستمر والنتائج الإيجابية، فتحا لي أفق التعامل مع دول الجوار، وبدأت تصدير منتجاتي العشبية إلى "العراق" بواسطة أصدقاء ومعارف فتحوا فروعاً في أماكن إقامتهم بعد تجريب المنتجات وحصولهم على نتائج مرضية؛ وهو ما أدى إلى تأمين مصادر دخل بالنسبة لهم حسنت أوضاعهم وأعالت عائلاتهم».

لم تتوقف خبرتها عند تقديم الخدمات، بل كانت لها بصمة في مجال إنتاج المستحضرات الجديدة وفتح أسواق تصريف وفرص عمل، وهنا قالت: «من أهم المنتجات التي ابتكرتها "خل الكوسا" الخاص بالتنحيف ورشاقة الجسد، وكذلك لتساقط الشعر وحمايته، وخبرة عشرين عاماً من العمل المستمر كانت كفيلة بفتح الأفق أمام المهتمين والراغبين بالعمل، فلدي مثلاً سيدات فقيرات راغبات بتأمين مصدر دخل عبر المتاجرة والبيع المباشر للزبائن، لذلك لم أمنع أحداً من التعلم وممارسة المهنة تحت إشرافي المباشر لتكون النتائج إيجابية ومضمونة».

من منتجاتها

وعن "خل الكوسا" الذي ابتكرته نتيجة فكرة، قالت: «جاءت فكرة من ولدي الذي يحب تربية الطيور، حيث إن أنثى الكنار لم تنتج البيض لأسباب جهلها في البداية، فسأل أحد المعمرين في القرية عن السبب والعلاج، فأخبره أن يضع قطعة من ثمار "الكوسا" على جانبي القفص لتتناولها الأنثى لأنها ممتلئة وسمينة، ولن تنتج البيض وهي بهذه الحالة، وبعد أن فعل ذلك لم تطل الأيام حتى وضعت البيض، وهنا فكرت بأن أنثى الطير كانت سمينة بدرجة غير مناسبة لوضع البيض، واحتاجت إلى تنحيف، فقررت تقطير "الكوسا" واستخدام المنتج في عمليات التنحيف الطبيعي، إضافة إلى عمليات فيزيائية مدروسة.

فكرة تقطير ثمار "الكوسا" غير مسبوقة على صعيد التداوي بالأعشاب والنباتات الطبيعية، وفعلاً كان المنتج مجدياً للكثيرات من النساء، انطلاقاً من تجربته على نفسي وأسرتي أولاً».

وتتابع: «كذلك أنتجت شامبو "الخبيزة" البرية المفيدة للالتهابات والحكة، بعد عملية تقطير للنبات بواسطة "الكركة" التراثية، وأيضاً نبتة "ذنب الخيل" التي تنمو على أطراف الأنهار، قطرتها وأنتجت منها شامبو مغذياً للشعر، ونبات "القريص" أيضاً الذي أسميته مرمّم الخلايا».

الشابة "رزان صالح" أكدت أن ما تقدمه "إلهام" يصنف ضمن الحاجة، وهنا تقول: «لقد استخدمنا في حياتنا الكثير من المواد التي تدخل فيها المواد الكيميائية، ونحن بحاجة الآن إلى مثل هذه المنتجات الطبيعية، خاصة أنها معروفة المصدر واستخدامها لن يؤثر سلباً بالصحة.

لقد لفتني "خل الكوسا" منتجها الخاص بالتنحيف، وقررت تجربته واستخدامه لنحت جسدي، وأظن أنه سيكون فعالاً بالنظر إلى فوائد الخضار الطبيعية».

يشار إلى أن الحرفية "إلهام بشارة" من مواليد قرية "ضهر صفرا"، عام 1965.