قدمت الأسواق الشعبية التي أنشأت في مختلف مناطق وأحياء محافظة "طرطوس" حلاً للمستهلكين الذين كانوا يجولون مختلف الأسواق بحثاً عن الأسعار المناسبة بعيداً عن التفكير بنوعية وجودة المنتج، حيث قدمت الخضار والفواكه بأسعار منافسة قريبة من قدرتهم المالية، وذلك بالاعتماد على منتجات المزارعين دون وسيط.

مدونة وطن "eSyria" جالت بتاريخ 8 أيلول 2020 على عدة أسواق شعبية، والتقت بربة المنزل "لينا محمد" التي قالت: «في الغالب كنت أقصد سوق "النسوان" في منطقة تجمع المدارس بموقع "المشكبة العليا" لأتسوق حاجيات المنزل، وأبحث فيه عن الحاجيات الضرورية، مركزة على الأسعار التي تناسب قدرتي المالية المحدودة في ظل الظروف الحالية، وهذا كان يكلفني الكثير من الوقت والجهد.

فكرة الأسواق الشعبية جاءت لكسر احتكار الأسعار من قبل التجار، وهي حتى الآن فكرة ناجحة وتلبي الطموح، وقد أطلقت في محافظة "طرطوس" كأولى الأسواق على مستوى "سورية"، مع استمرار عمليات التعقيم ضمن الإجراءات الاحترازية للتصدي لفايروس "الكورونا"

ولكن بعد إنشاء السوق الشعبي في حي "الفقاسية" بشارع "عمر المختار" لم أعد أقصد سوق "النسوان" كون جميع الحاجيات متوفرة وبأسعار منافسة جداً، فغالبية الباعة يقدمون منتجاتهم الزراعية أو المزروعة في قراهم دون إدخال أية وساطة في عمليات الشراء، مما يعني أن أهم حلقة في عملية تسويق المنتجات بالنسبة للمزارعين وهي (الكمسيون) باتت معدومة».

البائع محمد عبد الرحمن

وكذلك بالنسبة لربة المنزل "ليلى سلمان" التي قالت: «جاءت عملية افتتاح الأسواق الشعبية في أغلب الأحياء خطوة جيدة بالنسبة لنا كربات منازل نبحث عن الوقت والأسعار المناسبة، فسعر البندورة مثلاً أقل من بقية الأسواق العادية بحوالي 75 ليرة، وكذلك بالنسبة للخيار، أما بالنسبة للبطاطا فهي أقل بحوالي مائة ليرة، وهذه الفروق مهمة بالنسبة لي، ويمكن أن أوفرها كمصروف لأبنائي، خاصة في ظل الظروف الحالية التي نعيشها والتي تحتاج الكثير من التقنين في شراء حاجيات المنزل غير الضرورية».

وتتابع: «بكل صراحة لولا هذا السوق الشعبي لما تمكنت هذا العام من تحضير مؤونة الشتاء من الفول والمكدوس، حيث تمكنت من شراء الفول بسعر 150 ليرة، في حين كان سعره بالأسواق العادية 250 ليرة، وكذلك بالنسبة للباذنجان الحمصي الخاص لصناعة المكدوس، والذي اشتريت الكيلوغرام منه بسعر 250 بينما سعره في السوق العادية 300 ليرة».

بائع البيض

البائع "محمد عبد الرحمن" في سوق "بانياس" الشعبي قال: «أبيع الحشائش كالبقدونس والخس والبصل التي أزرعها في أرضي الصغيرة، كون لدي وفرة فيها، وفائض عن حاجة المنزل، وأحاول بما أجنيه من أرباح بعمليات البيع شراء بقية حاجيات المنزل من جاري في البسطة المقابلة، كونه مزارع وينتج الباذنجان والكوسا المزروعة في أرضه الزراعية.

وكذلك بالنسبة لبقية الأصناف من الخضار كالبندورة والخيار التي أشتريها من "محمد عبود" المعروف كمزارع في المنطقة، حيث يبيع ما ينتجه في أرضه الزراعية ليتسوق مني الحشائش كحاجة أساسية لمنزله.

السوق الشعبي في بانياس

أما بالنسبة لبيض المائدة المباع هنا فسعره أقل من السوق العادية بحوالي 300 ليرة للطبق الواحد، وهو رقم مهم ويحدث فرقاً مع تنوع الحاجيات التي احتاجها للمنزل يومياً».

البائع "مصطفى بربر" في سوق "الرابية" الشعبي قال: «بشكل عام لا أزرع الخضار في أرضي الزراعية، كوني مريض قلب ولا أستطيع العمل، ولكن فكرة الأسواق الشعبية خلقت لي فرصة عمل جيدة ومريحة بعد خروجي على التقاعد من وظيفة حكومية، كما أنها مكنتني من تسويق منتجات جيراني في ريف مدينة "طرطوس" القريب بأسعار مقبولة بالنسبة للمستهلك وأرباح مقبولة بالنسبة لي، فهم كمزارعين كانوا يشكون دوماً من قصة احتكار التجار في سوق الهال للأسعار، ومن نسبة أرباحهم كسماسرة التي تفوق نسبة أرباح المزارعين، وهذا سهّل علي طرح فكرة تسويق منتجاتهم في السوق الشعبي، لأحقق الفائدة لي ولهم».

"بشار حمزة" رئيس بلدية "بانياس" قال: «فكرة الأسواق الشعبية جاءت لكسر احتكار الأسعار من قبل التجار، وهي حتى الآن فكرة ناجحة وتلبي الطموح، وقد أطلقت في محافظة "طرطوس" كأولى الأسواق على مستوى "سورية"، مع استمرار عمليات التعقيم ضمن الإجراءات الاحترازية للتصدي لفايروس "الكورونا"».