يعد توظيف التقانة الحديثة للوصول إلى طاقات جديدة هاجساً لا يفارق طالب الدكتوراه "بشار زيدان" من خلال التفكير والنتائج التي حصد عنها الجوائز.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30 نيسان 2020 طالب الدكتوراه "بشار زيدان" ليحدثنا عن مشروعه، وهنا قال: «يعد الماء أحد المدخلات الأساسية في محطات الطاقة الحرارية، نتيجة استخدامه في نظام التبريد وتغذية المراجل وتدوير العنفات، حيث يقوم مبدأ عمل محطات القوى الكهروحرارية على تحويل الطاقة الحرارية الناتجة من احتراق أنواع متعددة من الوقود إلى طاقة حركية ومن ثم كهربائية، وذلك بالاعتماد على الماء النقي منزوع الشوارد كوسيط في عملية التحويل، إذ يتم من خلاله إنتاج البخار العالي والمحمص، كما يُستخدم في عمليات التبريد المختلفة حفاظاً على سلامة مكونات المحطة الحرارية.

حاز بحثي الذي بدأ منذ أكثر من عامين وما يزال مستمراً على جائزة المركز الأول في دورة معرض "الباسل للإبداع والاختراع" عام 2018، كما حاز على جائزة التميز في المؤتمر الهندسي الأول للدراسات بجامعة "تشرين" عام 2019

ويتم تزويد المحطة الحرارية لمصفاة "بانياس" بالمياه من خلال محطة المعالجة التي تعتمد أساساً على مجموعات المبادلات الشاردية، وهي معالجة مكلفة اقتصادياً كونها تتطلب إعادة تنشيط المبادلات بشكل دائم باستخدام كواشف كيميائية مختلفة، ما استدعى إيجاد طريقة للوصول بالمياه إلى درجة عالية من النقاوة والتقليل من عمليات الصيانة والإصلاح والاستبدال ضمن المجموعات العاملة في المحطة الحرارية، وهو ما تهدف إليه دراستي الخاصة في أطروحة الدكتوراه وهي بعنوان "تحسين كفاءة عمليات الصيانة والإصلاح ضمن محطة القوى باستخدام تقنية الفلترة الكهروكيميائية"».

زيدان مع الدكتور علي علي

ويتابع: «يتم استخدام هذه التقانة لامتلاكها العديد من المزايا الإيجابية كانخفاض حجم الرواسب المتشكلة بالمقارنة مع أنظمة المعالجة الكيميائية التقليدية، وسهولة تطبيقها وأتمتة جميع مراحلها، وانخفاض كلفة صيانتها، كما أنها تجري عند درجة حرارة الوسط المحيط، إضافة إلى أن جميع مواد المنظومة المطبقة في الدراسة متوافرة في السوق المحلية لدينا، والأهم من ذلك أنه لم يتم استخدام المواد الكيميائية ذات التكلفة العالية في عملية التشغيل.

وقد بدأ البحث بإجراء عدة زيارات للاطلاع على وحدات معالجة المياه في محطة القوى العاملة في مصفاة "بانياس"، ولقاء القائمين عليها ومعرفة الصعوبات التي تعترض عملهم، وخاصة تأمين الكواشف الكيميائية اللازمة لإعادة تنشيط وحدات المعالجة بشكل مستمر، وما يترتب على ذلك من توقف عن العمل، وتكلفة مادية عالية».

مع الدكتور عصام الدالي رئيس جامعة طرطوس

ويضيف: «تضمن البحث تصميم عدة نماذج لخلايا فلترة كهروكيميائية، وإجراء التجارب العملية لاختيار البارامترات الأمثل لعملية معالجة مياه نبع "السن" المغذية للمحطة ضمن مخابر كلية الهندسة التقنية وبإشراف مباشر من الأساتذة الدكتور "علي علي" والدكتورة "ميساء شاش" والدكتور "هيثم شاهين"، بحيث تمت دراسة عدد من متغيرات العملية لتحديد فعالية وكفاءة هذه المعالجة، والتي تبين من خلال نتائج الدراسة أنها ذات جدوى اقتصادية أعلى بكثير مقارنة بطريقة التبادل الشاردي، إذ تم من خلالها الحصول على ماء منزوع الشوارد، كما أنها معالجة صديقة للبيئة، وتستخدم مصدراً نظيفاً للطاقة الكهربائية».

وعما حققه المشروع قال: «حاز بحثي الذي بدأ منذ أكثر من عامين وما يزال مستمراً على جائزة المركز الأول في دورة معرض "الباسل للإبداع والاختراع" عام 2018، كما حاز على جائزة التميز في المؤتمر الهندسي الأول للدراسات بجامعة "تشرين" عام 2019».

التصميم

وفي لقاء مع الدكتور "علي علي" من المشرفين على المشروع إلى جانب الدكتورة "ميساء شاش" والدكتور "هيثم شاهين" قال: «هو مشروع يتلاقى مع مشكلة موجودة ويجد حلولاً لها، وهذا جعله مشروعاً جديراً بالاهتمام، ويأتي تميزه من كونه يوفر تكاليف مالية كبيرة قد تصل لنحو 500 مليون ليرة سنوياً في محطات القوى، وكذلك يعتمد على تقانة نظيفة بعيدة كل البعد عن الأضرار البيئية والصحية، وقد جرب المشروع على نموذج يحاكي النموذج الواقعي التقليدي وأثبت فعاليته، وهذا جعله ذا كفاءة عالية جداً، ونتمنى ألا يبقى المشروع فكرة فقط وإنما يلقى التبني من قبل الجهات المعنية».

وأضاف: «المشروع استكمال لمشروع قدمته عام 2014 وحاز الميدالية الذهبية في معرض "الباسل للإبداع والاختراع" وهو تصميم محللة كهربائية مؤتمتة لإنتاج مواد التعقيم باستخدام تقانة الغشاء الناوني، حيث يعتمد على إنتاج مواد التعقيم من مياه البحر، ومنه سحبت الفكرة لمشروع الطالب "بشار"».

يشار إلى أنّ "بشار زيدان" من مواليد "القرداحة" عام 1985 وهو خريج كلية الهندسة التقنية بجامعة "طرطوس".