تتغير أسعار زيت الزيتون بوجه أساسي تبعاً لمواصفاته وجودته، لذلك يسعى المزارعون إلى رفع جودة إنتاج محصولهم السنوي من هذه المادة؛ ليستفيدوا بذلك من ارتفاع أسعارها في الأسواق المحلية والخارجية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 4 كانون الثاني 2016، المزارع "محمد أبو بشار" من "عفرين"؛ الذي تحدث عن جودة الزيت المرتبط بالأسعار، فقال: «قبل نحو خمسين عاماً لم يكن تصنيف نوعية الزيت معروفاً؛ فقد كان التجار يعتمدون مبدأ التذوق لتحديد سعره؛ وذلك بوضع الإصبع في برميل الزيت وتذوقه. ومع مرور الوقت ظهر لدى التجار "الأسيد" لتحديد نوع الزيت ودرجات جودته؛ وبالتالي تحديد سعر كل صنف، واستخدام "الأسيد" مبدأ علمي وبسيط يقوم به التجار عادة في المعاصر، وهو سريع للغاية لا يتعدى الدقائق الخمس، وبموجب هذا المبدأ يتم تصنيف نوعية الزيت إلى أنواع أو المخالف منه، وبذلك يختلف سعر المادة بحسب النوع. أما الزيت المخالف فيتم استخدامه في صناعة الصابون.

في عرف الفلاحين هناك عوامل عدة تتحكم في نوعية الزيت وجودته، فمثلاً تكون جودة الزيتون الأخضر منخفضة بينما تكون في الزيتون المتساقط تحت الشجر مرتفعة، وللتربة دور في تحديد النوعية؛ فالتربة الحمراء تساهم في انخفاض الجودة، أما التربة الرمادية أو البيضاء فإنتاج أشجارها يكون ذا جودة عالية

ويتم في هذه العملية مزج كميات محددة من مادة "الأسيد" و"الكحول" و"الزيت" ضمن علبة زجاجية مستديرة وطولانية تشبه الحقنة الطبية، وعليها أرقام من 1 وحتى 10، يقوم التاجر بمزج "الأسيد" و"الكحول" أولاً بكمية محددة ومن ثم البدء بإضافة الزيت تباعاً وتحريك المزيج مع كل إضافة وذلك حتى يتلون المزيج باللون الزهري، وبذلك يتم تحديد النوعية حسب الأرقام المدونة على العلبة».

محمد طوبال - مهندس زراعي

وأضاف: «في عرف الفلاحين هناك عوامل عدة تتحكم في نوعية الزيت وجودته، فمثلاً تكون جودة الزيتون الأخضر منخفضة بينما تكون في الزيتون المتساقط تحت الشجر مرتفعة، وللتربة دور في تحديد النوعية؛ فالتربة الحمراء تساهم في انخفاض الجودة، أما التربة الرمادية أو البيضاء فإنتاج أشجارها يكون ذا جودة عالية».

المزارع "محمد جمو" من قرية "جنديرس" قال: «إن تأخر الأمطار يساهم في زيادة حموضة الزيت؛ وبالتالي تتدنى جودته ولا يكفي السقاية في رفع الجودة، وبالتالي كلما كان الموسم مطيراً كان الموسم وفيراً وبجودة عالية.

محمد أبو بشار - مزارع

ومن العوامل التي تساهم في تغيير جودة الزيت مبدأ "المعاومة"، فالمعروف أن شجرة الزيتون تحمل المحصول كل سنتين، وبحكم الخبرة نعرف أن الشجرة تنتج في سنة الحمل زيتاً بنوعية جيدة».

المهندس الزراعي "محمد طوبال" قال عن أهم الحلول العلمية التي يقدمها للفلاحين ليحصلوا على منتج ذي جودة عالية: «يعد الزيت العصير الطبيعي الناتج من ثمار الزيتون فيزيائياً ومن دون تدخلات كيماوية، ويكون هذا المنتج من أجود أنواع الزيوت بتناسبها مع متطلبات جسم الإنسان بسبب خواصه المتعددة التي يتميز بها.

الزيتون أصبح ناضجاً ويجب جني المحصول

والزيت منتج حساس يتأثر بعوامل عديدة، ولكي يحافظ المزارعون على صفاته ونوعيته الجيدة وبالتالي الحفاظ على خواصه الغذائية المعروفة والاستفادة من أسعاره؛ لا بد لهم من اعتماد طرائق ووسائل مناسبة؛ بدءاً من الإنتاج وانتهاء بالتخزين».

وأضاف: «أهم هذه الطرائق عدم البدء بعمليات قطف الموسم إلا بعد نضج الثمار، ويكون ذلك بتلون نصف الحب باللون الأسود، كما يجب عدم الخلط والمزج بين الثمار المتساقطة على الأرض نتيجة عدة عوامل؛ كالرياح والإصابة الحشرية والصقيع وتلك الثمار التي يتم قطافها من الأشجار مباشرة، لأن الحبوب المتساقطة تتعرض للتعفن والتغير في الطعم وغير ذلك؛ وهو ما يؤثر بنوعية الزيت الناتج إذ ترتفع حموضتها، ولذلك ينصح المزارعون بأن يعمدوا إلى عصر الثمار المتساقطة وتلك المقطوفة حديثاً كل على حدة.

بعد عملية القطف يجب تخزين الثمار ضمن صناديق خاصة للحفاظ على تهويتها وسلامتها قدر الإمكان؛ وذلك بدلاً من وضعها في أكياس الخيش التي تؤثر في الثمار. ويُفضّل أن يتم عصر الزيتون مباشرة بعد قطافها تأكيداً للمثل القائل: (من الشجر إلى الحجر)، وعدم التأخر في عملية العصر أكثر من ثلاثة أيام كحد أقصى، ويجب الانتباه إلى عدم ارتفاع درجة حرارة عجينة الزيتون في المعصرة لأكثر من أربعين درجة؛ لأن ذلك يضر بنوعية الزيت.

أما في مجال التخزين فعلى المزارعين أن يقوموا بتخزين الزيت ضمن خزانات "ستانلس ستيل"، وإذا لم تتوفر مثل هذه الخزانات فيجب وضعها في عبوات مطلية من الداخل بمادة "الورنيش" أو "اللكر" الخاصة لمنع تأكسدها، كما يجب ألا تكون العبوات شفافة كي لا تتعرض لأشعة الشمس فتؤثر في جودتها. وهنا لا بد من الذكر بأن بعض المزارعين يخزّنون زيوتهم في عبوات تنك قديمة ومستعملة سابقاً أو في عبوات بلاستيكية؛ وهذا أمر خاطئ إذ يؤثر بتدني نوعية المادة وجودتها».

وختاماً، قال المهندس "محمد طوبال": «وفي مجال العناية بالشجر يُفضّل علمياً الاعتماد على السماد الطبيعي المتخمر بدلاً من السماد الصناعي، فالمعروف أن السماد الطبيعي يساهم في إنتاج محاصيل عضوية عالية الجودة؛ لكونها خالية من المواد الكيماوية الضارة.

أما في مجال مكافحة الحشرات فيجب الابتعاد عن استخدام المبيدات الكيماوية إلا في حالات الضرورة القصوى؛ أي عندما تتعدى الإصابة العتبة الاقتصادية، ومن الضروري استشارة الفنيين الزراعيين قبل البدء بعمليات الرش».