امتزجت موهبة الطّفولة مع جينات الفن التي تسري في عروقه، لترسم لوحاته وريشته أحلام والده، وتحقّق طموحاته ويعبُر من خلالها إلى عالمه الخاص، ويتوه في تفاصيل ألوانه ويرسم حياته الخاصّة.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 أيار 2019، التقت الفنان التشكيلي "شوكت أحمد عاصي" ليحدثنا عن مسيرته الفنيّة، فقال: «منذ الطّفولة أحببت الرسم وولدت في بيئة تهتم بالفن، وكان هناك دعم من عائلتي وخاصة والدي الفنّان الرّاحل "أحمد عاصي" رسام واقعي؛ أخذت منه ميولي إلى الرسم الواقعي، فشجعني منذ الطّفولة وزرع في داخلي حبّ الرّسم، كما دعمني علميّاً وثقافياً وفنّياً، كتعليمي أساسيّات الرّسم الواقعي ورسم البورتريه، ونلت إعجاب أساتذتي في المدرسة بمرحلتي التّعليم الأساسي والثّانوي، ودخلت بعد التّحصيل العلمي الثانوي معهد الفنّ التشكيلي التّطبيقي، وكنت من رواده بالرسم، وتميّزت بين زملائي منذ السّنة الأولى، وشاركت في تلك المرحلة في العديد من المعارض، منها المدرسية ومعارض التّربية والاتّحاد الوطني لطلبة سورية، وفي عام 2015 وبالتعاون مع اتّحاد الطلبة فرع "طرطوس"، وبعد القرار الرّئاسي بإقامة جامعة "طرطوس"، وتعبيراً عن شكر طلبة هذه المحافظة لهذا المرسوم؛ قمت برسم خريطة "سورية" في ساحة كلية الآداب وتجسيدها بأجسام زملائنا الطّلبة، فدخلت هذه اللّوحة البشريّة موسوعة "غينيس" للأرقام القياسيّة؛ لكونها أكبر خريطة مرسومة بأجسادٍ بشريّة».

الفنان "شوكت" شاب طموح مبدع، وصديق مقرب ومميز وقديم جمعتني معه معارض وأعمال كثيرة. الفنان "شوكت" مميز بحق، فهو يملك موهبة رائعة تتجلى في رسوماته بوضوح، وهو ابن فنان تشكيلي أيضاً؛ الشيء الذي أضاف إليه الخبرة، وأصبحت لديه متوارثة، وهو يتميز بطقوس معينة ينفرد بها عند الرسم، حيث يبقى وحيداً لساعات طويلة في المرسم يعتزل المحيط ويندمج باللوحات لتبرز شخصيته جليّةً في الرسومات

وعن تحصيله العلمي ودراسته الأكاديمية وأي مدرسة رسم تستهوي الفنان "شوكت عاصي"، أخبرنا قائلاً: «درست في معهد الفنون التشكيلي التطبيقي وتخرجت فيه بتقدير ممتاز، والآن أتابع دراستي في كلية الاقتصاد، قسم إدارة الأعمال.

لوحة التشكيل البشري

أما عن مدارس الرسم، فقد رسمت سابقاً لعدة مدارس، لعلّ أبرزها الكلاسيكية والتّعبيرية والانطباعية، وقد جسّدت عدّة لوحات على نمط الفنان العالمي "كلود مونيه" رائد المدرسة الانطباعية، إلاّ أن اختصاصي وشغفي هو الواقعية، وقد حفزني هذا الاختصاص على رسم البورتريه والمناظر الطبيعية، وبطبيعة الحال أحب الرسم بالألوان الزّيتية والفحم، كما أرسم بالألوان المائيّة والباستيل، وأحب رسم الشّخصيات على اختلافها؛ عالميّة أو سياسيّة أو فنانون، ولعلّ التفضيل يكون لرسم بورتريه سريع على شكل "سكيتشات" سريعة للفنانين».

أما عن أعماله الفنية والمعارض التي أقامها، فقال: «أقمت العديد من المعارض

من لوحاته

في جامعة "طرطوس" ومعهد الفن التشكيلي، كما أقمت عدة معارض في المركز الثقافي بـ"طرطوس"، وجسدت معاناة المرأة السوريّة بوجه خاص في أغلب الرسومات، وأقمتُ عدّة معارض بالتعاون مع جهات نقابيّة، منها: معرض "شبيبة الثّورة"، ومعرض نقابة المعلّمين واتحاد الطلبة، وهناك عدة مشاريع في المستقبل القريب أبرزها معرض في المركز الثقافي، وهناك معرض في الهواء الطّلق على كورنيش "طرطوس" البحري في تموز القادم، وهناك عمل جماعي بالاشتراك مع عدة فنانين تشكيليين لإقامة بانوراما ضخمة سنجسّد فيها الأحداث السوريّة الأخيرة التي عصفت في هذا الوطن الغالي، وبلغ عدد المعارض التي شاركت فيها 16 معرضاً فردياً و62 معرضاً مشتركاً».

وأضاف الفنان "شوكت عاصي": «الفن بدأ منذ وجود الحياة، وأكبر دليل نعيش فيه هذا الكوكب المتكامل، الذّي يوحي لك بكل أشكال الفنّ الحقيقي، وأنا كأيّ شاب لدي من الطموح ما يكفي، فقد رسمت في مخيلتي منذ الصّغر طريقاً أريد العبور إليه لأوصل رسالتي الفنّية وأحقق طموح والدي الرّاحل، وبطبيعة الحال كلنا سنرحل في نهاية المطاف، وعلى كل شخص أن يترك من الأثر الطيب خلفه، ولعلّي أجد في لوحاتي الأثر الصحيح لحياةٍ ستزول لتبقى هذه الرسومات خالدة، وهذا الفن مستمر من دون توقف، ونحن كفنانين نرسم لنعبر عن مشاعرنا ومشاعر النّاس من معاناةٍ وفرح ونجسدها في هذه الرسومات الواقعية، ولعل أهم أمنياتي المستقبلية أن أصل بهذه الفن إلى العالميّة وأمثّل بلدي "سورية" في المحافل والمعارض الدّولية، فـ"سورية" تستحق من أبنائها أن يحافظوا على تاريخها العريق ويطوروا من إمكاناتهم ليرتقوا بوطنهم عالياً».

خليل بلال

الفنان التشكيلي "منار سليمان" زميل "شوكت عاصي" في العمل الفني وشريكه في العديد من المعارض، قال عنه: «الفنان "شوكت" شاب طموح مبدع، وصديق مقرب ومميز وقديم جمعتني معه معارض وأعمال كثيرة.

الفنان "شوكت" مميز بحق، فهو يملك موهبة رائعة تتجلى في رسوماته بوضوح، وهو ابن فنان تشكيلي أيضاً؛ الشيء الذي أضاف إليه الخبرة، وأصبحت لديه متوارثة، وهو يتميز بطقوس معينة ينفرد بها عند الرسم، حيث يبقى وحيداً لساعات طويلة في المرسم يعتزل المحيط ويندمج باللوحات لتبرز شخصيته جليّةً في الرسومات».

"خليل علي بلال" صديق الفنان "شوكت عاصي"، قال: «التقيت الفنان "شوكت" في أحد المعارض المقامة في مركز "طرطوس" الثقافي، ومنذ ذلك الحين كبرت علاقتنا وتطورت، هو إنسان هادئ محب ومتفانٍ في العمل، وشاب طموح لا يعرف الكلل أو التذمر، يعمل بجدّ، وهو فنان محبوب واثق، ولديه من الموهبة ما يعطيه دافعاً للتطور نحو الأفضل، نظرته الفنية ثاقبة تُلاحظ في رسوماته، فهو يمثل الواقع في لوحاته بكل تفاصيله، ويختار ألوانه بكل دقة، وطريقته بالتلوين تعطي الرسومات طابعاً واقعياً بحتاً».

يذكر، أن "شوكت عاصي" من مواليد "طرطوس"، عام 1992.