منذ القديم كان الطريق الروماني الذي يصل "حلب" و"إدلب" بـ"إنطاكية" والذي لا تزال بعض أجزائه قائمة عند بلدة "تل الكرامة" بطول حوالي ألف متر تقريباً، من أهمّ الطرق التي تصل "أوروبا" بالشرق، وهو الشريان الحيوي للحركة بين الجانبين، حيث كانت القوافل التجارية تسلكه على مدى عقود طويلة..

واليوم فإنّ الطريق الواصل ما بين "إدلب" والحدود السورية- التركية المعروف باسم طريق "إدلب- باب الهوى" بات المحور الرئيسي، وهو واحد من أهمّ الطرق الدولية في سورية، لكونه يربط ما بين "أوروبا" و"الشرق الأوسط"، حيث تسلكه آلاف السيارات والشاحنات يومياً وبالاتجاهين، ولكنّ هذا الطريق يحتاج إلى اهتمام يوازي أهميته ليؤمن السلامة المرورية لمستخدميه خاصةً مع تزايد الحركة المرورية عليه، حيث يبدو من المهم توسعته نتيجة مروره في العديد من البلدات الواقعة على جانبيه، ولعبور آلاف السيارات السياحية والشاحنة عليه، وكذلك لوجود الكثير من المفارق الخطرة التي عادةّ تتسبب بحوادث خطرة ومنها مفرق "الفوعة" و"كفريا" ومفرق "معر تمصرين" و"كفر يحمول" ومفرق "رام حمدان" و"حزانو" ومفرق "سرمدا" و"الدانا"، وبعض المزارع الصغيرة الأخرى.

يبلغ عرض الطريق حالياً اثني عشر متراً وقد تمّت دراسة تنفيذ أوتوستراد ذهاباً وإياباً وبأربع حارات وبعرض أربعة وعشرين متراً مع دراسة تنفيذ عقدتين فقط عند "حزانو" و"سرمدا" خلال هذه المرحلة، ومن المتوقع تنفيذ العقد الطرقية الأخرى في فترات لاحقة، فحالياً تقوم المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية بصيانة هذا الطريق بشكل دوري

ويقول المهندس "عبد الرزاق اليوسف" مدير فرع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية في "إدلب" في حديثه لموقع eIdleb عن صفات ومزايا هذا الطريق: «يبلغ طول طريق "إدلب- باب الهوى" حوالي أربعين كيلو متراً ضمن حارة واحدة وبعرض اثني عشر متراً تقريباً للذهاب والإياب يصل ما بين بوابة "باب الهوى" الحدودية مع تركيا ومدينة "إدلب"، وهو يخترق الأراضي الزراعية التي تنتشر على جانبيه بما تحويه من محاصيل زراعية وأشجار مثمرة، مما يزيده جمالاً وأهمية بالنسبة للتجمعات السكانية المنتشرة على طرفي الطريق التي تعتمد عليه بشكل رئيسي باعتباره همزة الوصل والربط بينها وبين مدينة "إدلب" وطرق "دمشق" و"حلب".

م. عبد الرزاق اليوسف

ويضيف: «يعدّ هذا الطريق من الطرق المركزية الهامة القديمة في المحافظة، وقد نفذ على مرحلتين الأولى من "باب الهوى" إلى "حزانو" ثمّ "معر تمصرين"، وذلك منذ العام 1976 والجزء الثاني من "حزانو" إلى "إدلب" نفّذ في العام 1982 ليختصر المسافة من خلال عدم الدخول في مدينة "معر تمصرين" وفي العام 2006 تمّ تنفيذ عقدتين طرقيتين مع جسرين متقاطعين على طريق "دمشق" وطريق "حلب" القديم، لتسهيل الحركة عليه، واخراجه خارج مدينة "إدلب" حيث كانت السيارات الشاحنة العابرة للطريق تضطر للدخول إلى وسط المدينة، للوصول إلى طريق "دمشق" ما يتسبب بالازدحام المروري وخاصة عند دوار "المحراب"».

وعن خطّة المؤسسة المتعلقة بهذا الطريق قال "اليوسف": «يبلغ عرض الطريق حالياً اثني عشر متراً وقد تمّت دراسة تنفيذ أوتوستراد ذهاباً وإياباً وبأربع حارات وبعرض أربعة وعشرين متراً مع دراسة تنفيذ عقدتين فقط عند "حزانو" و"سرمدا" خلال هذه المرحلة، ومن المتوقع تنفيذ العقد الطرقية الأخرى في فترات لاحقة، فحالياً تقوم المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية بصيانة هذا الطريق بشكل دوري».

عقدة إدلب باب الهوى الجنوبية

السائق "نديم عفّارة" قال: «منذ عدّة سنوات ونحن ننتظر توسعة الطريق وتحويله إلى حارتي ذهاب وإياب ما يسهل عملية المرور عليه، ويجعله آمناً لكلّ من يسلكه خاصة مع وجود السيارات الشاحنة الكبيرة التي تحمل البضائع، والتي تزايدت مع تطور العلاقات بين سورية وتركيا وما رافقها من تزايد في الحركة التجارية والاقتصادية والسياحية، فكان لا بد من مواكبة الطريق لهذا التطور، ولهذا فإنّه لا بد من الإسراع في تحويل الطريق إلى أوتوستراد لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السيارات والشاحنات، وكذلك تخفيف الازدحام والحدّ من الحوادث المرورية التي تقع عليه باستمرار لوجود تقاطعات خطرة».

باب الهوى وحركة مرورية مستمرة