قدّم المهندسان "طارق عرسان" و"ياسين البري" حافظةَ تبريدٍ متطوّرة تعتمد على الطاقات المتجددة لتأمين التغذية الكهربائية لبطاريتها المنزلية الصغيرة، وهذه الحافظة ألغت الآلية التقليدية المستخدمة في عملية التبريد وخففت التكاليف المادية وقللت زمن التبريد، وهذ جعل جدواها الاقتصادية كبيرة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت المهندس "طارق عرسان" خريج كلية الهندسة التقنية قسم الطاقات المتجددة، بتاريخ 6 آذار 2020 ليحدثنا عن فكرة حافظة التبريد ويوضح أسباب ونقاط تفرده، حيث قال: «مشروعنا الذي طبق واقعياً بنسخة مصغرة خفيفة الوزن والحمل للرحلات والنزهات الخاصة، هو عبارة عن مجموعة تبريد صغيرة تعمل على البطارية المنزلية الصغيرة التي تعدُّ من أساسيات كل منزل في ظل الظروف الحالية والتقنين الكهربائي، لملائمة سعرها مع قدراتهم الشرائية، وهي بطارية بجهد اثنا عشر فولتاً وسعة سبعة أمبيرات، وقد استخدمنا فيها شرائح البلتير المتطورة، التي يعتبر استخدامها في "سورية" شيئاً جديداً ومتفرداً إن لم يكن نادراً.

كان دوري إضافة ترموستات للتحكم بدرجة البرودة المطلوبة للمحافظة على طاقة البطارية ومنع الاستهلاك الدائم والجائر لها، حيث تمّ تطبيق ووضع الترموستات، والحافظة بالمطلق تعتمد على فكرة التخلي عن استخدام التيار الكهربائي والاعتماد على الطاقة الشمسية في شحن البطارية

وقد تميزت بعدة ميزات جعلتها متفردة في استخدامها، ومنها على سبيل المثال عملها على البطارية المنزلية الصغيرة خفيفة الوزن، القابلة للشحن بالطاقة الشمسية، أي لا حاجة لشراء أكثر من بطارية للمنزل والتكلف بمزيد من المصاريف، وكذلك عدم حاجتها لوجود ضاغط أو مواسير أو دورة بخارية أو دورة ميكانيكية لإتمام عملية التبريد، إضافة إلى أن سرعة التبريد كبيرة جداً وتقلص الزمن بشكل فعال يحتاجه الناس في الوقت الراهن مع ضغط الأعمال والحاجة لكل دقيقة، وهذا كان تحدٍّ كبير تمّ تجاوزه بنجاح».

حافظة التبريد

وعن مبدأ عمل المبردة الصغيرة قال: «تعتمد المبردة بشكل أساسي في عملها على الشرائح المتطورة التي تتميز خلال عملها بوجود فروق حرارية كبيرة بين وجهيها، فعلى وجهها الأول نتحسس برودة عالية، وعلى الوجه الآخر حرارة مرتفعة، وهنا كان لزاماً عليّ التخلص من هذه الحرارة وتبديدها لإنجاح عملية التبريد، وهذا دفعني لاستخدام مبردات خاصة من نوع imd لتبديد الحرارة مع المحافظة على البرودة التي احتويتها في الصندوق الفليني العازل ليقوم بفعل المبردة، وهنا كان يمكن استخدام أي نوع من المجمعات أو الصناديق الخشبية مثلاً أو ما سواها من العوازل الحرارية لاحتواء عملية التبريد».

ويتابع: «سرعة التبريد في المبردة عالية جداً، حيث يمكن الحصول على درجة حرارة /-4/ خلال نصف ساعة فقط عندما تكون درجة الحرارة بالأجواء العامة /32/، وذلك مع استخدام أربع شرائح فقط ضمن مساحة حوالي المتر مربع، وهذا ما يجعل المشروع ذا جدوى اجتماعية ملبية لمختلف الاحتياجات، وتضاف إلى الجدوى الاقتصادية التي هي أساس العمل، كما يمكن تقليص زمن سرعة التبريد بزيادة عدد شرائح البلتير المستخدمة، والتي لا يزيد سعر الواحدة منها على /1000/ ليرة مع كفالة عمر استخدام تصل لحوالي أربع سنوات».

المهندس طارق عرسان

أما المهندس "ياسين البري" من كلية الهندسة التقنية قسم أتمتة وتحكم آلي، المشارك في مشروع حافظة التبريد بعملية دمج بين الطاقات المتجددة والأتمتة الصناعية، قال: «كان دوري إضافة ترموستات للتحكم بدرجة البرودة المطلوبة للمحافظة على طاقة البطارية ومنع الاستهلاك الدائم والجائر لها، حيث تمّ تطبيق ووضع الترموستات، والحافظة بالمطلق تعتمد على فكرة التخلي عن استخدام التيار الكهربائي والاعتماد على الطاقة الشمسية في شحن البطارية».

وتابع: «تمكنا من الوصول إلى درجة برودة /-4/، وهذا كفيل لاعتماد التجربة لأغراض متعددة تبعاً للحجم المدروس الذي يتم العمل عليه لحافظة تبريد، حيث يمكن استخدامها في المجال الطبي لنقل الدم والمواد التي تحتاج إلى درجات برودة خلال النقل، وخاصة في ظل ظروف الحرب الحالية وصعوبة التنقل بين المناطق، وكذلك مع انقطاع التيار الكهربائي.

المهندس ياسين البري

وكذلك لو أردنا تكبير حجم الحافظة المراد تبريدها للاستعاضة بها عن البراد المنزلي فستكون أقل تكلفة بكثير من البرادات التقليدية، ناهيك عن أنها صديقة للبيئة».

يذكر أنّ "طارق عرسان" من مواليد "دير الزور" عام 1990 و"ياسين البري" من مواليد "دير الزور" عام 1995، خريجا كلية الهندسة التقنية في "طرطوس".