تمكّن "محمود جاموس" من صيانة المسارات المقطوعة في الهواتف النقالة، متجاوزاً حالات تعد مستعصية على خبراء الصيانات في "طرطوس"، بالاعتماد على تعلمه الذاتي عبر الانترنت، كما يحاول باستمرار تدريب الشباب الباحثين عن فرصة عمل، ليتمكنوا من مهنة صيانة الهواتف باحتراف.

‎مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 27 شباط 2019، طالب كلية الهندسة التقنية "محمود رضوان جاموس"، ليحدثنا عن بداياته في مجال صيانة الأعطال المستعصية، وهنا قال: «بدأت في وقت مبكر تطوير جهاز الحاسوب، ومحاولة كشف أي عطل فيه وإصلاحه، وبالتجريب بدأت صيانة أي عطل يحدث لجهازي الخاص، كما عملت على تطوير مهاراتي بالعمل المستمر والاطلاع على مستجدات العمل عالمياً، عبر أصدقاء افتراضيين، وفي ذات المرحلة بدأت تطوير البرمجيات الخاصة بأنظمة التشغيل الحاسوبية، وأذكر أن عمري كان حينئذٍ خمسة عشر عاماً.

لم أبخل بمعرفتي على أحد، وحاولت من خلالها تحفيز الشباب على التعلم وخلق فرص عمل لهم في هذا المجال، وقمت بالعديد من الدورات التدريبية المجانية، وحالياً أقوم بدورات تدريبية في "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" على مستويات عالية جداً، وبمحتوى أكثر اختصاصية ومواضيع تطرح للمرة الأولى في "طرطوس"

هنا بدأت تنظيم وقتي بين الدراسة في فصل الشتاء والعمل بالبرمجيات في فصل الصيف، لتأمين دخل خاص بي يسهل علي المتابعة في هذا الاختصاص، وتعمقت في مجال برمجيات "الويندوز"، وعملت على تطويرها وتلافي المشكلات الكثيرة فيه».

خلال دورة تدريبية

ويتابع: «دعم الأهل لي في البداية كان شبه معدوم، لكن بعد إدراكهم نتائج ما أقوم به أصبح دعمهم غير محدود، وبدأت الدخول في سوق العمل وصيانة أجهزة الحاسوب والهواتف النقالة، بعد أن كوّنت ثقة خاصة بيني وبين نفسي، مبنية على القدرات التي طورتها في هذا المجال على الرغم من صغر سنّي، وهذا كان أساساً لإثبات مهاراتي في أعمال صيانة خاصة لمراكز صيانة متعددة في المدينة؛ وهو ما أدى إلى عمليات بحث عني لطلب إصلاح الأعطال المستعصية أمام المخضرمين في هذا المجال».

وعن أبرز أعمال الصيانة التي قام بها بعد أن عجز عنها المختصون في المحافظة، قال: «قمت بتصميم برنامج معقد لإدارة مدرسة‎ "حسن الكردي الصناعية" بعد أن توقف في نقطة معينة عدة مهندسين اختصاصيين لم يستطيعوا المتابعة أو تجاوز المشكلات التشعبية فيه. أما في مجال صيانة الهواتف النقالة، فقمت بصيانة معالجي هاتفي "السامسونج، والآيفون"، اللذين لم يتمكن أحد من صيانتهما سابقاً، حيث يعمد خبراء الصيانة فيهما إلى تبديل (البورد) بالكامل فور ظهور العطل، وهذا احتاج إلى تعامل خاص معه بدرجات حرارة مدروسة».

محمود جاموس

وعن حالة تميز قام بها في مجال الصيانة، قال: «لإيجاد حالة تميز لعملي ابتعدت عن صيانة "السامسونج" لكون صيانته أصبحت شعبية ويمكن لأي خبير القيام بها، واختصيت بصيانة "الآيفون" فقط، واكتسبت الخبرة فيه من خلال اللغة الإنكليزية الجيدة، والتعرف إلى خبراء الصيانة الصينيين والتايوانيين في أضخم الشركات العالمية، عبر صفحات التواصل الاجتماعية، حيث أسسنا مجموعات افتراضية نطرح فيها المشكلات ونقترح الحلول على مستوى العالم، وهذا انعكس إيجاباً وخلق فرصة عمل لي في الخارج ضمن شركات الصيانة العالمية، لكنني لم أقبل السفر بهدف متابعة دراستي في جامعة "طرطوس".

‎ومن الأعطال المستعصية التي قمت بها أيضاً، إصلاح قطع المسارات في (البورد)، حتى إن اكتشاف هذا العطل ليس سهلاً، ولا يمكن لأي خبير صيانة القيام بها، إلا إن كان من خبراء شركة "آبل" الأم أو المحترفين».

ويضيف: «لم أبخل بمعرفتي على أحد، وحاولت من خلالها تحفيز الشباب على التعلم وخلق فرص عمل لهم في هذا المجال، وقمت بالعديد من الدورات التدريبية المجانية، وحالياً أقوم بدورات تدريبية في "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" على مستويات عالية جداً، وبمحتوى أكثر اختصاصية ومواضيع تطرح للمرة الأولى في "طرطوس"».

"علي نجلة" الذي تلقى دورة تدريبية في صيانة الهاتف النقال بتحفيز من "محمود"، قال: «بعد تسريحي من خدمة العلم، لم أجد عملاً يقيني الحاجة، فعرض علي "محمود" اتباع دورة صيانة مجانية لديه، علماً أنه لا يقوم بإعطاء الدورات إلا في حالات خاصة جداً، وإن قام بإعطائها، فهي مجانية ولأشخاص محددين جداً، وفعلاً بعد تخرجي في الدورة، بدأت القيام بأعمال صيانة مهمة في الهاتف النقال، وهذا انعكس إيجاباً على وضعي المادي الذي تحسّن كثيراً».

يشار إلى أن "محمود رضوان جاموس" من مواليد حيّ "الرمل الأوسط"، عام 1999.