ترجم روايات والده المحارب منذ سبعينيات القرن الماضي برسوماتٍ حاكت براءة الأطفال، فرسم الدبابة والمدفع بعيون محاربٍ يزفُّ أنباء النّصر، من هنا كانت ولادة رسامٍ ما زال يبدع حتى هذا اليوم.

مدوّنةُ وطن بتاريخ 8 شباط 2020 التقت الرّسام "يوسف حسن" الّذي تحدث لنا عن انطلاقته الفنّية حيث قال: «لعلّ أحاديث والدي عن حرب "تشرين التحريرية" وبطولاتها أعطت العنان لخيالي وتمكّنت من رسم بعض التفاصيل التي كانت بمثابةِ اكتشافٍ لموهبةٍ رافقتني منذ الطفولة، وكانت هذه البداية انطلاقةً جميلةً لأبدأ بعدها بتبني هذه الموهبة ومحاولةِ تطويرها من خلال المشاركة بالمعارض المدرسيّة، ومن هنا جاء اهتمام المدرسين لأتمكن مع زميلي "محمد طريفي" من تقديم أكثر من معرض في تلك الفترة».

أحب أن أقضي ساعاتٍ طويلة في مرسمي أساعد المبتدئين وأقف إلى جانب المواهب محاولاً صقلها، بالإضافة لمساعدة الطلبة الجامعيين في التّحضير للاختبارات الهندسية، فأشعر بسعادةٍ عارمة عندما أشاهد النجاح يرافق طلبتي في المرسم، وأحب الرّسم بالرصاص والزّيتي، وأرسم على قطع متنوعة عند جمعها تعطي الشّكل المطلوب

وأضاف "حسن": «ومن أبرز المراحل في مسيرتي الفنّية كانت في الثمانينيات حيث كنت متأثراً بالرسام الفلسطيني "ناجي العلي" والرسام "رائد خليل" فرسمت العديد من لوحات الكاريكاتور التي حاكت الانتفاضة الفلسطينية، وشاركت بعدّة لوحاتٍ كاريكاتورية في المعارض المدرسيّة، أمّا مرحلة ما بعد الدراسة الثانوية فشاركت بعدة معارض في مركز "أبو رمانة" وفي صالة "تجلّيات" وكانت لوحة تقليد لـ"الجوكندا" من أبرز الرسومات التي شاركت بها، أمّا أحدث المعارض التي أقمتها كانت في العامين المنصرمين 2018 و2019 في المركز الثقافي في "بانياس" وكان لهذه المعارض وقع كبير في نفسي كونها كانت معارضَ فرديةً استطعتُ من خلالها العودة إلى السّاحةِ الفنّية بعد انقطاعٍ دام لسنواتٍ بدايةِ الحرب في "سورية"».

من لوحات الرسام

وتابع "حسن" حديثه: «قمت برسم عدّة لوحات جدارية في جامعة "الأندلس" الخاصّة تحاكي أيقونات دمشقيّة خالده بطريقة ثلاثيّة الأبعاد، وقد امتهنت هذا النوع من الرّسم في حياتي اليوميّة، ولاقى رواجاً كبيراً واستحساناً عند أغلب النّاس، فهو ذو تكلفةٍ ماديّة متوسطة، كما أنّ الخداع البصري يعطي الكثير من الجماليّة للجدران الصّامتة، فأنا أستخدم الألوان الزيتية والإكرليك في رسم لوحاتٍ ثلاثية الأبعاد على جدران المنازل».

وقال: «أحب أن أقضي ساعاتٍ طويلة في مرسمي أساعد المبتدئين وأقف إلى جانب المواهب محاولاً صقلها، بالإضافة لمساعدة الطلبة الجامعيين في التّحضير للاختبارات الهندسية، فأشعر بسعادةٍ عارمة عندما أشاهد النجاح يرافق طلبتي في المرسم، وأحب الرّسم بالرصاص والزّيتي، وأرسم على قطع متنوعة عند جمعها تعطي الشّكل المطلوب».

أحد الجدران في جامعة الأندلس

وفي حديث مع الرسام التشكيلي "محمد طريفي" تحدّث لمدونة وطن قائلاً: «لقد تمكن "يوسف" من تخطي الكثير من الصعوبات والعراقيل التي مرّ بها واستطاع أن يطوّر موهبته بالجدّ والمثابرة، لقد كنّا سويّةً منذ الطفولة وأرى في عينيه شغف الأطفال حتى هذا اليوم عند جلوسه في المرسم، فهو يملك من الخيال ما يمكّنه من رسم أجمل اللوحات ولعلّ حبّه الكبير لـ"دمشق" جعل من أيقوناتها أساساً له في معظم اللوحات، وأعتقد أن طريقته في الرسم ثلاثي الأبعاد ساعدته كثيراً في إخراج الحس الفني لديه وتجسيده على أرض الواقع».

أمّا "رامز عبود" مشرف قسم البيئة في جامعة "الأندلس" الخاصة فتحدث لـ "مدونة وطن" قائلاً: «"يوسف حسن" صاحب موهبةٍ كبيرة قام بتزيين الغرف المسبقة الصنع في الجامعة بطريقةٍ حضاريّةٍ، من خلال رسماتٍ جدارية ذات أبعادٍ ثلاثيّة ومستخدماً الخداع البصري أيضاً، ويميل "حسن" للعمل في أجواء من الهدوء وهو صبور يعطي لعمله الوقت اللازم له ليخرج في نهاية الأمر بلوحاتٍ متميزة تعبّر عن كميّة الفنّ الذي يحتضنه هذا الشّخص».

رامز عبود

يذكر أنّ الرّسام "يوسف حسن" مواليد محافظة "طرطوس" قرية "الغنصلة" التابعة لمنطقة "بانياس" عام 1971.