بعد مرور ثلاثة أعوام على رحيل الفنان التشكيلي "وليد قارصلي" تحط لوحاته رحالها في "اللاذقية" حيث إنه المعرض الأول لهذا الفنان في المدينة وعلى الرغم من أنه رسمه البحر والشجر ولكنه كان عاشقاً لـ"دمشق" ومنازلها بكل تفاصيلها فخلق طابعاً خاصاً أثرى الحركة التشكيلية في سورية بعبق الأصالة. ويعتبر الفنان "وليد قارصلي" رائداً من رواد الحركة التشكيلية رغم إعاقته الحركية فدرس "العلوم الالكترونية" و"الفنون التشكيلية" و"الآداب" و"الموسيقى"...

بالإضافة إلى قرضه الشعر رغم استخدامه يداً واحدة في إبداع أعماله وخصوصاً "الرسم" وقد توجه موقع elatakia إلى "ناي آرت كافيه" والتقى الفنان "أنس إسماعيل" الذي تحدث عن فكرة إقامة معرض للفنان الراحل في الذكرى الثالثة لرحيله فقال: «إنه المعرض الأول للفنان "وليد قارصلي" في مدينة "اللاذقية" فهو يشكل على مستوى المشهد التشكيلي السوري حالة استثنائية متفردة بخصوصيتها بالدرجة الأولى وتكمن الخصوصية من تحديه لإعاقته ليرسم فقد تحدى الموت بصعوبة الحياة فأثناء دراسته في موسكو أصيب بمرضه وعلى أثر ذلك وعلى مدى اثنان وثلاثين عاماً أنتج لوحات جميلة وتقنيتها عالية واستطاع إدخال توشيحات تجريدية إلى لوحاته طبعة أعماله بطابع خاص».

أعجبت باللوحات التي تتحدث عن البحر وعلى الرغم من أن الفنان هو ابن "دمشق" إلا أنه استطاع أن يصور البحر بطريقة حرفية تجعلك تحس بأن أمواج البحر ستلطم وجهك في أي دقيقة

وفي سؤالنا عما يستطيع المتلقي للوحات الفنان أن يستفيد من تجربته فأجاب السيد "أنس": «هو حالة تستحق الانتباه وأن تعمم فهو كان يمتلك الإرادة التي لا يمتلكها معظم المحيطين على الرغم من إصابته بالشلل وكما يقول "باولو كويلو": "إذا أردت شيئاً تضافرت الدنيا كلها لتحقيق ما تريد" فهناك فرق بين ما تتمناه وما تريد تحقيقه فالإرادة فعل ينبع من الداخل وحالة خلاقة وفيها شيء من الصبر هذا ما كان يمتلكه بإرادته الفنان "وليد قارصلي" ويحتوي المعرض على ما استطعنا الحصول عليه من أرشيفه ومن عائلته لندرة الأعمال الباقية وهو يمتلك أعمال أهم وتم عرض فيلم لشقيقه عن حياة "وليد" لأن المرض لا يوقف الإنسان عن فعل المستحيل».

صورة للفنان مع لوحات البحر

كما التقينا السيدة "ليلى موصوف" أحد المهتمات بمتابعة النشاطات الثقافية والتي تحدثت عن الأعمال قائلة: «كنت مندهشة فهذه المرة الأولى على الرغم من بحثي المستمر عن أعمال الفنانين أسسوا لمدارس معروفة فمعرض الفنان "وليد" معرض متميز من حيث تقنية اللون واندماج الطبيعة الصامتة مع روح الحياة التي تحيط بها وأجزم بأنه من القلائل الذين استطاعوا اللعب بحرفية على تقنيات الحفر في الطبيعة الصامتة».

ويجيب السيد "علي بركات" أحد زوار المعرض عن سؤالنا حول رأيه بما قُدم من أعمال للفنان "قارصلي" فقال: «أعجبت باللوحات التي تتحدث عن البحر وعلى الرغم من أن الفنان هو ابن "دمشق" إلا أنه استطاع أن يصور البحر بطريقة حرفية تجعلك تحس بأن أمواج البحر ستلطم وجهك في أي دقيقة».

جانب من صالة العرض
الفنان وليد قارصلي