لم تمنعه إصابته، التي أدت إلى بتر ساقه أثناء دفاعه عن أبناء بلده، من الاستمرار في حياته وعمله وأنشطته، ومن أجل أن يثبت مدى قدرته في التعالي على جراحه؛ قام بالسير مشياً على قدمه الطبيعية والقدم الصناعية، من محافظة "طرطوس" إلى "دمشق".

مدونة وطن "eSyria" التقت الجريح "عادل محيى سليمان" بتاريخ 26 كانون الأول 2018، في مقرّ الجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية" بعد انتهاء المسير الذي قام به بنجاح، وحمل عنوان: "مسير حب ووفاء لقائد الوطن، للجيش، لسورية"، وفي البداية تحدث عن إصابته ويقول: «كانت إصابتي أثناء وجودي في صفوف الجيش العربي السوري في محافظة "درعا" في منطقة "عتمان" عام 2015، حيث تعرضت لقذيفة مدفعية لم تنفجر، أدت إلى بتر قدمي اليمنى؛ وذلك بعد علاج شهر و18 يوماً بين المستشفى "الوطني" بـ"درعا" ومستشفى "601" في "دمشق"، وعدت إلى قريتي "حصن سليمان" في ريف "طرطوس"، فأشرف على علاجي الدكتور "علي ضاحك" والممرضة "زينة صالح"، واستمريت بالعلاج مدة 3 أشهر، ثم تم توجيهي إلى مستشفى "حاميش"، قسم الأطراف الصناعية، فركبت الطرف الصناعي واستطعت المشي منذ اليوم الأول من دون (عكازين)، وعدت إلى ممارسة عملي في زراعة الأرض وبعض الأعمال الأخرى في قريتي، إضافة إلى التدريب على المشي لمسافات طويلة تعويضاً عن ممارسة الرياضة التي كنت أقوم بها قبل إصابتي، حيث كنت بطلاً رياضياً في فرق نادي "الجيش" بعدد من ألعاب القوى، وكنت أقفز على مسافة 3 أمتار و20سم».

سبق أن شاركت الجمعية النقيب الجريح "علي محسن" مسيره مشياً على الأقدام من منطقة "قارة" إلى "النبك"، وتم تقديم الدعم والتشجيع له، فالجمعية تسعى دائماً إلى تشجيع هذه الفئة من المجتمع، وتقدم جميع المساعدات والتسهيلات التي تحتاج إليها وفقاً للمستطاع

ويضيف: «المسير الذي قمت به بقطع مسافة 320كم من مبنى محافظة "طرطوس" إلى ساحة "الأمويين" بـ"دمشق" خلال عشرة أيام، كان الهدف منه إيصال رسالة إلى كل الجرحى؛ أن أي جريح قادر على تجاوز إصابته مهما بلغت، ويجب أن نضع نصب أعيننا الاستمرار في حياتنا وممارستها بالطريقة الطبيعية متغلبين على كل الصعاب بالتحدي والقوة والتصميم.

رئيس الجمعية الأستاذ أسعد بركة مع الجريح عادل سليمان

وأعدّ "مسير حب ووفاء لقائد الوطن، للجيش، لسورية" مشروع استثمار لحياة الجرحى، وإدخالهم بكافة النشاطات والفعاليات المجتمعية، لتكون لهم بصمة؛ كلّ شخص في منطقته، ويكونوا مصدر طاقة إيجابية تدفع من حولهم وتحضهم على الصبر والاستمرار في العمل والعطاء مهما كانت الظروف».

ويتابع: «قبل بدء المسير كانت توقعاتي بنجاحه 70% وما دون، إلا أنني عندما قطعت مسافة 35كم في اليوم الأول، ارتفعت معنوياتي، وفي اليوم الثاني قطعت مسافة فقط 17كم بسبب الظروف الجوية، إلا أنني كلما مررت بمحافظة لقيت الاهتمام والدعم الكبير، وبدوري خلال المسير التقيت 7 جرحى في قرية "المراح"، 5 منهم استقبلوني في صالة البلدة، و2 زرتهما في منزليهما، وقمت برفع معنوياتهم وتشجيعهم على النهوض من جديد وتجاوز الإصابة، كما أديت واجب العزاء بأحد الشهداء في قرية "الحميرة" التابعة لمدينة "دير عطية"، وكل هذا كان يمثل دافعاً معنوياً كبيراً لمتابعة المسير».

خلال لقاء مدونة وطن

رافق الجريح "عادل" خلال مسيره "وائل صالح" بصفة سائق السيارة ومرافقاً دائماً، مع "غيث دوابي" و"حسين عيسى" من الجمعية "السورية للتنمية الاجتماعية"، بالتناوب؛ كل منهم نصف المسافة، إلى جانب متابعة دائمة من قبل محافظة "طرطوس" دائرة الجرحى، وفرع الحزب ومديرية الصحة في المحافظة، وكانت المحطة الأخيرة في "دمشق" زيارة الجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية" بدعوة من رئيس الجمعية بعد لقاء الجريح في منطقة "القطيفة" خلال المسير.

الأستاذ "أسعد بركة" رئيس الجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية" عن الجريح "عادل" يقول: «من الواضح أنه شخص ذو عزيمة قوية وصبر وإصرار، ومبعث للهمة، فهذا الإنسان الذي لا يقف عند جرح أو إصابة مهما كانت كبيرة، يعدّ مثالاً يحتذى به، ومصدر تشجيع وإلهام لغيره من الجرحى، وهو من اليوم أصبح ضيف شرف دائم في جميع أنشطة الجمعية، التي لا تتوانى عن تقديم الدعم والمساعدة لجرحى الجيش العربي السوري وذويهم وذوي الشهداء، سواء بتقديم دورات تدريبية مجانية في مجال المعلوماتية، أو أي دعم معنوي ومادي تقدمه مراكز الجمعية المنتشرة في كافة المحافظات».

خلال المسير

ويضيف: «سبق أن شاركت الجمعية النقيب الجريح "علي محسن" مسيره مشياً على الأقدام من منطقة "قارة" إلى "النبك"، وتم تقديم الدعم والتشجيع له، فالجمعية تسعى دائماً إلى تشجيع هذه الفئة من المجتمع، وتقدم جميع المساعدات والتسهيلات التي تحتاج إليها وفقاً للمستطاع».

يذكر، أن الجريح "عادل سليمان" من مواليد قرية "حصن سليمان" في ريف "طرطوس" عام 1985.