لم تقف المحامية "غيداء علي" على الحياد مما يجري في بلدها، فعملت بصمت حيناً، وفي أكثر الأحيان رفعت صوتها عالياً في المحافل الدولية لنصرة قضايا بلدها، والدفاع عنه في كل مكان. ونذرت خبرتها كحقوقية لمحاربة قضايا الفساد.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع المحامية "غيداء علي" بتاريخ 12 نيسان 2018، فبدأت حديثها قائلة: «أمضيت سنوات طفولتي بين "دمشق" مسقط رأسي، وقريتي "بيت المرج" في ريف "صافيتا"؛ اختلاف الثقافة بين البيئتين كوَّن لدي وعياً فكرياً وثقافياً ونضجاً معرفياً كوّن فيما بعد شخصيتي، لكن الدور الأكبر كان لوالدي، حيث كان يملك فكراً نيراً ذا ثقافة واسعة؛ استطاع ترك بصمة ضمن مجتمعه، وغرس لدي حب العطاء، والقدرة على فهم وتحليل الأحداث من حولي. أما والدتي تلك المربية الفاضلة، فيعود الفضل لها بتكوين مخزوني الثقافي؛ بتشجيعها لي على المطالعة وتأمين الكتب والروايات، وقبل نهاية المرحلة الإعدادية كنت قد اطلعت على ثقافات معظم الدول بدءاً من الأدب الروسي إلى اللاتيني، إضافة إلى الأدب العربي. وبعد نيلي الشهادة الثانوية، وبناء على رغبة والدي اتجهت لدراسة الحقوق مع أنني كنت أميل إلى دراسة الصحافة، وخلال دراستي الجامعية انخرطت ضمن عدد من النشاطات الطلابية، كما شاركت بالكثير من الفعاليات التطوعية».

"غيداء علي" الأم المثالية، والمحامية الناجحة، والصديقة الوفية، مثال للمرأة السورية التي يحتذى بها، وترفع لها القبعة. عشقت وطنها وربطت القول بالفعل، قدمت كل ما هو غالٍ في سبيل كرامة ونصرة قضيته. كانت ومازالت السباقة في أي نشاط تطوعي، كالمشاركة في زيارة الجرحى ومواكب تشييع الشهداء والوقوف عند طلبات ذويهم، وتقديم المساعدة للنازحين إلى محافظة "طرطوس"، كل ذلك لم يبعدها عن متابعة العمل مجاناً في مراكز معالجة الجرحى، إضافة إلى حرصها على الوجود في معظم المناسبات الاجتماعية والعائلية

وعن عملها بمجال التطوع تضيف قائلة: «لم تكن فكرة التطوع وليدة اللحظة، لكنها ثقافة نشأت عليها ومارستها في أكثر من مكان، لكن خلال الحرب على "سورية" كان الأمر مغايراً، فالهجمة شرسة، والخسائر كبيرة ولَّدت الكثير من الدمار والمآسي على كافة الصعد خاصة الإنسانية منها، فكان لا بد من تضافر الجهود لمواجهتها، فكلنا أبناء الوطن ومطالبون بالدفاع عنه كل من موقعه، وهنا اتخذت قرار -وبرأيي كان صائباً- بترك عملي في المحاماة وتفرغت للعمل التطوعي في عدة مجالات، منها السياسي، والوطني، والعسكري، والإنساني، فعلى الصعيد الإنساني، عام 2011 بدأت مبادرة فردية بالتعاون مع بعض المتطوعين بزيارة الجرحى وذوي الشهداء لبلسمة جراحهم والوقوف عند حاجاتهم، وقد نجحنا في كثير من الأماكن. بعدها قمنا بتأسيس مركز مجاني لمعالجة الجرحى، وقدمنا من خلاله الكثير من الخدمات الطبية، والمعالجة الفيزيائية لجرحى الجيش معظمها تكللت بالشفاء، وبعد زيارة واطلاع السيدة الأولى "أسماء الأسد" على الخدمة المقدمة وحجم الجهد المبذول، وبدعم وتشجيع منها تمكنا من فتح مركز آخر في منطقة "القدموس"، كما شاركت بحملة فك الحصار عن مدينتي "حمص" و"الزارة"، وإدخال 200 شاحنة محملة بالغذاء والدواء إليها. ومع توسع رقعة الحرب أصبح عدد الوافدين إلى محافظة "طرطوس" يفوق الإمكانات، وبالتوازي مع العمل في المركز قمنا بتقديم الدعم المادي والنفسي للنازحين من خلال زياراتنا المتكررة لهم والوقوف عند حاجاتهم والاحتفال معهم بمناسباتهم الاجتماعية والدينية، وتعليمهم عدة مهن وأعمال تدمجهم مع المجتمع، وتضمن لهم دخلاً مادياً مقبولاً.

مع السيدة الأولى أسماء الأسد

بالإضافة إلى العديد من الأعمال التطوعية المجتمعية والإنسانية التي تخدم أبناء بلدي».

بدوره المحامي "باسل كتوب" زميل مهنة وشريك في التطوع، يقول: «"غيداء علي" الأم المثالية، والمحامية الناجحة، والصديقة الوفية، مثال للمرأة السورية التي يحتذى بها، وترفع لها القبعة. عشقت وطنها وربطت القول بالفعل، قدمت كل ما هو غالٍ في سبيل كرامة ونصرة قضيته.

مع رجال الجيش

كانت ومازالت السباقة في أي نشاط تطوعي، كالمشاركة في زيارة الجرحى ومواكب تشييع الشهداء والوقوف عند طلبات ذويهم، وتقديم المساعدة للنازحين إلى محافظة "طرطوس"، كل ذلك لم يبعدها عن متابعة العمل مجاناً في مراكز معالجة الجرحى، إضافة إلى حرصها على الوجود في معظم المناسبات الاجتماعية والعائلية».

يذكر، أن المحامية "غيداء علي" من مواليد "طرطوس" عام 1972، متطوعة دائمة في مكتب الاستشارات القانونية التابع للهلال الأحمر في "طرطوس"، وحاصلة على تكريم من قبل السفارة السورية في "السعودية"، إضافة إلى تكريم من السيدة الأولى "أسماء الأسد" لمشاركاتها وفعاليتها في الأعمال التطوعية ونصرة قضايا بلدها. تملك موهبة في الكتابة والرسم، ولديها عدد من المعارض في المركز الثقافي بـ"طرطوس".

المحامي باسل كتوب