لم تكن مهنة الحلاقة الرجالية مجرد وسيلة للعيش وكسب الربح فقط، إنما موهبة اجتهد على تطويرها بالوسائل المتنوعة، حتى أصبحت لمساته غنيةً بالفن والإبداع الذي يجذب الزبائن من شرائح المجتمع المختلفة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 22 أيار 2019، الحلاق "محمود نصر" ليحدثنا عن تجربته في هذه المهنة، وإبداعه بالرسم في الشَعر، حيث قال: «دخلت مجال الحلاقة الرجالية منذ الصغر، حين كنت في الصف الثامن، وقد اكتشفت امتلاكي هذه الموهبة بعد مدة بسيطة من البدء بممارسة المهنة باحتراف، وبدأت رسم خطوط على الرأس كدُرَجة غزت مهنة الحلاقة، ويوماً بعد يوم اكتشفت أنني بحاجة إلى رسم أشياء أكبر من كونها خطوطاً بسيطةً على الرأس، فأخذت أرسم أشكالاً صغيرةً مع بعض التظليل الخفيف».

دخلت مجال الحلاقة الرجالية منذ الصغر، حين كنت في الصف الثامن، وقد اكتشفت امتلاكي هذه الموهبة بعد مدة بسيطة من البدء بممارسة المهنة باحتراف، وبدأت رسم خطوط على الرأس كدُرَجة غزت مهنة الحلاقة، ويوماً بعد يوم اكتشفت أنني بحاجة إلى رسم أشياء أكبر من كونها خطوطاً بسيطةً على الرأس، فأخذت أرسم أشكالاً صغيرةً مع بعض التظليل الخفيف

ويتابع: «كحلاقين لدينا دائماً بعض القلق من خوف الأطفال وبكائهم عند جلوسهم على كرسي الحلاقة، لذلك حاولت إيجاد فكرة أو طريقة لطيفة لإغراء الأطفال مستخدماً عدة وسائل، ربما تزيل حاجز القلق والخوف من نفوسهم، وتجعلهم أكثر اطمئناناً، ومن هذه الطرائق وعد الطفل بأنني سأرسم له من الشخصيات الكرتونية التي يشاهدها عبر التلفاز أو بعض الأشكال المحببة له، وهذا سيخلق لديه دافعاً للجلوس من دون خوف لرؤية ما سيرسم بالشعر على رأسه، وبالفعل نجحت في تجربتي هذه. أما تجربتي مع الفئات الشابة الأكبر سناً، فقد كانت حذرةً جداً في البداية، فالشباب دائماً يلاحقون كل دُرَجة جديدة، خاصة تلك التي يشاهدونها في تسريحات الفنانين العالميين، فيأتون لطلب ذلك مني؛ الأمر الذي دفعني إلى تطوير أفكاري ومهاراتي لتلبية طلبات الزبائن».

قصات للأطفال

ويضيف: «بالنسبة للمجتمع، فهو دائماً منقسم في أي تجربة أو موضة جديدة، حيث تختلف الآراء بين مؤيد ومحب للفكرة، وبين رافض وغير متقبل لها، لكنني بتجربتي هذه المصحوبة بالكثير من الصبر والإصرار، استطعت أن أكسب ثقة الكثيرين من الشباب الراغبين بمواكبة كل ما هو جديد في عالم الحلاقة، واستطعت أن أتقن مختلف الرسومات وأحجامها، ومن ناحية أخرى أتدرب تدريباً متواصلاً على المزيد من الأشكال والرسوم الحديثة التي قد يطلبها أي زبون، فالتدريب هو العامل الأساسي في هذه المهنة، للتمكن من الوصول إلى الأفضل، والسعي بجهد كبير إلى التدريب الأكثر حرفية، من خلال خوض التجارب الصعبة بفن الرسم على الرأس».

ويختم بالقول: «أستلهم أفكاري من الزبائن، فرغباتهم هي هاجسي الأول، أيضاً لمخيلتي دورها الكبير، فقد اعتاد الزبائن لمساتي الإضافية، التي لطالما نالت رضاهم وإعجابهم، فالأهداف كثيرة من عملي هذا، وأولها تحويل العمل من مكسب للعيش، إلى فن وحرفة وموهبة ذات مقام عال كباقي مواهب وابتكارات أبناء جيلنا المبدعين، ورسالة لشبابنا أن علينا أن نحب عملنا مهما كان، وننهض بأفكارنا المبدعة والبناءة، وأي مهنة عندما نحبها سنبدع بها، وستتحول من تجارة إلى فن حقيقي».

مع الشباب

عنه يقول صديقه وأحد زبائنه "علي سعيد": «للحلاق "محمود" علاقة طيبة مع زبائنه وأنا أحدهم، ولطالما حاول دائماً جذب الأطفال الصغار وترغيبهم بالجلوس على كرسي الحلاقة بكل اطمئنان من دون أي خوف، وقد استطاع الوصول إلى غايته هذه من خلال طرائق ابتكرها وطورها بنفسه، حتى أصبحت الحلاقة عنده مطلب كل طفل، لكن إبداعه لم يتوقف هنا، بل أصبح مصدر ثقة لدى شريحة الشباب، ومن يرغب بأي تسريحة أو رسوم معينة يطلبها منه، موهبة تطورت تدريجياً من خلال متابعة فديوهات ودروس خاصة عن طريق اليوتيوب، أسهمت في زيادة مهارته وخبرته، وجعلته يخرج عن الروتين والمألوف، ويقدم عملاً أكثر إبداعاً وابتكاراً».

يذكر، أن الحلاق "محمود عادل نصر" من مواليد "طرطوس" منطقة "الصفصافة"، عام 1989.