لم تتلقَّ أي تعليم أكاديمي، لكن إيمانها بموهبتها واجتهادها الدائم في تطويرها، كان له الأثر الأكبر فيما تحققه من نجاح في فن الرسم، فإلى جانب الزخرفة والرسم بالألوان الزيتية، أبدعت في رسم البورتريه وإتقان الأبعاد والتعابير ودرجة الشبه مع الوجوه الحقيقية للشخصيات.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 كانون الثاني 2019، الفنانة التشكيلية "شروق سلوم" لتتحدث لنا عن رحلتها منذ بداياتها، فقالت: «في مرحلة مبكرة بدأت تظهر موهبتي في مجال الرسم، وكنت حينئذٍ لا أزال في السادسة، الأمر الذي استدعى المزيد من الدعم من قبل والديّ، من خلال هدايا الألوان بأنواعها والدفاتر ومجلات الأطفال الملأى بالصور والرسوم التي تغني المخيلة، وقد كانت أختي الأكبر قدوتي في تلك المرحلة، ولطالما جذبتني رسوماتها وحاولت تقليدها باستمرار، اهتمامي بهذا المجال دفعني إلى المشاركة برواد الطلائع، وبدأت إعداد الأنشطة الصفية ومجلات الحائط واللوحات التدريسية، وفي سنوات لاحقة أصبحت رائدةً في الرسم، وتتالت مشاركاتي في المعسكرات والمسابقات الفنية في "اتحاد شبيبة الثورة"، والمعارض التي تقام في المدارس، وغيرها».

أولى مشاركاتي كانت ضمن معرض "عشتار تبدع" الثاني، في المركز الثقافي العربي في "بانياس"، وفيه وضعت حجر الأساس للمستقبل الذي أطمح إليه، وقد كان تجربةً مميزةً بكل جوانبها، من خلال التعرّف إلى فنانين ونقاد وتجاربهم في هذا المجال، أيضاً لديّ معرضان متتاليان في مدينة "بانياس"، ثم شاركت في ملتقى الرسم الزيتي "جرح وطن" في المتحف الوطني في "اللاذقية"، تلته عدة مشاركات في المدينة ذاتها، في صالة الفنون التشكيلية، ومعرض "جبران" السنوي، وهدفي حالياً إيجاد بصمة معينة للوحاتي من خلال طابع معين، وإنشاء مشروع فني لا يزال قيد الدراسة الآن

وتتابع: «في طفولتي لم أدرك ما معنى فنان تشكيلي، ولم أتخذ أحداً منهم قدوةً لي، بل كنت أكتفي ببرامج الأطفال والمجلات وبعض المعلومات البسيطة عن فنانين عالميين، مثل: "بيكاسو"، و"أنجلو". أما رسوماتي، فكانت يدويةً بسيطةً، أنسجها في مخيلتي، وأغلب الأحيان كانت عن بعض الشخصيات الكرتونية، ولاحقاً في مراحل متقدمة بدأ انحيازي إلى الفن التجريدي وتداخلات الأشكال والألوان العجيبة، وطريقة كل فنان في تجريد الواقع من تفاصيله وكيفية تطويره بمنظوره وخياله، فأجلس ساعات طويلة أراقب تلك اللوحات محاولةً فهم الخط أو اللون أو القصد منها ككل، وبدأت أميل أكثر إلى رسوم الفنان "جاكسون بولوك"، كما أنني لم أتلقَّ أي تدريس أو تدريب في مجال الفن، لقد كانت ممارسات شخصية من تجريب الأشكال والألوان ومشاهدة اللوحات، وتغذية عينيّ بالرسوم والألوان والصور، وبرأيي إنّ الموهبة شيء أساسي وجوهري للإبداع، لكنها تحتاج إلى جهد جبّار لتظهر من دون منهاج أكاديمي منظم، وتبقى للشهادة الأكاديمية ميزتها ضمن هذا المجال، فهي تمكن من الخوض بأدق التفاصيل والمعلومات، وإذا اجتمعت الشهادة الأكاديمية مع الموهبة والطموح، سينفتح المجال أكثر للعمل والشهرة محلياً وعالمياً، أما الموهبة وحدها، فتحتاج إلى مضاعفة الجهد والعمل المتواصل لكي يحقق الإنسان بعض طموحاته».

من أعمالها

وتكمل: «أرسم الوجوه بالفحم بأدق التفاصيل، وهذا هو الأحب والأقرب إلى قلبي من ناحية إظهار معاني الشكل بالأسود ودرجاته، وكذلك أحب الزخرفة سواء كانت شرقية أو "مندالا، أو زنتينغ"، ولها وقتها الخاص لديّ، فهي تساعدني على ترتيب الأفكار وتنظيمها. أما رسوماتي الزيتية، فأغلبها متمحورة حول الأنثى وتقلباتها ورسمها بطريقة انطباعية، وحافزي الوحيد الآن هو المتعة الداخلية التي يقودني إليها قلمي والورق والألوان بكافة أنواعها، فأنا لا أستطيع مقاومة إغرائها. أما القلم، فهو سبيلي إلى تفريغ مكنونات الروح، لكن هذا لا يعني أنني لا أواجه بعض الصعوبات التي تتعلق بتقلبات المزاج من جهة، وضغط العمل والحياة اليومية من جهة أخرى».

وعن أعمالها ومشاركاتها، تقول: «أولى مشاركاتي كانت ضمن معرض "عشتار تبدع" الثاني، في المركز الثقافي العربي في "بانياس"، وفيه وضعت حجر الأساس للمستقبل الذي أطمح إليه، وقد كان تجربةً مميزةً بكل جوانبها، من خلال التعرّف إلى فنانين ونقاد وتجاربهم في هذا المجال، أيضاً لديّ معرضان متتاليان في مدينة "بانياس"، ثم شاركت في ملتقى الرسم الزيتي "جرح وطن" في المتحف الوطني في "اللاذقية"، تلته عدة مشاركات في المدينة ذاتها، في صالة الفنون التشكيلية، ومعرض "جبران" السنوي، وهدفي حالياً إيجاد بصمة معينة للوحاتي من خلال طابع معين، وإنشاء مشروع فني لا يزال قيد الدراسة الآن».

فردوس نعمان

الفنانة "فردوس نعمان" قالت عنها: «لا يمكن أن تراها إلا وترى الشمس تطل من ملامح وجهها. أما لوحاتها، فتشبهها إلى حدّ بعيد، تجمع بين لطف شعاع الشمس وقوة الحضور في اللون والموضوع، "شروق" وجه ناعم وشخصية حساسة، ولمسة ريشة لطيفة تخفي قوة كبيرة وثقة، وهذا التناقض أجمل صفات المرأة، وربما لا يوجد فنان لا يتميز بهذه الحساسية المرهفة تجاه تفاصيل الحياة ومواقفها، كما أنها فنانة ترمم نفسها بنفسها، وتستمر كطائر الفينيق، دائمة السعي إلى الهدف والاكتمال، وهي الصديقة الصدوقة القريبة، ولها مستقبل في مجال الفن والإبداع، لما تملكه من فكر وإحساس وإرادة وتصميم وثقة بالنفس، وقد كان لها تميّز لافت في رسم البورتريه خاصة بالفحم، وقد تمكنت من إتقان الأبعاد والتعابير ودرجة الشبه، وتميزت بسرعة الأداء، وبما أنها مهندسة، فليس غريباً حضور لمسة المهندسة الذكية في لوحاتها في الزوايا وتوزيع الكتل والدقة».

يذكر، أن الفنانة التشكيلية "شروق سلوم" من مواليد "طرطوس" عام 1989، حاصلة على إجازة في الهندسة المدنية من جامعة "تشرين".