تعدُّ نواةً لسياحةٍ مستدامةٍ لو توافرت الخدمات الطرقية والتمويل، شهدت عدةَ موجاتِ نزوح وعودة، وأسسها ثلاثة أقارب ضمن وادي "بيت المليح"، الذي منحها مناخاً معتدلاً وأسس لاستقرار العمل الزراعي فيها.

مدونةُ وطن "eSyria" زارت بتاريخ 10 آب 2019 قرية "حكر بيت رحال" والتقت الموظف المتقاعد "يوسف بركات" الذي قال: «يعدّ موقع القرية منطقةً سياحيةً بامتياز، فيه زراعات متنوعة منها بالدرجة الأولى الحمضيات ثمّ زراعة الزيتون، وفي الدرجة الثالثة اللوزيات بمختلف أصنافها، ويعود سبب هذا التنوع الزراعي لوفرة المياه الجارية فيها على مدار العام، أي لا تحدث أيّ حالة انقطاع لها ما ساهم في خضرة الغطاء النباتي بشكل مستمر، وكانت تسمى سابقاً "نجمة الوادي" نتيجة الخيرات المتوافرة والأرزاق الزراعية المنتجة فيها، يخترقها النهر "الصغير" في المنتصف ويقسمها إلى قسمين، وفي نهايته يلتقي مع نهر "الأبرش" في موقع يسمى "ملتقى النهرين" فيرفده ويغذيه على مدار العام، أما بالنسبة للأهالي فهم نشيطون جداً في أعمالهم الزراعية ومنتجاتهم مميزة على مستوى السوق الزراعي، ولكن نتيجة عدم تكافؤ العمل والجهد المبذول مع المردود المادي بالنسبة لبعض المزارعين بدأ بعضهم بقلع أشجار الحمضيات واستبدالها بأنواع أخرى».

ما جعل القرية نواة لسياحة مستدامة مع وفرة المياه فيها والينابيع دائمة الجريان كـ: "الفحصة"، "الغالولة"، "عين المقيصبة"، "عين الشغر"، ولكنها تحتاج بنى تحتية أهمها الطرق، ومنح القروض بضمانات معقولة متوائمة من الواقع الاقتصادي للسكان

ويضيف عن الطقوس التراثية التي كانت سائدةً في فترة معينة من حياة الأهالي: «كانت مواسمُ الحصاد بالنسبة لنا أعياداً شعبيةً نحتفل بها جميعاً حين انتهائها، وكذلك الأعياد الدينية كعيد "الفطر" وعيد "الأضحى"، حيث يجتمع الناس في ساحة القرية للاحتفال بعد المرور على الجميع في منازلهم ودعوتهم لذلك، أما عمر القرية فحوالي 600 عام وفق الأحاديث المتناقلة بالتواتر، وبعض شواهد القبور وتواريخها المنقوشة يدوياً، وقد مرّت القرية بعدة موجات نزوح نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة والتهجير القسري من قبل الاحتلال العثماني، والعودة إليها من قبل البعض، واغتراب البعض الآخر بنسبة تصل لحوالي 40 % في "أستراليا"، و"أميركا اللاتينية"، و"البرازيل"، مع العلم أنّه لا توجد معلومة دقيقة ومؤكدة عن سبب تسميتها بهذا الاسم، حيث يعود نسب القرية الأساسي وفق الأحاديث المتناقلة إلى "آل بركات"، و"آل درويش"، و"آل مصطفى"، ويوجد بجوار القرية طاحون مائية أثرية ومغارة تسمى مغارة "دندر"، وتعني "النبع الصخري"، وكذلك يوجد فيها منطقة أثرية تسمى "عين المقيصبة"، وفيها قبور يهودية ويونانية وإسلامية وبعضها مجهول الهوية».

يوسف بركات

وعن حدود القرية قال المدرس "وسيم بركات": «يحدُّ القرية من الجهة الشرقية قرية "خربة بسماقة"، ومن الجهة الشمالية قرية "حكر عين الباردة"، ومن الجهة الجنوبية قرية "بشرائيل"، ومن الجهة الغربية قرية "العديدة" التي نتبع لها إدارياً، وفيها بلدية محدثة، تبعد عن مدينة "صافيتا" التي نتبع لها كمركز وسوق تجاري نحو 8500 متر طول على طريق يخترق القرية إلى قرى مجاورة أخرى منها قرية "عين اللبنة"، وقرية "عيناتا"، وقرية "الخريبة"».

ويتابع عن النهضة التعليمية في القرية فيقول: «بدأت النهضة العلمية في القرية عام 1963، بعد عقود من الفقر كان يطلق عليها مرحلة "السراج"، حيث توجّه الجميع إلى التحصيل العلمي في المدارس بعد مرحلة الخطيب "محمد درويش"، وهو ما ساهم بنهضة تعليمية عالية جداً أدت إلى وفرة الكوادر الطبية والهندسية ومختلف الاختصاصات الأخرى، رغم عدم وجود ثانوية تعليمية فيها، وهنا بدأت الوظائف الحكومية تساند العمل الزراعي وتدعمه بالاستمرارية، وخاصة منها الزراعات المنزلية الصغيرة للاكتفاء الذاتي كصناعة هبول التين، وصناعة الزبيب من العنب».

وسيم بركات

في حين أوضح الطالب الجامعي "يوسف درويش" أنّ مناخ القرية معتدل في مختلف فصول السنة نتيجة موقعها في حضن الوادي، ويقول: «ما جعل القرية نواة لسياحة مستدامة مع وفرة المياه فيها والينابيع دائمة الجريان كـ: "الفحصة"، "الغالولة"، "عين المقيصبة"، "عين الشغر"، ولكنها تحتاج بنى تحتية أهمها الطرق، ومنح القروض بضمانات معقولة متوائمة من الواقع الاقتصادي للسكان».

موقع قرية حكر بيت رحال وفق جوجل إرث