تعدّ سمكة "البلميدا" العريضة من الأسماك المرغوبة جداً في سوق السمك بوجه عام، وأغلب محبي تناول السمك ينتظرون موسم صيدها لإشباع حاجتهم منها، فأسعارها المنافسة وطبيعة لحمها جعلتها السمكة الشعبية المنافسة، أو كما يطلق عليها "سمكة الدراويش".

ضمن أوقات زمنية معينة من كل عام تدخل سمكة "البلميدا" العريضة إلى مياهنا الإقليمية عبر أسراب كبيرة، ودخولها هذا يكون بحثاً عن الطعام ووضع البيوض؛ وهو ما يعني وفرة كبيرة منها ينتظرها أغلب الصيادين لرفد أسواق السمك بنوعها، كما يقول الصياد "خالد خليل" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 تموز 2018، ويتابع: «دخول سمكة "البلميدا" العريضة إلى مياهنا الإقليمية ليس دخولاً دائماً أو مستمراً، فهي تعبر المياه البحرية بأسراب كبيرة بحثاً عن الطعام من الأسماك الصغيرة، وأهمها "الزمور"، و"السردين" الصغير، لكون هذين النوعين من الغذاء يتوافران لدينا بكثرة ما بين شهري أيار وتشرين الثاني تقريباً من كل عام، حيث تبدأ كمياتها تنخفض نتيجة هجرتها الدائمة بين المياه البحرية.

موطن هذه السمكة الأساسي هو المحيط الأطلسي، وتوجد أيضاً في المحيط "الهادي" والبحر "الأحمر"، وتهاجر إلى المياه الدافئة ومنها مياهنا البحرية بحثاً عن الغذاء وإتمام عملية التزاوج. وهي بوجه عام نوعان؛ البيضاء، والسوداء، وكلا السمكتين لحمهما أحمر، ويحتوي دماء، لكن تختلف نسبة اللحم في البيضاء عن السوداء، وكذلك نسبة اللحم ذي اللون الغامق في البيضاء أقل بكثير منه في السوداء؛ وهو ما جعلها شعبية أكثر ومرغوبة

علماً أنه يوجد نوعان من سمكة "البلميدا"؛ الأول المبرومة، والثاني العريضة البيضاء، وتختلفان بنوعية اللحمة والحجم والشكل، فالعريضة منها تنمو وقد تصل إلى أحجام كبيرة تصل إلى 16.5 كيلوغرام للسمكة الواحدة، ويصل طولها إلى 122سم، وهنا يصبح شكلها أعرض ولونها مائلاً إلى البياض في منطقة البطن وما دون؛ أي إن كمية اللحم فيها أكبر؛ وهو ما يجعلها مرغوبة جداً لدى الزبائن، إضافة إلى أن وفرتها بكميات كبيرة تجعلها سمكة شعبية من ناحية السعر، فكثيرون من الزبائن يفضلونها على اللحمة الحمراء الأخرى، ويتهافتون للتمون منها لأيام طويلة تصل إلى موسم الشتاء، فيحصلون على الفيتامينات والبروتينات الموجودة في اللحمة الحمراء وبسعر أقل من المعتاد».

كميات كبيرة من البلميدا العريضة البيضاء

الصياد "عصام طه" أكد أن تسمية سمكة "البليمدا" العريضة بسمكة الدراويش تعود إلى أنها أرخص سمكة بحرية متوافرة بكميات كبيرة في أوقات معينة تغني عن فترات الانقطاع، ويتابع: «موطن هذه السمكة الأساسي هو المحيط الأطلسي، وتوجد أيضاً في المحيط "الهادي" والبحر "الأحمر"، وتهاجر إلى المياه الدافئة ومنها مياهنا البحرية بحثاً عن الغذاء وإتمام عملية التزاوج.

وهي بوجه عام نوعان؛ البيضاء، والسوداء، وكلا السمكتين لحمهما أحمر، ويحتوي دماء، لكن تختلف نسبة اللحم في البيضاء عن السوداء، وكذلك نسبة اللحم ذي اللون الغامق في البيضاء أقل بكثير منه في السوداء؛ وهو ما جعلها شعبية أكثر ومرغوبة».

حجمها الكبير

الصياد "محمود هلهل" أكد أن سمكة "البلميدا" البيضاء غنية جداً بالبروتين واليود والأوميغا 3، وتغوص حتى عمق 600 متر، وتابع عن طريقة تحضيرها وصيدها: «يمكن صيدها ضمن أسراب كبيرة تصل إلى عدة أطنان، وذلك بطريقة (التحويق)؛ وهو ما يؤدي إلى كسر رتابة سعر السمك في الأسواق.

وفيما يخص طريقة تحضيرها، فيمكن أن تطهى بعدة طرائق تظهر لذة لحمها، ومنها على سبيل المثال طريقة "التونا" المعلبة، وذلك بأن نأخذ قطع "البلميدا" المنظفة من الحسك والجلد، فنغليها بالماء حتى تنضج، ثم نضع القطع المسلوقة في وعاء، ونضع فوقها زيتاً وماء ساخناً مالحاً وفليفلة حرة وعصير الليمون الحامض، ونستطيع وضع قطعة من نبات عطري، مثل إكليل الجبل أو الغار، ونغمر القطع ثم توضع في الثلاجة، ويمكن استهلاكها خلال عشرة أيام.

محمود هلهل

ويمكن أيضاً صناعة الصفائح (المناقيش) بذات طريقة صنعها باللحمة الحمراء، كما يمكن قليها بالزيت وتناولها مع زيت الزيتون والثوم المدقوق، ولكن الأغلبية يفضلون تتبيل قطع "البلميدا" بالثوم المدقوق والمخلوط بالنعناع اليابس الناعم قبل قليها؛ وهو ما يعطيها نكهة مميزة ولذيذة جداً.

وهناك من يستغل توافرها ورخص أسعارها لصناعة "كفتة التونا" باستخدام كيلو سمك "البلميدا" العريضة خالٍ من الجلد والحسك مع 200 غرام من دهن حيواني، ويفضل دهن الخروف، مع بقدونس وفليفلة حمراء والثوم وبهارات متنوعة وملح وقليل من الطحين لمنع التصاقها وتجانسها، وتفرم الخلطة حتى تتحول إلى قطع ناعمة وتعجن جيداً، وتوضع على سيخ الشواء».