أبت أن تكون شخصاً ينتظر الفرص، فخلقت فرصتها بنفسها، وتطورت ذاتياً إلى أن وصلت إلى مرحلة متميزة في فن "المكياج"؛ تضاهي بفنها ما يطرح عالمياً على الرغم من الإمكانيات البسيطة، وتحولت من متدربة إلى مدربة على الرغم من صغر سنّها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 9 كانون الأول 2018، "روان علي" لتتحدث عن موهبتها وكيف تميزت، فقالت: «ظهرت موهبتي قبل خمس سنوات، فكنت أحب الرسم على الجدران، وأعشق التفاصيل والأشياء الفنية الغريبة. وبعدها تحولت عن الرسم على الجدران إلى الرسم على الوجوه، وأقوم بـ"المكياج" للنساء. الداعم الأول لي منذ انطلاقتي هي أمي؛ لأنها شجعتني على تطوير موهبتي، وبدأت عملية التعلم الذاتي عندي حتى أصبحت أبتكر تقنيات "Make-up" خاصة بي بتأثيرات مميزة، ولكي أظهر موهبتي للناس قررت أن أقوم بتحدي مئتي يوم "Make-up" ويتضمن كل يوم "style" مختلفاً، والناس كانوا داعمين لي كثيراً خلال هذا التحدي، ومنهم من استخف بي، ورأى أنني لن أنجز هذا التحدي، لكنني أنهيته بنجاح، وكنت أول فتاة عربية تقدم مئتي "موديل" متنوعاً بين "المكياج" التجميلي والرسم والتأثيرات الخاصة، و"المكياج" السينمائي، وقمت بالتحدي في المنزل، وكنت أصور كل يوم وأنشر الصور، إضافة إلى فيديوهات توثيقية لكل عمل أقوم به من بدايته حتى نهايته على صفحتي العامة في موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك". الفكرة خطرت في بالي لأنني أحببت أن أتحدى نفسي بهذا المجال، وأعرف الناس بقدراتي وأعمالي النابعة كلها من مجهود شخصي، وليعلم الناس أنه في وطننا يوجد أشخاص يعملون في هذا المجال التجميلي والسينمائي مثل الغرب بمواد بسيطة».

"روان" موهوبة جداً ومجتهدة في عملها، كما أنها تعلم تماماً ما يناسبني، وهذا ما لفت انتباهي وجعلني أعتمد عليها في كل مناسبة مهمة، وأرغب فيها بالتزين والخروج بأجمل إطلالة أنثوية لافتة

وعما جنته من هذا التحدي أضافت: «لكثرة الطلب قررت أن أنظم دورات بهذا المجال، وفعلاً قمت بتدريب دورتين بنفسي، وبعدها قابلت "ثناء الأحمد" مديرة أحد المراكز لتعليم الحلاقة والتجميل، وتعليم فنون الحلاقة والتجميل التي أعجبت بأعمالي التجميلية، وقررت تعييني مدرّسة "make-up"؛ والتأثيرات الخاصة في المركز بـ"طرطوس" و"حمص". في البداية كنت أدرّب في صالوني الخاص بمدينة "طرطوس"، وبعد ذلك كان العمل بالمركز، فما نقوم به أقرب إلى الغربي، ولا يوجد شيء تقليدي، وعملياً كل مدة أبتكر (موديلاً) جديداً بالتناسب مع الفصول. وبالنسبة لمواد الرسم على الوجه، والتأثيرات الخاصة و"المكياج" السينمائي وحالات الرعب، فكل المواد أصنعها شخصياً من دم وعجين وألوان؛ حيث أقوم بصناعتها في المنزل».

المدربة ثناء الأحمد

خبيرة التجميل "ثناء الأحمد"، تحدثت عن معرفتها وعملها مع "روان" بالقول: «تتمتع بشخصية خلاقة ومبدعة في فنها؛ وخاصة بطريقة دمجها للألوان، لتظهر كل شخص بجمال متميز عن الآخر، فهي تتحدى نفسها وتتطور باستمرار، ولا تقف عند حدّ معين، كما وعدت بتطوير المنهاج التدريبي في المركز السوري للتدريب، وخاصة عن طريق أسلوبها السهل والمحبب للطلاب، فهي دوماً تشجعهم وتساعدهم، وهي سبب كبير في ازدياد ثقتهم بأنفسهم».

"روز سليمان" إحدى متدرباتها في المركز، قالت: «قررت أن أتدرب في المركز، وعلمت باسم المدربة "روان"، بحثت في صفحتها الشخصية على موقع "الفيسبوك"، وتفاجأت بأعمالها المميزة وخاصة بتحدي مئتي يوم، لذا حسمت أمري بأن أتدرب عندها، حيث استفدت من تدريبها كثيراً، لأن أسلوبها ممتع، ومعطاءة في التعليم، ولديها أفكار مبتكرة في عالم الجمال والرسم على الوجوه، كما أنها ساهمت مساهمة كبيرة في رفد خبرتنا».

من أعمالها

وأضافت "هبة الضابط" إحدى الزبونات، قائلة: «"روان" موهوبة جداً ومجتهدة في عملها، كما أنها تعلم تماماً ما يناسبني، وهذا ما لفت انتباهي وجعلني أعتمد عليها في كل مناسبة مهمة، وأرغب فيها بالتزين والخروج بأجمل إطلالة أنثوية لافتة».

الجدير بالذكر، أن "روان علي" من مواليد "طرطوس" عام 1998، وهي طالبة سنة رابعة في كلية الآداب، فرع اللغة الإنكليزية.

نماذج