حمل على عاتقه تربية إخوته ورعاية أسرة كاملة في سن مبكرة من عمره، فنجح في المهمة، وكذلك نجح في توجيه أبنائه لتحقيق الهدف الذي كرّس حياته من أجله، فساروا على خطاه بنشر الخير والسلام والمحبة ومساعدة الناس.

للراحل "حمود السرهيد" سيرة حسنة وصلت إلى أبعد من مدينته وإلى أشخاص لم يعاشروه وإنما سمعوا عنه فقط، فها هو المحامي "أحمد العجيل" من أهالي مدينة "القامشلي"، الذي يعرف الكثير عن صفات وشخصية "السرهيد" نقلاً عن الناس المحبين الذين عرفوه، وعنه قال لـ"مدوّنة وطن": «رغم السنوات العديدة التي مرّت على رحيله لكن سيرته باقية على ألسنة الناس، خاصة ممن عرفه وتعامل معه، فقد وجدوا فيه كل الخصال الحميدة التي نقلها الناس إلينا، بيته كان مضافة للقريب والبعيد، حتى الغريب عن المنطقة كان يقصده للمساعدة وإنجاز ما يحتاجه، كان شخصاً كريماً ومتواضعاً ومُحبّاً للتعاون وفعل الخير، سعادته تكمن في تلك الخدمات وأداء المهام الإنسانية والاجتماعيّة».

رغم السنوات العديدة التي مرّت على رحيله لكن سيرته باقية على ألسنة الناس، خاصة ممن عرفه وتعامل معه، فقد وجدوا فيه كل الخصال الحميدة التي نقلها الناس إلينا، بيته كان مضافة للقريب والبعيد، حتى الغريب عن المنطقة كان يقصده للمساعدة وإنجاز ما يحتاجه، كان شخصاً كريماً ومتواضعاً ومُحبّاً للتعاون وفعل الخير، سعادته تكمن في تلك الخدمات وأداء المهام الإنسانية والاجتماعيّة

وأيضاً "محمد صالح الحاج محمود" من أبناء ريف بلدة "اليعربيّة" في "الحسكة"، والذي أقام لعشر سنوات في منطقة "الميادين" بـ"دير الزور" حيث عاش "حمود السرهيد" حياته، عنه قال: «سمعتُ عن الراحل الكثير من الكلام الطيب، وُصف بالرجل الشهم والنبيل والطيب، يعرفه أغلب أبناء منطقته، تجاوز صيته محافظة "دير الزور" فهناك العديد من أسر محافظة "الحسكة" تعرف قيمه وأخلاقه الرائعة، كان رجلاً محباً للسلام وعاشقاً للصلح بين الناس، وهو ما وجدته وسمعتُ عنه مراراً خلال وجودي في المنطقة التي كان يعيش فيها، تنقله بين القرى والبلدات والمناطق في سبيل نشر الصلح بين المتخاصمين، كان سبباً لانتشار اسمه وسمعته بين الأهالي، لم تكن مساعداته ودعمه ومساندته مقتصرة على أبناء منطقته وعشيرته، بل كان كذلك مع كل من يطرق بابه، حافظ وواظب على القيم العشائرية الأصيلة بشكلها الجميل، الأهم أنه ربّى أسرته وأبناءه على تلك القيم والخصال، وحافظوا عليها حتى تاريخه».

القاضي طارق السرهيد

نجله الكبير "طارق حمود السرهيد" تحدّث عن جوانب أخرى من حياة والده، قائلاً: «في فترة مبكرة من عمره توفى جدي، فاستلم أبي زمام تربية إخوته السبعة، علّمهم خير تعليم، تقلد جميعهم مناصب في المؤسسات الرسمية، ذات الأمر اتخذه معي ومع أخي، بالعلم والتربية، أصبحنا قاضيين في وزارة العدل، يبقى الفضل دوماً له في كل تفاصيل حياتنا، كان درسه اليومي مساعدة الناس وعمل الخير والتشجيع على لغة السلام، التزمنا بكل تعاليمه الاجتماعية والإنسانية، وواظبنا على القيم التي بناها في إخوته وأبنائه، رسالته التي قدمها لنا هي رسالتنا لأبنائنا».

يذكر أنّ الراحل "حمود السرهيد" ولد في مدينة "الميادين" التابعة لمحافظة "دير الزور" عام 1920 وتوفي فيها عام 1983.