اعتمد "زياد إسماعيل" حرفته بصناعة الديكورات الخشبية لتزيين الصباريات القزمية، وتقديمها كمنتج تسويقي جديد وغير تقليدي، ضمن أوعية خشبية مشغولة يدوياً بأسلوب أقرب إلى النحت.

المهارة التي وظّفها في فن صناعة الديكورات الخشبية لتقديم منتجات جديدة، كان السوق التجاري متعطشاً لها بوجه عام كما قال، لكونها منتجات فريدة من ناحية الفكرة والمواد الأولية المشغولة بها، وقال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 30 تموز 2018: «عملي الأساسي في فن صناعة وتركيب الديكورات الخشبية المنزلية، وهو عمل ليس بالقديم أو التقليدي من ناحية الأفكار التي يتم العمل عليها وفق نظام حديث وأفكار جديدة بالمطلق، ومنها قدمت تصاميم للوحات جدارية من الخشب وفق ذوق الزبون، أو يترك حرية إطلاق العنان لأفكاري بما يتناسب والوضع العام للمنزل والبيئة، وكل هذه الأمور لها حساباتها الخاصة لدي، وهذا لأن لدي انتماء وجذور تجاه الطبيعة التي أجلها على عطائها الثمين ومنتجها الطبيعي وهو الخشب، هذا من جانب، ومن جانب آخر واكبنا كورشة عمل متخصصة الأمور التي تشغل الناس في الوقت الراهن، وحاولت تقديمها بشكل مختلف عن المألوف، ومن هنا كان لدخول الصباريات القزمية التي قلما نجد من لا يهتم بها وفق رؤيتنا الجديدة دور كبير في العمل».

الصباريات كنبات حي يملك روحاً، والأوعية الخشبية المنحوتة أيضاً تضفي روحاً جديدة في المكان، وكلاهما يمنحاني طاقة إيجابية في المنزل قوامها الحياة الطبيعية المتجددة

ويتابع: «برأيي اعتاد الناس زراعة الصباريات في أوعية بلاستيكية، ومن هنا كانت الانطلاقة، حيث اخترنا لأنفسنا الاهتمام بزراعتها أيضاً في مشتل خاص الذي جهز لهذا الغرض، في محاولة تقديم شيء جديد معتمدين قطع الخشب الطبيعية المنحوتة يدوياً، وبأدوات بسيطة لتشكيل أوعية يمكن أن توضع فيها التربة الخاصة بزراعة الصباريات، وأظنّ أن هذه الأفكار تطرق لأول مرة في مجال الزراعات التزيينية، وكل هذا بالاعتماد على الخبرة بالتعامل مع الخشب الطبيعي ومهارات تصنيعه بحرفية يدوية لا تدخل فيها المكنات الحديثة».

من منتجاته

هذه الصباريات تزرع عادة في أوعية مستوردة منها البلاستيكية، ومنها المعدنية وفق حديث الحرفي "زياد"، ومن هنا كان لإيجاد حالة التميز التي اشتغل عليها شجون، حيث قال: «في البداية كانت الصباريات استيراد من دول أجنبية، وكانت أسعارها مرتفعة جداً، وليست بمتناول جميع الناس والمهتمين بها، وهذا لم يجذب الزبائن لها؛ وهو ما دفعني إلى التفكير بتوظيف مهارتي في زراعتها محلياً، واستخدام خبرتي بالحفر والنحت على الخشب لتشكيل أوانيها الخشبية الصغيرة، التي تتناسب معها ومع القدرة الشرائية للزبائن والمهتمين، وهنا يمكن القول إن تشكيلها ضمن الأوعية كان بشكل مختلف أيضاً ويعتمد على أذواق الزبائن وخبرتي بالعمل».

ويتابع: «قدمت عدة أشكال لأوعية زراعة الصباريات، منها المائل، ومنها الملون طبيعياً، ومنها على شكل قطار، أو على شكل كأس، وقدمت أيضاً "الشمعدان" برؤية مختلفة وأشكال غير مألوفة، كالهرمي، والأفقي، والمائل، وغيرها العديد؛ وهذا كوّن عامل جذب بالنسبة للزبائن، وأصبح بعضهم يختارون ما يجول في أفكارهم لأشكله لهم نحتاً مهما بلغت الصعوبة».

أوعية خشبية

وفي لقاء مع الفنان "حازم حسن" أكد بداية أن ما يقدمه الحرفي "زياد إسماعيل" يندرج تحت مسمى الحرف اليدوية التي لا تتدخل فيها الأدوات الحديثة، ويتابع: «يعمل "زياد" بأدواته البسيطة على أفكار ينتجها من مخيلته ويطبقها واقعياً مهما كانت صعبة في مراحل عملها، كما أن عملها من الكتل الخشبية الطبيعية يضفي عليها قيمة جمالية لكونها تحاكي الطبيعة بوجه عام؛ أي إن الذي يقتني العمل يدخل إلى منزله روحاً جديدة، وطاقة إيجابية متجددة.

وبرأيي إن فكرة توظيف الكتل الخشبية بعد نحتها يدوياً كأوعية لوضع الصباريات فيها لها رواجها الجيد والمقبول في هذا المجال، فمن المعروف أن أغلب الناس يجذبهم الجديد وغير المطروق، وهنا أقول إنه كان موفقاً في إنتاجها وعملية الترويج لها؛ أي إنه تمكن من إيجاد فرصة عمل جديدة له».

من مشغولاته

ربة المنزل "هيام محمد" أكدت أنها شغفت بنوعية الأوعية الخشبية لكونها جديدة، فآثرت على الاقتناء منها خلال معرض سابق زارته كان الحرفي "زياد" مشارك به، وتضيف: «الصباريات كنبات حي يملك روحاً، والأوعية الخشبية المنحوتة أيضاً تضفي روحاً جديدة في المكان، وكلاهما يمنحاني طاقة إيجابية في المنزل قوامها الحياة الطبيعية المتجددة».

يشار إلى أن الحرفي "زياد إسماعيل" من مواليد عام 1993، ودرس هندسة معلوماتية.