دخلت الجمعيات الأهلية والمبادرات المجتمعية على خط المشاركة في إعادة ترميم الغطاء النباتي في محافظة اللاذقية، الذي تعرّض خلال السنوات الأخيرة بفعل الحرائق إلى أضرار كبيرة، ووفق ما تشير وزارة الزراعة فقد تم تنفيذ خطة التحريج كاملة لهذا العام بالتعاون مع المجتمع المحلي.

"حواكير" إحدى المبادرات الأهلية التي ساهمت في حملة التحريج وفي المشاركة في إخماد الحرائق سابقاً، وحسب ما يذكر صاحب المبادرة "أحمد عيسى" فإنّ المبادرة عبارة عن: «دعوة وطنية بيئية لترميم الفاقد، شجعت من خلالها على زراعة الأراضي الحراجية بالأشجار المثمرة كالخرنوب والغار والتوت ولاحقاً العناب والسماق، ونحاول دائماً أن يكون للمبادرة بصمة في الحدائق والغابات والمدارس عبر زراعة الغار في أي مكان لما يحمله من فوائد بيئية واقتصادية كبيرة».

بلغت أكثر من 114 حريقاً بمساحة تقارب حوالي 6000 هكتار حراجي، و890 حريقاً بمساحة 7500 هكتار زراعي، وهناك مناطق لم يكن بالإمكان التدخل فيها لأنها على تماس مع المجموعات المسلحة

ويضيف في حديثه لمدوّنة وطن: «في كل الحرائق التي حدثت لم نقف متفرجين، فقد شاركنا بإطفاء العديد من الحرائق، كما شاركنا بحملة التشجير الوطنية 2020-2021 في ناحية "المزيرعة - كرم المعصرة" مع فريق "ضوء سورية" ومجموعة من الفرق وفق خطة مديرية الزراعة في "اللاذقية" الواضحة في انتقاء الأشجار للحفاظ على الغطاء البيئي وتنفيذ حملات تشجير في الأراضي المحروقة في السنوات السابقة».

أحمد عيسى

كما قامت "حواكير" بتوزيع غراس الغار، والمشاركة في إطفاء الحرائق وحملات تشجير عدة، وعن ذلك يقول: «أسست مشتل "حواكير" بجهد شخصي وهو عبارة عن مشتل غار في منطقة "مشقيتا"، حيث قمت بجمع شتول الغار من تحت أمهات الغار الملكي التي تعد من الأشجار المعمرة والموجودة منذ آلاف السنين في المنطقة وتمكنت من شتل ألف شتلة في عام 2020 مع ابنتي وأمي، ومع بداية حملات التشجير قامت "حواكير" بعد أسبوع واحد من الحرائق بتوزيع أشجار الغار وبعض الأشجار المثمرة على الأهالي الأشد فقراً وضرراً في منطقة "وادي قنديل" التي تعرضت للحرائق».

المهندسة "عبير ظبوط" في مديرية الزراعة بـ"اللاذقية" - قسم دائرة الحراج، أشارت إلى أن خطة المديرية للتحريج: «بلغت للموسم الأخير ألف هكتار، وهي عبارة عن 60 % مواقع محروقة في سنوات سابقة موزعة في جميع أرجاء المحافظة و20 % ترقيع مواقع محرجة سابقاً أو رفع كثافة إضافة إلى تحريج مواقع متفرقة، وقد تم تنفيذ الخطة الحالية بنسبة 100 % ويتم العمل حالياً بالتعاون مع مجالس المدن لتشجير الحدائق العامة والأرصفة بالأنواع المناسبة، وفي هذا السياق تم إنجاز أكثر من أربعين حملة تشجير شارك فيها أكثر من ثلاثين جهة أهلية وتطوعية ورسمية في مناطق "ربيعة" و"جبلة" و"الحفة" والمزيرعة" والقرداحة" و"صلنفة" وغيرها، تولت مديرية الزراعة تأمين المستلزمات من غراس وأدوات زراعة وسقاية ومهندسين مشرفين».

حملة تشجير جمعية النحالين

وأضافت المهندسة "ظبوط" عن أنواع الغراس المختارة والمشاتل التي أنتجتها: «تمّت زراعة المواقع بغراس متعددة الأغراض من حيث الفائدة البيئية والاقتصادية والرحيقية، حيث تم التركيز على زراعة الأنواع عريضة الأوراق ضمن الصنوبريات على شكل أشرطة عازلة للتخفيف من خطر الحرائق مستقبلاً، كما كانت خطة إنتاج الغراس الحراجية للموسم الحالي مليون غرسة حراجية تنتج في المشاتل التابعة لدائرة الحراج في "الهنادي" و"البلاط والجوبة وبسين" في منطقة "القرداحة" و"البارد" في "صلنفة" و"بسمالخ" في منطقة "جبلة"، موزعة بين الصنوبر الثمري والخرنوب والغار والروبينيا والكينا والأرز والشوح ونباتات طبية وعطرية».

خطة التحريج لهذا العام شملت أيضاً تشجير المناطق الحراجية بالغراس الرحيقية، وحسب ما يوضح الدكتور "عبد الله حاطوم" رئيس لجنة تربية النحل في غرفة الزراعة وعضو في جمعية النحالين السوريين: «قامت وزارة الزراعة بلفتة هذا العام بإعادة التشجير بأشجار حراجية رحيقية بنسبة 60 %، نزرع الخرنوب متعدد الأغراض وأقل احتراقاً بالغابة والغار والأكاسيا والروبينيا ونباتات أخرى موجودة في البيئة وملائمة لتربية النحل، وإعادة تحريج الأراضي المحروقة أو البور بنباتات رحيقية سوف تؤمن مساحات رعوية واسعة للنحل مما يزيد منتوج العسل وينعكس إيجاباً على النحالين والمجتمع والبيئة، شاركنا بحملات تشجير عدة، وتعد ثقافة زراعة النباتات الرحيقية إيجابية وهادفة، وتخصيص الجمعيات والفرق المشاركة بمناطق وقطاعات تجعلهم يتعلقون ويعتنون بها لأنهم المستفيدون منها بالإضافة لخلق علاقة بينهم وبين الغابة والنباتات التي تشكل رئة البلد، وبالتالي تجلب الأمطار والفوائد الأخرى».

مجموعة غراس

يذكر أنّ حرائق صيف عام 2020 «بلغت أكثر من 114 حريقاً بمساحة تقارب حوالي 6000 هكتار حراجي، و890 حريقاً بمساحة 7500 هكتار زراعي، وهناك مناطق لم يكن بالإمكان التدخل فيها لأنها على تماس مع المجموعات المسلحة» حسب ما قاله المهندس "حسام غفر" رئيس وحدة الحرائق بمديرية الزراعة في "اللاذقية".

تم اللقاء في 7 نيسان 2021.