أخذت اسمها من التفاف نهر "العاصي" حولها كالسوار، وارتفاعها نسبياً عن مستوى سهل "الغاب"، ما جعلها ملجأً للسكان من الغزو أيام الاحتلال العثماني، ومحميةً من الفيضانات في الشتاء.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع رئيس البلدية "جدلان رزق" بتاريخ 10 أيار 2020، ليحدثنا عن تاريخ قرية "الخندق"، فقال: «يعود عمر القرية الحديثة لمئتي عام تقريباً، وأول من سكنها هما "صقر بن رزق الديوب"، و"خضور أبو حاوية"، وأسوةً بكل مناطق سهل "الغاب" فالتربة في قرية "الخندق" ترسبية سوداء خصبة بسبب إحاطة نهر "العاصي" بها، وساهم استصلاح السهل الذي كان عبارة عن مستنقع ضخم، وصدور قانون الإصلاح الزراعي في تكوين بيئة مجتمعية سمحت بنمو القرية وزيادة مساحتها حتى بلغت ثمانية كيلومترات مربعة».

يحيط بالقرية عدد كبير من البلدات، فيحدها من الشمال قرية "البارد"، ومن الجنوب قرية "عبر بيت سيف"، ومن الشرق قرية "المشراب"، ومن الغرب تحدها جبال "اللاذقية" من جهتها الشرقية، وترتبط ببلدة "عين الكروم" بطريق عام يبلغ طوله ستة كلم، وكذلك ترتبط بقرية "سلحب" بطريق طوله خمسة وعشرين كلم، وبمنطقة "السقيلبية" باثني عشر كلم

أما عن حدودها الإدارية فأضاف: «يحيط بالقرية عدد كبير من البلدات، فيحدها من الشمال قرية "البارد"، ومن الجنوب قرية "عبر بيت سيف"، ومن الشرق قرية "المشراب"، ومن الغرب تحدها جبال "اللاذقية" من جهتها الشرقية، وترتبط ببلدة "عين الكروم" بطريق عام يبلغ طوله ستة كلم، وكذلك ترتبط بقرية "سلحب" بطريق طوله خمسة وعشرين كلم، وبمنطقة "السقيلبية" باثني عشر كلم».

رئيس البلدية "جدلان رزق"

أما حول الخدمات المتوفرة فيها فقال: «تتوافر في القرية شبكة مياه قديمة، وهناك مشروع جديد لمدها بالمياه من نبع "طاحونة الحلاوة"؛ وهو في أواخر تنفيذه، ويتم تزويد القرية بالكهرباء، وقد تواصلنا مع كهرباء "السقيلبية" لتزويد القرية بمحولة سعة 200 كيلو واط، وهناك شبكة للهاتف قديمة وتحتاج للتجديد والتوسيع، ومشروع لتجديد الصرف الصحي، وتحتاج لإعادة تأهيل وإصلاح الطرق فيها، ويتم تزويد القرية بالخبز عن طريق الفرن الآلي في مدينة "السقيلبية"، كما يحيط بها عدد من القنوات أبرزها "شقة الألمان"، و"شقة الطليان"، ويقسمها نهر "العاصي" إلى شطرين غربي وشرقي.

وتوجد في "الخندق" مدرستان للتعليم الأساسي، ومدرسة للتعليم الثانوي، وتحتاج إلى روضة لاستيعاب الأطفال في المرحلة العمرية الأولى».

البساطة

"إبراهيم ربيع" ابن القرية قال عن الأرض وعمل السكان: «يبلغ عددهم حوالي 7500 نسمة، ويتشارك الجميع الأفراح والأحزان، وتجمع بينهم أواصر المحبة والتعاون في جميع المناسبات، وما زالوا يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم على الرغم من دخول مظاهر الحداثة في كل مجالات المعيشة.

توافر المياه والتربة الخصبة أديا إلى تنوع وكثافة الغطاء النباتي، ولذلك يمتاز أهالي "الخندق" بالطابع الريفي، ومعظمهم من الفلاحين الذين يعملون بالزراعة بنسبة 85%، حيث يعتمد الوضع الاقتصادي في القرية على الزراعة المروية، وأهمها القمح، الشوندر، القطن، البطاطا، الفول، الحمص، البصل وغيرها، كما تتم زراعة بعض الأشجار الحراجية كالسرو، الكينا، الراد وإن كانت بنسب قليلة.

عبر الأقمار الصناعية

أما بالنسبة للتجارة، فأغلبها داخلية، حيث تتوافر كل الاحتياجات والمواد، وليس في القرية حركة سياحية إلا من سكانها المقيمين في المدن، حيث يتوافدون صيفاً، كما يعتمد السكان أيضاً على تربية الدواجن والخراف والبقر، وكانت سابقاً مشهورة بتربية الجاموس الذي لم يعد أحد يربيه حالياً».

وتابع: «تتعرض القرية لرياح محلية تُدعى علمياً برياح الجاذبية "Gravity winds"، وتستمر مـن أوائل حزيران حتى أواخر آب، وتصل سرعتها أحياناً إلى 100كم/سا ، بسبب الانحدار الحاد في السـفوح الشرقية لسلسلة الجبال الساحلية، إضافة إلى فرق الارتفاع عن سـطح البحر بين سهل "الغاب" 200م، والسلسلة الجبلية 1250م، وهذا ينتج عنه تباين كبير في درجات الحرارة صيفاً بيـن ذروة الجبل وسهل "الغاب" من جهة، وذروة الجبل والبحر من جهة أخرى، فتبرد الكتل الهوائية على قمة الجبل وتصبح ثقيلة الوزن، ثم تنحدر تحت تأثير ثقلها مسببة رياحاً عليلة».

بقي أن نذكّر أنّ قرية "الخندق" تتبع إدارياً لمنطقة "السقيلبية"، في الريف الغربي لمحافظة "حماة".