يعدُّ موسمُ الفريز في قرية "حبرون" الموسمَ الاقتصادي الذي يعتمد عليه الأهالي في معيشتهم اليومية، ويعدُّ هذا المنتج السلّة الغذائية الأساسية للمحافظة، بما يقدر بـ 3000 طن موسمياً، فهو فرصة العمل الأساسية التي أتقنها السكان، وتميزوا بفنونها الزراعية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" زارت القرية بتاريخ 6 تشرين الأول 2019 للتعرف على طرقٍ زراعة وإنتاج الفريز، والتقت المختار "محمد ديب" أحد مزارعي الفريز، حيث قال: «تعتمد القرية في معيشتها الاقتصادية وحياتها اليومية على زراعة الفريز، فهو الموسم الزراعي الأساسي فيها، حيث تتمُّ زراعته على مساحاتٍ واسعةٍ ضمنَ البيوت المحمية الخاصة به، وقد لعب الدور الأساسي في هذه الزراعة طبيعة المناخ المناسبة جداً لنمو الثمار، وكذلك طبيعة التربة، علماً أنّه يحدث صقيع في بعض الأحيان، وتتشكل الطبقة الملحية أو المعروفة زراعياً بـ(الملاح) نتيجة لذلك.

في أنجح المواسم يقدر الإنتاج بنحو 3000 طن، تتم من خلال السوق المحلية في المحافظة ومختلف المحافظات الأخرى وبعض دول الجوار مثل "لبنان" و"العراق"، وذلك من خلال تجار سوق "الهال"، وفي حال لم يسوق كامل المحصول إلى خارج البلاد يكون الفائض أمر واقع، وهنا وتتم صناعة المربيات منه في الورش المنزلية والمعامل المتوسطة في المحافظة وبعضه يسوق على هذا الأساس إلى محافظات أخرى

ويعدّ نبات الفريز من أنواع نبات الديس المعروف بضعف تأثره بالبرودة أو الصقيع، ورغم هذا فالاحتياطات الزراعية متوافرة لحماية الموسم وضمان عدم تأثره، حيث يزرع على مدار السنة، فالموسم الإنتاجي ينتهي في الشهر السابع مثلاً، وتجهّز الأراضي بين شهري آب وأيلول، ويبدأ الإنتاج في شهر تشرين الأول، ويستمر عدة أشهر».

محمد ديب

ويتابع في توضيح أساليب زراعة الفريز، وتميّز الأهالي بطرق التعامل معها: «تنتج نباتات الفريز خلال مراحل نموها أفرعاً هي عبارة عن شتول جديدة، وتسمى زراعياً بـ(البنت) أي مولودة الشتلة الأم، وتوضع أو تمرر هذه الأفرع في أوعية بلاستيكية صغيرة خاصة بها دون فصلها عن الأم، وترطب بالماء بشكل مستمر ريثما تنمو جذورها الجديدة، وتقوى وتصبح جاهزة لتعيش بمفردها، وهنا تفصل عن الشتلة الأم وتزرع من جديد في التربة دون أوعيتها البلاستيكية، وذلك ضمن النفق المحمي (بيت بلاستيكي خاص بهذا النبات)، الذي يتألف من ثمانية خطوط زراعة، بطول أفقي نحو أربعين متراً، وعرض تسعة أمتار.

تزرع الخطوط الزراعية مع مراعاة المسافات التي يجب أن تنمو فيها الشتول لتنتج الثمار على سطح التربة المنبسطة السهلة التعامل، حيث يبدأ إنتاج الفريز من شهر تشرين الثاني، ويستمر حتى شهر تموز».

هنكارات الفريز

وعن تاريخ هذه الزراعة أضاف: «في البداية كنا نزرع الفريز خارج البيوت المحمية؛ أو ما يسمى (الهنكار)، حيث دخلت هذه التقنية أي زراعة الفريز في الهناكر من خلال المزارعين العائدين من "لبنان"؛ الذين أدخلوها إلى حقولهم الزراعية، وكانت النتائج جيدة ومستمرة على مدار العام، ما دفع مزارعي القرية للتحول إلى الزراعة المحمية، وهذا كان في عام 1982، علماً أن حيازاتنا الزراعية جيدة، ولدينا وفرة بالمياه، فالمزروعات تروى بالكامل من الآبار الارتوازية في فصل الشتاء، ومن مياه سد "الحوش" في فصل الصيف».

وعن عمليات العناية والمكافحة يقول "عمار صافي" من أهالي وسكان القرية: «نضع قبل موسم الزراعة الأسمدة الطبيعية أو الكيميائية بحسب المتوافر لدى كل مزارع، وبعد فترة قصيرة تبدأ عمليات المكافحة الحيوية ضد مرض العناكب، الذي يعدّ من أصعب الأمراض التي تواجه هذه الزراعة، والذي قد يتسبب بفشل الموسم الزراعي وعدم الإنتاج لدورة زراعة كاملة.

زراعة الفريز

ومن هذا المنطلق تتمُّ العناية بالموسم الزراعي بشكل يومي، لأنّ أي تأخير ستكون له نتائجه السلبية، ولكن بالمقابل نجاح الموسم يعني تأمين السلة الغذائية الكاملة للمحافظة من هذه الثمار».

وبالعودة إلى حديث المختار "ديب" عن عمليات التسويق لهذا الإنتاج الضخم من محصول الفريز يقول: «في أنجح المواسم يقدر الإنتاج بنحو 3000 طن، تتم من خلال السوق المحلية في المحافظة ومختلف المحافظات الأخرى وبعض دول الجوار مثل "لبنان" و"العراق"، وذلك من خلال تجار سوق "الهال"، وفي حال لم يسوق كامل المحصول إلى خارج البلاد يكون الفائض أمر واقع، وهنا وتتم صناعة المربيات منه في الورش المنزلية والمعامل المتوسطة في المحافظة وبعضه يسوق على هذا الأساس إلى محافظات أخرى».