هي المربية والشاعرة التي جسّدت قيمها ومبادئها الإنسانية بأعمالها العديدة مع الصغير والكبير، فكانت رمزاً للحب والعطاء بمختلف جوانب حياتها، لتستحق لقب "سفيرة السلام" بجدارة.

مدونة وطن "eSyria" التقت الدكتورة "زهية بيطار" بتاريخ 3 شباط 2019، متحدثة عن بداية حياتها قائلة: «ولدت ونشأت في قرية صغيرة بمساحتها، كبيرة بأهلها الذين اجتمعوا على حب الله والوطن، فهي مثال الوحدة الوطنية التي تجلت بأبهى صورة، أكملت مرحلة التعليم الابتدائي فيها، ثم انتقلت إلى مدرسة "السودا" لأكمل مرحلتي الإعدادية والثانوية، ثم انتسبت إلى معهد إعداد المدرّسين في "طرطوس" وتخرّجت فيه كمدرّسة، تنقلت بين عدة مدارس وكانت ممارستي لمهنتي في التعليم التي أحب أجمل شيء، لقد كانت مصدر سعادة لي؛ لأن التعامل مع الأطفال هو الشعور الأجمل؛ لكونهم الهرم الذي يرتفع من خلال ذاك البناء الذي يتحلى بالمهنية العالية والضمير الحي. أكثر السنوات التي قضيتها في التعليم كانت بين مدرستي "دوير طه" ومدرسة "حطين" في "طرطوس"، ومنذ مراحلي التعليمية الأولى تعلقت بالأدب والشعر، وكنت أقرأ كل ما تقع عليه عيني من كتب لـ"جبران خليل جبران" الذي تأثرت به كثيراً، بدأت الكتابة من خلال مواضيع التعبير التي كان يثني عليها مدرّسو اللغة العربية، ثم كتبت الخواطر التي كان يصححها ويرشدني إلى الكتابة وأصولها الأستاذ "جورج الأعمى"، وهو الشاعر القدير الذي أتقدم إليه بالشكر والعرفان لاهتمامه ورعايته، كنت أكتب وأحتفظ بكتاباتي لنفسي، ثم بدأت النشر على صفحات التواصل الاجتماعي، وكانت منشوراتي تلقى الإعجاب والتشجيع».

الدكتورة الشاعرة "زهية" من أطيب وأروع الأشخاص الذين قابلتهم في حياتي، محبوبة من قبل جميع الأشخاص، لديها أسلوب لطيف ومهذب بالتعامل مع الآخرين والوصول إلى عقولهم قبل قلوبهم، هي القلب الحنون واليد الخيرة المعطاءة، أتمنى لها كل الصحة والتوفيق والنجاح في حياتها

وتابعت الدكتورة "زهية" حديثها عن بداية أعمالها قائلة: «كتابي الأول "عندما تبكي القوافي" كانت معظم القصائد فيه من وحي المعاناة والأزمة التي كانت جرحاً في قلب كل مواطن سوري شريف، وقد خصصت ريع هذا الكتاب لعائلات الشهداء والجرحى والأعمال الخيرية، حيث قمت بزيارة المستشفى العسكري وحواجز الجيش وبعض أسر الشهداء وتقديم ما تجود به نفسي، كما قمت بتوزيع وجبات الطعام لبعض مواقع الجيش تقديراً لأعمالهم وتضحياتهم التي لا تقدّر بثمن، ثم كانت مجموعتي الثانية "دموع الياسمين"، وهناك مجموعة أخرى قيد الطباعة».

شهادة السلام

وعن الجوائز والشهادات التي حصدتها الدكتورة "زهية"، أضافت قائلة: «حصلتُ على أكثر من مئتي شهادة في مجال الشعر والأدب من منتديات عربية وعالمية، كما حصلت على شهادة دكتوراه فخرية من الجامعة "البريطانية العربية"، إضافة إلى شهادة دكتوراه فخرية من "اتحاد منظمات الشرق الأوسط" للحقوق والحريات، وعُيّنتُ سفيرة للنوايا الحسنة من "اتحاد منظمات الشرق الأوسط" للحقوق والحريات، كما عيّنت سفيرة السفراء العرب، وقمت بتكريم العديد من الشخصيات الاجتماعية التي تركت أثرها في المجتمع، وأيضاً بمبادرة خيرة من صاحب الأيادي البيضاء عضو مجلس الشعب السوري الأستاذ "خضر حسين السعدي" قمت بتوزيع الألبسة المدرسية على الطلاب في بعض مدارس في المحافظة، كان حلمي دائماً القيام بعمل يجسد واقع قريتي "دوير طه"؛ رمز الوحدة الوطنية؛ لذا قمت بتمويل من المغترب "سليمان يعقوب" ابن "دوير طه" البار بإقامة نصب تذكاري على مدخل القرية، حصلت على شهادة أفضل شخصية فاعلة لعام 2018 موقعة من أكثر من ثلاثين جمعية ومنظمة عالمية، كذلك حصلت على أفضل مئة شخصية لعام 2018 من "اتحاد منظمات الشرق الأوسط" للحقوق والحريات.

أن أكون سفيرة للنوايا الحسنة، فهذا ليس عملاً يحصل عليه الشخص ويعدّه مهمة أو وظيفة أو لقباً، لكنه شعور إنساني يتجسد عملاً ومواقف رائدة والنيات الحسنة تتجلى في كل مناحي الحياة، فكيف إذا كانت في مجال التعليم والتعامل مع الأطفال. فأنا بطبعي أحب مهنتي وأعكس هذا في تعاملي مع طلابي بلطف ورقة ولين وبكل محبة، هي مهنة الضمير، وهنا يكون شعاري وهدفي».

في عوالمها الخاصة

ابنة "دوير طه" "ماري يعقوب" حدثتنا عن معرفتها بالدكتورة "زهية بيطار" قائلة: «الدكتورة الشاعرة "زهية" من أطيب وأروع الأشخاص الذين قابلتهم في حياتي، محبوبة من قبل جميع الأشخاص، لديها أسلوب لطيف ومهذب بالتعامل مع الآخرين والوصول إلى عقولهم قبل قلوبهم، هي القلب الحنون واليد الخيرة المعطاءة، أتمنى لها كل الصحة والتوفيق والنجاح في حياتها».

المربية "تغريد أسعد" حدثتنا عن معرفتها بزميلتها الشاعرة "زهية بيطار" قائلة: «إنها شاعرة كبيرة إنسانية وراقية، محبة لعملها جداً ونظامية به أكثر، لا تدع أحداً يشتكي منها بل إنها راقية في تعاملها مع الجميع، بالإضافة إلى أنها لطيفة جداً في تعاملها مع التلاميذ، فعلاً إنها الأم المعطاءة للجميع فأعمالها الإنسانية تتكلم عنها، كونها السباقة في مساعدة المحتاج أينما وجد، تعاملها اللطيف مع الجميع جعلها الإنسانية المميزة المحبوبة، أتمنى لها الاستمرار والنجاح».

الوسام الملكي

يذكر أن "زهية بيطار" من مواليد قرية "دوير طه".