تمتلكُ الفنانة "سهى غريب" موهبةً فطريةً، صقلتها إلى جانب الدراسة الأكاديمية بالمتابعة والتدريب، فاكتسبت مهارات مميزةً في النحت والرسم على الزجاج، إلى جانب إبداعها في الديكور وتصميم المجسمات الهندسية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 4 أيار 2020 المدرّسة والفنانة "سهى غريب" لتحدثنا عن موهبتها فقالت: «بدأ اهتمامي بالرسم منذ سنٍّ مبكرة، فالرسم لدي موهبة فطرية، وربما ورثتها عن والدي صاحب الموهبة الرائعة، وأذكر أن إحدى معلمات الفنون قامت بجمع رسومات الأطفال من مختلف الأعمار، بعد أن طلبت منهم رسم العائلة من وجهة نظرهم، حينئذٍ كنت في الخامسة من عمري، وأصغر المشاركين جميعاً، وبعد أن عرضَت المعلمة تلك الرسومات على المشرف في معهد الفنون، لم يستطع التصديق أن طفلةً في عمري استطاعت أن ترسم لوحةً متكاملةً، تحمل المعنى الحقيقي لمفهوم العائلة، فما كان من المعلمة إلا اصطحابي معها إليه، وطلبت مني رسم ما يريده.

قبل دخولي المعهد، كان بإمكاني وبمجهودي الشخصي أن أنحت وأصنع التماثيل، وتخرجي كان بدايةً لاحترافي في مجال الفن، وقد صقلت موهبتي بمهارات جديدة، اكتسبتها من خلال احتكاكي بأشخاص يمكن اعتبارهم فعلاً من الذين صقلوا موهبتي الفطرية هذه، وجعلوني أشعر بالتحدي، لأنهم راهنوا عليّ وعلى مقدرتي، حتى من رغبوا بتحطيمي أيضاً زادوا من عزيمتي ورغبتي برفض الإخفاقات، هؤلاء جميعاً جعلوني أنطلق بحرفية منذ أيامي الأولى في المعهد

لاحقاً ومنذ العام 2001 بدأت الدراسةَ في معهد العمل اليدوي في "حمص" لمدة عامين، وأثناء دراستي في المعهد أتيحت لي الفرصة للتخصص في مجالات عديدة، يأتي في مقدمتها الرسم بكلّ أطيافه ومدارسه، القديم منها والحديث، وقد كان الرسم على الزجاج والطرق على النحاس والعجمي، من أهم الاختصاصات التي برعت فيها، إلى جانب اختصاصي المفضل، وهو النحت».

الرسم على الزجاج

وتتابع القول: «قبل دخولي المعهد، كان بإمكاني وبمجهودي الشخصي أن أنحت وأصنع التماثيل، وتخرجي كان بدايةً لاحترافي في مجال الفن، وقد صقلت موهبتي بمهارات جديدة، اكتسبتها من خلال احتكاكي بأشخاص يمكن اعتبارهم فعلاً من الذين صقلوا موهبتي الفطرية هذه، وجعلوني أشعر بالتحدي، لأنهم راهنوا عليّ وعلى مقدرتي، حتى من رغبوا بتحطيمي أيضاً زادوا من عزيمتي ورغبتي برفض الإخفاقات، هؤلاء جميعاً جعلوني أنطلق بحرفية منذ أيامي الأولى في المعهد».

وعن احترافها الفن والعمل في هذا المجال والترويج قالت: «أقرب الفنون إلى قلبي هو النحت، وأعتزّ أنّ يديّ خُلقتا للنحت والتشكيل بالصلصال، إلى جانب فنون أخرى أتقنها كالرسم على الزجاج والزجاج المعشق كمهنة، والجداريات النحتية والتصميم الإعلاني، والطرق على النحاس والعجمي، إلى جانب تصميم الماكيت.

جانب من ماكيت مصفاة "بانياس"

ودخلت مجال الديكور الداخلي و(الإنتيريورز) منذ العام 2008، وفي هذا المجال أشكل مع زوجي ثنائياً مهنياً لما يزيد على عشر سنوات، بالإضافة إلى أعمال الديكور الداخلي الكامل لمنازل ومطاعم، وأكثر ما يطلب منّا تنفيذ لوحات زيتية والرسم على الزجاج، والتواصل معي يتمّ غالباً بعد أن تتم تزكيتي من بعض الفنانين، أو بعد توصية من أشخاص قمت سابقاً بالتعامل معهم بأعمال فنية اقتنوها في منازلهم ومحالهم، ولا يمكنني إنكار الأثر الكبير الذي أحدثته ثورة التكنولوجيا في مجال التواصل الاجتماعي، فمن خلالها أصبح بالإمكان الوصول إلى أي شريحة اجتماعية، وهذه الوسائل كانت سبيلي الذي أتاح للكثيرين التعرف على أعمالي، بالإضافة إلى المعارض والملتقيات الفنية التي شاركت بها، والتي بدورها أيضاً أتاحت لي وللفنانين من أنحاء "سورية" التعرف على أعمال بعضنا البعض».

بالنسبة لتصميم ماكيت مصفاة "بانياس" فقالت: «تم ترشيحي من قبل إحدى الصديقات في الوسط الفني، وكانت مدركةً تماماً لما يمكنني إنجازه في مجال الماكيت، وبالفعل أنجزت ترميم الهيكل الأصلي المنفذ منذ العام 1980، وأضفت أجزاءً مبتكرةً، إلى جانب تصميم أجزاءٍ جديدةٍ وإضافتها للهيكل، وإضافة الأقسام الجديدة المستحدثة ومحاكاة ذلك على أرض الواقع عن طريق خرائط "غوغل" بنسب هندسية مناسبة للماكيت، مع مراعات الناحية الجمالية والفنية والهندسية، وقد بلغ قياس الماكيت أربعة أمتار ونصف المتر المربع عرضاً، وبطول عشرة أمتار مربعة، ولم يستغرق تنفيذه سوى أسبوعين فقط».

وعنها تقول الفنانة التشكيلية "ميس مصطفى": «"سهى" فنانةٌ لها شخصيتها المستقلة الإبداعية، وفي أعمالها دائماً نجدها تخرج عن حدود المألوف، لتصنع تكوينات جديدة مميزة، وأكثر ما يميز أعمالها الحرفية في الأداء، والخبرة الواسعة سواء في النحت أو الرسم، وبالأخص الرسم على الزجاج، والمعروف أنه حرفة نادرة عندنا، كما أنها فنانة تمتلك طاقات متجددةً، تظهر هذه الطاقات بشكل مميز في أعمال الديكور وإعادة التدوير، إلى جانب ذلك تتميز بعقل منظم يهتم بأدق التفاصيل، ويبدو ذلك جلياً في المجسمات الهندسية التي تصنعها، وآخرها ماكيت مصفاة "بانياس"».

يذكر أنّ الفنانة "سهى غريب" من مواليد "طرطوس" 1981، وهي مدرسةٌ في مدرسة الأنشطة التطبيقية في "بانياس".