قبل حوالي 12 عاماً أسست في دمشق "الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية"، في محاولة مجتمعية طموحة لدعم الفئات الهشّة ومساعدتها على تجاوز الصعوبات والمشاكل التي تعيق عملها كشريك مجتمعي أساسي.

منذ التأسيس وحتى يومنا هذا، سعت الجمعية إلى تحقيق عدة أهداف يوضحها "شفيق فرنسيس" نائب رئيس مجلس الإدارة ومدير الشؤون القانونية في الجمعية لمدوّنة وطن بقوله: «تعتمد الجمعية المقاربة المجتمعية، حيث تتم التدخلات من خلال تفعيل دور ومشاركة الأفراد، الأسر، المجتمعات المحلية والمؤسسات، وقد تم تطوير منظومة سياسات متكاملة وأنظمة فعالة في قاعدة البيانات، السياسات، الإجراءات المالية والمحاسبية وفي المشتريات والموارد البشرية، وتسعى إلى تحقيق أعلى درجات المهنية والفعالية في الأداء بالتوازي مع التركيز على روحية تلبية الحاجات والتطلعات الإنسانية الدفينة».

تعمل الجمعية في المحافظات السورية من خلال فروع غير مشهرة أو مكاتب، وتستهدف الأشخاص المتضررين من جميع الفئات العمرية والمعرضين للخطر، خاصة الأطفال والشباب (متسربون، عاملون وبخطر التسرب، الأحداث وذوو الاحتياجات الخاصة والمنفصلون عن ذويهم، والمسنون....) كما تستهدف عائلاتهم، مجتمعاتهم وبذلك يكون الدخل شمولياً ومبنياً على المجتمع

أهداف ومهام تعتقد الجمعية أنها لن تكون قادرة على تنفيذها بمفردها، فكان خيارها التعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية والمجتمعية ذات الصلة، وحسب ما يقول "فرنسيس" فقد: «وقعت الجمعية عقود تعاون ومذكرات تفاهم مع العديد من الوزارات والجمعيات أهمها: وزارة "الشؤون الاجتماعية والعمل" بخصوص معاهد الأحداث وهي: "خالد بن الوليد" لإصلاح الأحداث في "قدسيا"، معهد "الفتيات الجانحات" في "دمشق"، معهد "إصلاح الأحداث" في "اللاذقية" ومركز "التنمية الريفية" في "بانياس"، وزارة "الإدارة المحلية والبيئة" بهدف تقديم سكن مؤقت وتأهيل المنازل المتضررة، ومع وزارة "التربية"، مركز المهارات والتوجيه المهني في جامعة "دمشق"، جمعية "رعاية المساجين وأسرهم"».

من حملات التعقيم

ومؤخراً وقعت الجمعية "السورية للتنمية الاجتماعية" مذكرة تفاهم مع "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" مدتها خمس سنوات تضمنت مجالات التعاون التالية: «تعزيز التكامل البيني بين الفريقين بما يحقق أعلى فائدة لتسخير تقانات المعلومات والاتصالات لدعم تحقيق التنمية المجتمعية، وتحقيق كفاءة استخدام موارد الفريقين للوصول لهذه الغاية من خلال عدة نقاط منها بناء القدرات في مجال استخدام تقانات المعلومات والاتصالات الموجه للفئات المهمشة ولا سيّما الأطفال والشباب وذوو الإعاقة والمرأة الريفية، وكذلك تطوير الأدوات البرمجية وتطويعها للتنمية المجتمعية والتعاون لتحقيق الاستفادة من مقرات الفريقين المنتشرة في المحافظات السورية بما يحقق الاستثمار الأمثل لها وتحقيقاً لغايات الفريقين وفق الإمكانيات المتاحة، والتعاون في مجال برامج الاحتضان الموجهة للشباب في المناطق المهمشة».

الجمعية التي يتكون فريقها مما يزيد على ألفي متطوعٍ وألف وخمسمئة موظفٍ بالإضافة إلى المؤسسين وأعضاء مجلس الإدارة والفريق العامل، يشكل فيها المتطوعون بحسب "فرنسيس" العصب الأساسي للجمعية فهم شركاء أساسيون والتزامهم هو تعبير عن المجانية الرائعة التي تجلب الحياة، والتي تؤكد أن كل شخص مهم ولديه القدرات والإمكانات للنمو من خلال علاقة الصداقة، يساعد كل واحد الآخر فلا يكون هناك من يعطي ومن يأخذ بل الجميع في مسيرة عطاء ونمو.

توزيع المساعدات

ويكمل حديثه عن الفئات المستهدفة ومواقع العمل قائلاً: «تعمل الجمعية في المحافظات السورية من خلال فروع غير مشهرة أو مكاتب، وتستهدف الأشخاص المتضررين من جميع الفئات العمرية والمعرضين للخطر، خاصة الأطفال والشباب (متسربون، عاملون وبخطر التسرب، الأحداث وذوو الاحتياجات الخاصة والمنفصلون عن ذويهم، والمسنون....) كما تستهدف عائلاتهم، مجتمعاتهم وبذلك يكون الدخل شمولياً ومبنياً على المجتمع».

ويتابع: «تعمل الجمعية بشكل شبه يومي فيما يقارب مئة موقع كما تخدم الجمعية أكثر من مئتين وخمسين موقعاً بشكل متقطع، ويبلغ عدد المستفيدين من مشاريعها مليوني شخص وسطياً سنوياً، حيث تقوم بتنفيذ مشاريعها انطلاقاً من معاهد إصلاح الأحداث والرعاية الاجتماعية، مراكز التنمية الريفية، المراكز المجتمعية، الفرق الجوالة، مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة، مراكز الإيواء الجماعية، المخيمات، الأبنية غير المنتهية، المدارس ودور المسنين وغير ذلك من خلال برامج قسم الحماية، الخدمات المجتمعية، قسم الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، قسم الخدمات الصحية والطبية، قسم الإصلاح والصرف الصحي والبيئة، قسم التعليم والثقافة، قسم سبل العيش، قسم الإيواء، والتي تتفرع بدورها لعدة تفرعات خدمية».

من نشاطاتها

"هدى فرحان العيد" التي تقوم بعمل هدايا يدوية تقول: «تعرفت على الجمعية عام 2017، بدأت بحضور دورات الدعم النفسي ثم دورات الطبخ مع الشيف "ماهر" عام 2018 واستفدت كثيرا، ثم انضممت إلى اللجنة النسائية وزرنا مسنين في بيوتهم وقدمنا لهم هدايا رمزية ودعماً معنوياً، أقوم مع مجموعة نساء بأعمال يدوية تعلمناها بالجمعية منها الكروشيه، الصوف، إعادة تدوير، ونتابع حالياً في زمن كورونا جلسات توعية ودعم نفسي عبر الشابكة من خلال مجموعة "اسمع قلبي" عبر "واتس أب"».

وتتابع:« كنا نتدرب كل شهر وصنعنا سلة من خيط الكليم ولفحة صوف والشراشف بإعادة تدوير القماش، وتزامن التدريب مع الحجر المنزلي فملأنا وقتنا بما هو مفيد، وحالياً نقوم بمبادرة طبخ في شهر "رمضان" نحضر فيها وجبة طعام للمسنين وأشعر بالسعادة للقيام بهذا العمل الإنساني الذي له أثر نفسي ومعنوي كبير في ظل الأوضاع المعيشية الراهنة، ولا تتردد الجمعية بتقديم المساعدات العينية مثل البطاريات، المدافىء، والسجاد لمن يحتاجها، كما قامت الجمعية بعدة حملات توعوية وأخرى لتعقيم المدارس والمراكز الحكومية، ووزعت المنظفات والمعقمات على نساء متدربات فيها بشكل دوري، يعمل الجميع كخلية النحل لتحقيق التكاتف الاجتماعي».

بدورها "رفاه زاقوت" متطوعة في برنامج "اسمع قلبي" الذي يهدف لتمكين النساء ودعمهن تقول: «تطوعت منذ عام 2017 في البرنامج الذي يقدم الدعم النفسي والاجتماعي للسيدات، ننفذ فيه أنشطة ضمن خطة شهرية حسب احتياجاتهن، دوري هو ميسر أنشطة للسيدات، اشتغلت باستجابة "نجها" و"عدرا"، كنا نقسم السيدات لمجموعات كل مجموعة لها وقت محدد ونبدأ مع المجموعة بالتعارف وكسر الجليد ورصد احتياجاتهن بناء على حاجة ورغبة السيدات ونستطلع الآراء بالمواضيع التي يرغبن بالتحدث عنها بهدف دعم النساء وتعليمهن مهارات جديدة عبر تبادل الخبرات والآراء، وحالياً أعمل ببرنامج التأهيل المنزلي لكبار السن وهو عبارة عن فريقين كل فريق يضم خمسة متطوعين مع قائد الفريق مهمتهم رصد المسنين غير القادرين على القدوم إلى المركز وتنفيذ أنشطة منزلية وتقديم خدمات عينية أو طبية بالتشبيك مع جمعيات أخرى، ومرافقتهم مدة تتراوح من ثلاثة إلى ستة شهور لحين تحقيق الهدف، وحالياً اقتصر النشاط بسبب كورونا على الاتصالات وبعض الزيارات مع مراعاة التباعد واتخاذ الاحتياطات اللازمة».

يذكر أن الجمعية مقرها "دمشق" تأسست بتاريخ الخامس عشر من تموز عام 2009 رقم الإشهار 2115 عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، أطلقت عدة مبادرات في عدة مجالات منذ تأسيسها حتى اليوم.

أجري اللقاء بتاريخ 13 نيسان 2021.