تعدُّ سمكة "المرلان" من الأسماك المحلية غير المهاجرة التي تعيش في أعماق متعددة تبعاً لحجمها الذي قد يصل إلى 140 سنتيمتراً، وهذا جعل من بنية جسدها بنية مختلفة تماماً عن بقية الأسماك من حيث الشكل والحجم والطعم.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 أيار 2020 بالصياد "محمود هلهل" المهتم بالحياة البحرية كتصنيف وتوثيق، حيث قال: «سمكة "المرلان" من الأسماك غالية الثمن جداً مقارنة مع بقية الأسماك من ذات حجمها المتوسط الذي غالباً ما يتم اصطيادها به، كما تتميز بنموها إلى أحجام كبيرة قد تصل إلى ما يزيد على 140 سنتيمتراً وذلك نتيجة وجودها في الأعماق البعيدة عن عمليات الصيد والافتراس خاصة أنها تعيش ضمن أسراب متوسطة الأعداد في غالبية سنوات حياتها.

اللون العام لسمكة "المرلان" جميل جداً ويتدرج بين الرمادي والفضي الغامق لمنطقة الظهر، أما منطقة البطن فهي شبه بيضاء، ويمكن تناول هذه السمكة اللذيذة بعدة وجبات كالقلي أو الشوي أو بالفرن، كما أن تنظيفها سهل جداً

لهذه السمكة الجميلة كشكل وألوان عدة تسميات منها "المرلان" كاسم عالمي وهو اسم مشتق من اللغة الفرنسية، ومنها "البكالو" كاسم شعبي بين الصيادين يتداولونه خلال الحديث عنها، فالجميع يحبها وبالنادر نرى صيادين لا يرغبون بتناولها بشكل مستمر أو اصطيادها نتيجة ارتفاع ثمنها إلى نحو 5000 وإلى 8000 ليرة وقد تزيد أكثر من هذا في حال توفرت بأحجام كبيرة».

محمود هلهل

ويتابع: «تعيش سمكة "المرلان" في الأعماق التي تتراوح ما بين 200 و400 متر تحت سطح البحر، ولهذا دلالات كثيرة ظهرت في الشكل والحجم، منها طبيعة قفصها الصدري الذي يأخذ شكل الحاضنة الجوفاء للأحشاء، وقوة هذا القفص الصدري من حيث بنيته وانتفاخه الظاهر للعين المجردة بالمقارنة مع بقية الشكل العام لجسدها، وكذلك العينان الجاحظتان اللتان يتغير جحوظهما عند التنقل بين الأعماق الكبيرة والأعماق القليلة نتيجة فروق الضغط».

ويضيف: «توجد سمكة "المرلان" غالباً ضمن أسراب سمكية من ذات نوعها في تلك الأعماق، وتعدُّ من الأسماك المفترسة التي تتغذى على القشريات والأسماك الصغيرة والمتوسطة كـ"الكليماري والسردين والسكمبري" وغيرها، وهذا ينعكس على جودة لحمها ولذته بشكل عام.

القفص الصدري لسمكة المرلان

لحمها أبيض طري ولذيذ جداً ومناسب للأطفال وهذا ما يدركه من يتناولها للمرة الأولى، فهي خالية من (الحسك) باستثناء القفص الصدري، فضلاً عن القيمة الغذائية الكبيرة الموجودة فيها لاحتوائها على نسب عالية من المعادن والبروتينات والفيتامينات بمختلف أنواعها، ما جعل سعرها مرتفع مقارنة مع بقية أنواع الأسماك الشعبية التي يرغب بها أغلبية ذوي الدخل المحدود، إضافة إلى أن الكميات التي يتم صيدها منها تعتبر قليلة جداً نتيجة صعوبة صيدها والتكاليف الكبيرة التي يتكبدها الصياد نتيجة لذلك كسعر المحروقات المرتفع والكميات التي يستهلكها لكل رحلة صيد لها».

وفي لقاء مع الصياد "خالد خليل" قال عن سمكة "المرلان": «يصل طول السمكة حتى 140 سنتيمتراً، وكلما زاد حجمها قصدت الأعماق الأكبر بشكل عام، حيث تصعد نحو الأعماق القليلة ليلاً وبشكل عامودي باحثة عن الأسماك والرخويات لتفترسها، ثم تعود في النهار إلى الأعماق الكبيرة.

خالد خليل

وبالنسبة لشكل بنيتها فهو متطاول رمحي، وفمها كبير مملوء بالأسنان الحادة الظاهرة للعين المجردة، كما يمكن ملاحظة خطٍّ جانبي ناعمٍ على جسدها بشكل شبه مستقيم».

ويضيف: «أغلب الأحجام التي يتم صيدها في مياهنا البحرية تتراوح بين طول 25 سنتيمتراً وحتى 60 سنتيمتراً، حيث إنّ الإناث منها تكبر أكثر من الذكور، وتنشر ملايين البيوض في المياه بانتظار تلقيحها من الذكور خلال فترات التزاوج، وهذا ما يدل على أنها أسماك ذات خصوبة عالية، وغالباً ما يبدأ التكاثر في فصل الشتاء والربيع».

أما الشيف "خالد الترك" فقال: «اللون العام لسمكة "المرلان" جميل جداً ويتدرج بين الرمادي والفضي الغامق لمنطقة الظهر، أما منطقة البطن فهي شبه بيضاء، ويمكن تناول هذه السمكة اللذيذة بعدة وجبات كالقلي أو الشوي أو بالفرن، كما أن تنظيفها سهل جداً».