بحسٍ عالٍ من المسؤولية، وبأيدي وخبرات شبابية، قدمت إحدى مدرسات المعلوماتية مع طالبٍ من طلابها؛ مشروع التصويت الإلكتروني لمجلس الشعب، بهدف ضمان إجراء العملية الانتخابية بنجاح في كافة الظروف.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 كانون الأول 2018، المهندسة "حنين حسن" (مدرسة لمادة المعلوماتية في إحدى ثانويات مدينة "بانياس") صاحبة فكرة المشروع لتحدثنا عن بداية الفكرة والهدف منها، فقالت: «فكرة المشروع ولدت نتيجة الأزمة التي يعاني منها بلدنا "سورية" منذ سنوات عدّة، فمن خلال ملاحظاتي المستمرة رأيت أن معظم الناس خاصة في الأماكن التي تشهد اضطرابات، أصبحوا يخافون من التوجه إلى الأماكن المزدحمة والتجمعات الكبيرة، ومنها مراكز التصويت، خوفاً من وقوع أي حوادث؛ هذا من جانب، ومن جانب آخر، فكنت أفكر باستمرار في كبار السن والمقعدين والمرضى الذين يصعب عليهم التوجه إلى مراكز الاقتراع، وهناك تكلفة مادية خيالية للبرامج الانتخابية، لذلك جاءت الفكرة أيضاً للتخفيف من هذه الأعباء سواء على المقترعين والمرشحين، حيث سيكتفي كل مرشح بتصميم ملصق إعلاني "بوستر" واحد لحملته الانتخابية يشاهده كل الناس. إضافة إلى ذلك كلّه جاء المشروع ليحدّ من ظاهرة الاقتراع أكثر من مرّة، حيث لا يسمح للشخص بالتصويت إلا مرّة واحدة فقط، بالاعتماد على رقمه الوطني، كما أنه لن يضطر إلى التوجه للمراكز المخصصة للانتخاب، بل يمكنه ممارسة حقّه الانتخابي من داخل منزله وفي أي وقت يشاء».

أساس الفكرة أنها تعتمد الربط مع دوائر النفوس مباشرة، حتى يتم التأكد من الرقم الوطني للمقترع، لهذا السبب اضطررنا إلى إنشاء قاعدة بيانات إضافية تحوي الأرقام الوطنية، وقاعدة بيانات أخرى تقوم مهمتها على تخزين الأرقام التي قامت بعملية التصويت، وهذا الأمر كلّف المزيد من الجهد والوقت، وواجهتنا مشكلة الدعم المادي، فلم نلقَ طوال مدة العمل على المشروع إلا الدعم المعنوي فقط، لهذا السبب قمنا بتجربة المشروع على "سيرفر" محلي

وعن ماهيّة المشروع وبعض التحديات التي واجهت تنفيذ الفكرة، أضافت: «أساس الفكرة أنها تعتمد الربط مع دوائر النفوس مباشرة، حتى يتم التأكد من الرقم الوطني للمقترع، لهذا السبب اضطررنا إلى إنشاء قاعدة بيانات إضافية تحوي الأرقام الوطنية، وقاعدة بيانات أخرى تقوم مهمتها على تخزين الأرقام التي قامت بعملية التصويت، وهذا الأمر كلّف المزيد من الجهد والوقت، وواجهتنا مشكلة الدعم المادي، فلم نلقَ طوال مدة العمل على المشروع إلا الدعم المعنوي فقط، لهذا السبب قمنا بتجربة المشروع على "سيرفر" محلي».

إحدى شهادات التقدير

وتضيف: «تنفيذ المشروع استغرق من الوقت نحو شهر ونصف الشهر، بين تصميم لقواعد البيانات وإجراء التجارب، وتصميم الموقع الإلكتروني والملصقات الإعلانية، ومن خلاله قمنا بالمشاركة بعدة معارض، منها معرض المعلوماتية لجيل المستقبل في "طرطوس" وحصلنا على الامتياز، أيضاً شاركنا في معرض الباسل للإبداع والاختراع، وفيه حصلنا على شهادة تكريم، إضافة إلى شهادة تكريم من مديرية تربية "طرطوس"، ومشاركة مميزة في معرض "دمشق" الدولي في دورته الستين لعام 2018».

"إبراهيم عليان" ( طالب حادي عشر علمي) أحد طلاب المهندسة "حنين" وهو من عشاق البرمجة، لهذا السبب اختارته ليكون شريكها في تنفيذ المشروع، إضافة إلى ما يمتلكه من قاعدة وأساس متين للتصميم والإبداع في هذا المجال، حيث قال: «تعلقي بالبرمجة كان حافزاً لتعلمها من دون اللجوء إلى أي مساعدة أو دورات في هذا المجال، معتمداً على شبكة الإنترنت في ذلك. هذا الاهتمام والتميز دفع مدرّسة مادة المعلوماتية في مدرستي المهندسة "حنين" إلى اختياري للعمل معها في مشروع التصويت الإلكتروني لمجلس الشعب، المشروع المهم جداً، خاصةً أنّ بلدنا "سورية" يتجه نحو حكومة إلكترونية من جهة، ومن جهة ثانية المزايا الكبيرة التي يتمتع بها المشروع من ناحية الحفاظ على المصداقية في عملية الاقتراع، وسهولة الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع للانتخاب إلكترونياً، وتوفير أموال الدعاية الانتخابية، وأيضاً السرعة الكبيرة أثناء عملية فرز الأصوات وإعلان النتائج.

إبراهيم عليان أثناء عرض المشروع

وقد بدأت العمل على هذا البرنامج خلال مدة قياسية بعد أن قامت المهندسة "حنين" بتدريبي على برامج "Java" و"HTML" و"#C Script" عن طريق برنامج "Microsoft Visual Studio"، وخلال مدة قصيرة جداً بدأنا خطوات تنفيذ المشروع معاً، ولاقى لاحقاً نجاحاً كبيراً».

أما مدرّسة مادة المعلوماتية، ومدرّبة دمج التكنولوجيا في التعليم "منال السخي"، فقالت: «هذا الإبداع والابتكار في مجال البرمجة ليس غريباً عن مهندسة مبدعة في مجال المعلوماتية كالمهندسة "حنين"، و"إبراهيم" الشاب العاشق لهذا المجال، وقد جاء مشروعهما ليثبت أن بلدنا فيه الكثير من الطاقات الإبداعية التي تستطيع أن تقدم كل ما من شأنه أن يسهم في عملية التطوير والتحديث، ومنها هذا المشروع الأول من نوعه، ولو تم اعتماده سيؤدي إلى توفير الكثير من الأموال العامة والجهود، وفتح المجال أمام مشاريع إبداعية مماثلة بمختلف المجالات».

مهندسة المعلوماتية حنين حسن