انطلق الباحث "حازم عبدو" بأبحاثه العلمية من المشكلات البيئية التي تعاني منها المنطقة التي يقطنها للبحث عن حلول لها؛ مكرساً خبرته الأكاديمية ومجهوده الشخصي، لينجز ثلاثة أبحاث علمية تمحورت حول مشكلات انجراف التربة وتعرية الغطاء النباتي؛ اعتمدت ونشرت في كبرى الصحف العالمية المتخصصة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 21 حزيران 2018، الباحث "حازم عبدو" ليحدثنا بداية عن دراسته قائلاً: «بناء على نتائج مفاضلتي لعام 2010 سجلت في قسم "الجغرافية"، وكأي طالب مستجد بدأت أستكشف الفرع الذي أدرسه من خلال تحليل أساتذتي للمفردات الجغرافية والطبيعية، وبعد التقدم في السنوات الدراسية، وانطلاقاً من اكتنازي المعرفي التراكمي لمبادئ هذا العلم وضعت لنفسي هدفاً وبدأت أبني سيناريوهات مستقبلية؛ أولها أن يكون اسمي بين المتخرجين الأوائل على دفعتي؛ لأستفيد من المرسوم وأكون مدرّساً في الكلية، درست بعدها الماجستير، وخلال دراستي اطَّلعت على استخدام التقنيات في البحث العلمي المكاني؛ وهو ما نحتاج إليه في يومنا هذا؛ وهو ما وسّع أفقي وطوّر مهاراتي في استخدام أدوات البحث العلمي، وانعكس ذلك إيجابياً على المستوى الأكاديمي وخياراتي في انتقاء الأوراق العالمية وتحليل مضمونها، لكن الدور الأهم كان بالتشجيع والدعم الذي خصتني به الدكتورة "فاتنة الشعال" عميدة كلية الآداب، والدكتورة "جولييت سلوم" المشرفة على الأبحاث؛ بتوفيرهما كل مستلزمات البحث العلمي وتذليل الصعاب، إضافة إلى الدعم النفسي والمعنوي، لكن طموح الشخص هو الأهم؛ لذلك بدأت القراءة وجمع المعلومات؛ لأنها برأيي العملية التراكمية المتسارعة في خلق هوية الشخص البحثية».

الباحث "حازم عبدو" من الطلاب المحبين للعلم ونيل المعرفة، يتابع كل ما هو جديد لاكتساب مهارات التعلم، وتوظيف التقنيات المكانية والإحصائية في البحث العلمي؛ ساعده على ذلك تطوير إمكانياته في اللغة الإنكليزية والاطلاع على آخر ما يكتب في تخصصه العلمي؛ وتجلى ذلك في تقديمه للفروض العلمية الجديدة و من خلال قدرته الجيدة على كتابة بنى علمية تطبيقية متقدمة ترقى إلى النشر في أهم المجلات العلمية الدولية؛ وقد بدا واضحاً أن ما قدمه من أبحاث تساهم في إدارة وصيانة الأحواض النهرية، وأؤكد أن بحث (أثر الحرب في "سورية" بديناميكية الغطاء النباتي وأخطار التعرية في "صافيتا") يحمل من الأدوات التقنية والنتائج المتقدمة لبنة في عملية التأهيل النباتي وصيانة الترب في مرحلة إعادة الإعمار

وعن الأبحاث التي توصل إليها ونشرت في كبرى المجلات المتخصصة، يضيف قائلاً: «بعد قبولي في الماجستير، فكرت مطولاً ما الخطوة التالية؟ بحثت عن الإنجاز الذي سيضعني في موقعي المناسب الذي أسعى إليه؛ فوجدت أن الأبحاث سترضي طموحي، ولأنني أؤمن بأن أي بحث لا بد أن ينطلق من الواقع ويكون له تأثير وانعكاس إيجابي على شريحة واسعة؛ بدأت دراسة المشكلات البيئية التي تعاني منها المنطقة المحيطة بي، وكنت السباق بنشر بحثين في مجلة جامعة "تشرين"، التي لاقت إعجاب ودعم أساتذتي، انتقلت بعدها إلى التفكير بالنشر الدولي، فقررت، وانطلقت، ونفّذت، ولمدة عام كامل قرأت السطور وما بينها حول آخر ما كتب عن انجراف التربة ولا سيما في البيئات المتوسطية، بدأت بعدها إعداد أول أبحاثي عبر مركب من الأعمال الحقلية والمخبرية والتقنية، فنتج بحث عنوانه: (رسم خريطة انجراف التربة في حوض نهر "مرقية" باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد)، الذي سعيت من خلاله إلى تقديم أرقام دقيقة لمعدلات انجراف التربة بسرعة، حيث اخترت مجلة "علوم الأرض البيئية" في "ألمانيا" لنشره، وبعد تحكيم صارم لخمسة أشهر نشر البحث وسجل باسم جامعة "تشرين"، فكان نقطة تحول حقيقية أتبعته ببحث آخر تمحور حول نمذجة أخطار التعرية في حوض نهر "القرداحة" عنوانه: (التقييم المكاني للتعرية في نهر "القرداحة")؛ قُبل ونشر في مجلة "نمذجة النظم الأرضية والبيئية" في "سويسرا" بعد 48 ساعة تحكيم، وسجلته أيضاً باسم جامعة "تشرين"».

الوثيقة التي نشرت في المجلة الألمانية

وعن فكرة بحثه الثالث يتابع قائلاً: «خلال عملي كمدرّس جامعي في قسم الجغرافية في جامعة "طرطوس" اطلعت على الجهد المبذول والسباق مع الزمن من قبل الدكتور "عصام الدالي" رئيس الجامعة في بناء الجامعة أكاديمياً؛ وأردت أن أشارك من خلال موقعي في هذا الجهد، فقررت تقديم بحث دولي باسم الجامعة يدخلها أرقى الدور البحثية؛ كانت فكرت رصد التغيرات السلبية للغطاء النباتي في منطقة "صافيتا" خلال سنوات الحرب على "سورية"، وكيف أثّر ذلك في تنامي أخطار تعرية التربة؛ بدأت العمل البحثي المكثف الذي أنتج بعد أربعة أشهر ورقة بحثية عالية التقنية ترصد بالتحليل الكمي والمكاني العميق التغيرات السلبية للغطاء النباتي في منطقة "صافيتا" كنموذج يمكن تعميمه على حوض الساحل السوري، وقمت باختيار مجلة عالية القوة سواء من ناحية قوة البحث المعد أو لضرورة دخول اسم جامعة "طرطوس" في وعاء علمي يليق بها، فوقع الاختيار على مجلة "التغيير البيئي الإقليمي" في "الولايات المتحدة الأميركية"، وبعد عشرة أشهر من التحكيم الصارم قبلت ورقة البحث ونشرت في الشهر الثاني من عام 2018، وهنا أكون قد قدمت جزءاً من واجبي تجاه الجامعة التي نهلت منها علمي، لكن ذلك ليس سوى البداية؛ فطموحي ومسؤوليتي تجاه بلدي يدفعاني إلى تقييم الأخطار التي تحيط بالبيئة، حيث انتهيت مؤخراً من إعداد بحث جديد حول تقييم خطر فيضان نهر "قيس" باستخدام ملفات القمر الصناعي الراداري، إضافة إلى بحث حول إنتاج خرائط شدة تحلل الصخور الكلسية في حوض نهر "الغمقة"».

عنه تحدثنا الدكتورة "جولييت سلوم" المشرفة على أبحاثه، قائلة: «الباحث "حازم عبدو" من الطلاب المحبين للعلم ونيل المعرفة، يتابع كل ما هو جديد لاكتساب مهارات التعلم، وتوظيف التقنيات المكانية والإحصائية في البحث العلمي؛ ساعده على ذلك تطوير إمكانياته في اللغة الإنكليزية والاطلاع على آخر ما يكتب في تخصصه العلمي؛ وتجلى ذلك في تقديمه للفروض العلمية الجديدة و من خلال قدرته الجيدة على كتابة بنى علمية تطبيقية متقدمة ترقى إلى النشر في أهم المجلات العلمية الدولية؛ وقد بدا واضحاً أن ما قدمه من أبحاث تساهم في إدارة وصيانة الأحواض النهرية، وأؤكد أن بحث (أثر الحرب في "سورية" بديناميكية الغطاء النباتي وأخطار التعرية في "صافيتا") يحمل من الأدوات التقنية والنتائج المتقدمة لبنة في عملية التأهيل النباتي وصيانة الترب في مرحلة إعادة الإعمار».

وثيقة قبول بحث سويسرا

يذكر أن "حازم عبدو" من مواليد "طرطوس" عام 1990، مدرّس في جامعة "طرطوس"، ويحضّر حالياً لرسالة الدكتوراه بإشراف الدكتورة "فاتنة الشعال" عميدة كلية الآداب في جامعة "دمشق".

مع الدكتورة جولييت سلوم