اجتماع الجبال والوديان مع البحر وجمال الإطلالات إلى جانب العوامل المناخية والأثرية؛ جعلت منها واحدة من أجمل قرى الساحل السوري ذات الأهمية السياحية.

تعدّ قرية "ضهر صفرا" من القرى التابعة لناحية "الروضة" التابعة إدارياً إلى مدينة "بانياس"، عن معنى تسميتها يقول "بسام وطفة" رئيس قسم التنقيب في دائرة آثار "طرطوس"، الذي التقته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 آب 2018: «"الضهر" هو أعلى الجبل، وهو مقدمة الجبل التي يخالف لونها سائر لونه، و"صفرا" قد تكون تسمية عربية بمعنى الصفراء، أو سريانية أو آرامية تعني الصباح أو الطائر الصغير كالعصفور، وفي الكلدانية صفورة تعني الصباح أو المنير، وبهذا يكون معنى التسمية "جبل الشروق"».

"الضهر" هو أعلى الجبل، وهو مقدمة الجبل التي يخالف لونها سائر لونه، و"صفرا" قد تكون تسمية عربية بمعنى الصفراء، أو سريانية أو آرامية تعني الصباح أو الطائر الصغير كالعصفور، وفي الكلدانية صفورة تعني الصباح أو المنير، وبهذا يكون معنى التسمية "جبل الشروق"

وعن الموقع قالت رئيسة البلدية فيها "رزان إبراهيم": «تبعد القرية مسافة خمسة وعشرين كيلو متراً عن مدينة "طرطوس"، وخمسة عشر كيلومتراً عن مدينة "بانياس"، وتتبع لها عدة قرى تحيط بها، منها: "حيبو"، و"كرميّا"، و"عين أبو سريسة"، و"قرقفتي"، و"الجنينة"، و"الحارا"، و"المقعبرية"، و"بيت جناد"، و"حليانا"، و"بلمانا"، و"بيت خضر"، و"بيت الهرس"، و"الخراب". يبلغ عدد السكان فيها اثني عشر ألف نسمة، يمثلون فيما بينهم ومع القرى المجاورة نسيجاً اجتماعياً متجانساً وجميلاً».

بسام وطفة

وعن الخدمات التي تقدمها البلدية لكامل القطاع، قالت: «تقوم البلدية في "ضهر صفرا" بتخديم كامل القطاع، كالإنارة والطرقات التنظيمية وغير ذلك، أيضاً فيها مركز للهاتف الآلي ومركز للبريد، ومستوصف صحيّ، وفرع للمصرف التجاري، وروضة للأطفال، ومدارس تعليم أساسي حلقتان أولى وثانية، ومدرسة ثانوية، ومن خدماتها أيضاً استكمال أعمال طريق البرج في "الخراب" من شق وتعبيد، وتم أيضاً توقيع عقد مع مؤسسة الإسكان العسكري لمشروع صرف صحي في "المقعبرية"، كما تم طرح تنفيذ عدة مشاريع فيها، منها معمل للكونسروة، لكون الإنتاج المحلي يعتمد بوجه أساسي على البيوت البلاستيكية، أيضاً هناك بعض المشاريع السياحية الشعبية ومعاهد لتعليم اللغات، وتقدم البلدية الدعم والتسهيلات اللازمة لأسر الشهداء في المنطقة عموماً».

وفيما يخص الجانب السياحي، قالت: «الموقع المطل على التلال والجبال والوديان والبحر أيضاً، أكسبها أهمية سياحية خاصة، إلى جانب وجود بعض المعالم الأثرية والدينية، منها دير السيدة "بلمانا"، الذي يرتاده الزوار من كافة أنحاء "سورية" ومن خارجها لما فيه من جمالية وخصوصية في البناء وتعليم الحضارات والثقافات، أيضاً مزار القديس "شربل" الواقع ضمن موقع سياحي لافت للأنظار بروعته، والجامع الأثري في "قرقفتي"، كما طرحت البلدية عدة عقارات من أملاكها البحرية مع وزارة السياحة لاستثمارها كشاطئ مفتوح ومخيمات بالقرب من الشاطئ المهجور في قرية "الخراب"».

موقع القرية عبر غوغل إيرث

وتكمل: «بما أن المنطقة سياحية بامتياز، يتم الاهتمام بتنظيف الطرقات والشوارع وتقليم الأشجار، لكن مع هذا لا تزال البلدية في "ضهر صفرا" تعاني نقصاً في أعداد عمال النظافة وبعض الآليات اللازمة، فالأعداد الموجودة لا تلبي كامل القطاع التابع لها، الذي يضم العديد من القرى، إلى جانب المشكلات في بعض شبكات الصرف الصحي في هذه المنطقة».

موقع جغرافي أكسب القرية تميزها، عن هذا التميز قال "سامي حسن" المهتم بالبحوث الجغرافية: «ترتفع القرية نحو مئتين وستين متراً عن سطح البحر، وتشرف على السهل الجنوبي لمدينة "بانياس"، وهي من إحدى المناطق الجبلية الأكثر قرباً من البحر في الساحل السوري، وهذا أكسبها إطلالة بحرية تمتد من "بانياس" شمالاً، حتى "طرطوس" جنوباً، وتشرف على القرى الجبلية من جهة أخرى، ولهذه القرية جمال خاص يختلف من فصل إلى آخر؛ فالشتاء فيها معتدل وغزير الأمطار، أما صيفها فخفيف الرطوبة مقارنة مع السهل القريب منها، كما تتنوع حاصلاتها الزراعية ما بين البيوت المحمية لزراعة الخضار والفواكه من جهة، وزراعة أشجار الزيتون والحمضيات واللوز وغيرها من الأشجار المثمرة من جهة ثانية، ولا بد من الحديث عن المسير في طرقاتها المنحدرة باتجاه البحر، ولهذا أيضاً سحره الخاص الذي يستهوي الشباب للاستمتاع بجمال البيئة الجبلية والبحرية في الوقت نفسه».