افتتحت منظمة اتحاد شّبيبة الثورة مؤخراً مركزين لتقديم الخدمات العينيّة والعلاجيّة للجرحى وذوي الشّهداء من مدنيين وعسكريين وجميع المصابين، تحت إشراف مجموعةٍ من الأطباء المختصين بتدبير الألم، إضافة إلى معالجين فيزيائيين وشباب متطوّعين لنقل الجرحى من وإلى المركز ومساعدتهم في الوصول والتواصل كلٌّ حسب وضعه.

الدكتور علاء الأحمد المختصّ في إعادة تأهيل وتدبير الألم يشرح في حديثه لمدونة وطن "eSyria" عن المبادرة الشبابية فيقول: «مركز وصيّة الكائن بمقرّ فرع الشّبيبة في "حمص"، يستقبل بشكلٍ يوميّ أربع إلى خمس مرضى من الجرحى والمدنيين وذوي الشّهداء من الرّيف والمدينة ويُجرى لهم إعادة تقييم وضع طبي ثمَّ البدء برحلة العلاج، حيثُ يتضمن المركز عدداً من الأجهزة الحركيّة نستخدمها بنسبة كبيرة بالإضافة إلى تطبيق بعض التمارين والحركات الذّاتية من المريض تحت إشرافٍ طبيّويقدم الدكتور "أنور علي" مدير المنطقة الصّحيّة في "سهل الغاب" والمسؤول عن مركز "وصيّة" في "حماة" تفاصيل أكثر عن التجربة فيقول:«تم افتتاح المركز منذ حوالي الشّهر، ويضمّ خمسة أجهزة كهربائيّة وسبعة أجهزة حركيّة، ومدعم بمعالجَين فيزيائيَين لديهم خبرة خمس عشرة سنة بالتعامل مع جرحى محافظة "حماة"، منذ شهرين يستقبل المركز بشكلٍ يوميّ أربع إلى خمس مرضى جدد لحالات بتر وتركيب أطراف وإصابات عصبيّة، ويخدّم "سلحب" وريفها، "سهل الغاب" بتأمين مواصلات كامل ذهاباً وإياباً ضمن وسائل تابعة لهُ».

المريض ينظر للعنصر البشري الموجود قبل المعدات والإمكانيات العالية، فحتّى لو كان المركز مجهزاً من الدرجة الأولى ويقدم خدمات عينية ومالية وعلاجية جيّدة، ولكنّ القائمين عليه أصحاب نفسية متعجرفة أو لا يملكون أسلوب تواصل إيجابياً وفعّالاً مع المريض لا يمكن هنا أن يستمرّ بالقدوم بأيّ شكلٍ من الأشكال، المرض يثبط النّفس ودون مساندة المحيط يستحيل أن نحييها نحن كمرضى، مركز وصّية يميّزه وجود الشّباب المتطوع المتأهب للمساعدة بروحٍ مرحة ومتزنة تنبئ بمستقبلٍ جميلٍ للوطن

مشروع "وصيّة" المستحدث جديداً يستقطب مرضى من "حمص" و"طرطوس" و"حماة" منذ بدء العمل بهِ، ويستمرّ بتقديم الخدمات ودراسة إمكانية توسيعها بالتّشارك مع احتياجات الجرحى وجميع قاصديه، فتقدمَ أحد الجرحى من مركز "حمص" بوضع سرير وعكّاز تحت تصرف المركز لتتمّ إعارتهما لجريحٍ آخر يجدُ صعوبةً في الحصول عليهما.

"وصية".

"علي أسو" شابّ ١٨ عاماً من سكان محافظة "طرطوس" يأتي لمركز وصيّة في "حمص" للعلاج منذ أقلّ من شهر واستمرّ حين لحظَ تحسناً في استجابته مع استقراره في منزل أحد أقاربه لسهولة الوصول ويقول عن ذلك: «لدي تقوّس في ظهري وضعف وخذل في أطرافي السّفليّة وهذا يجعلني غير قادر على المشي، ترددتُ على أطباء في "دمشق"، "طرطوس"، "حماة" والجميع قالوا إنّني بحاجة لعمل جراحي مع وجود مخاوف، فقصدتُ هذا المركز من خلال ما سمعته عن طريقة العلاج المتبعة غير النمطيّة وهي تدبير الألم وإعمال المحفزات الداخلية لكلّ مريض، بعد ثلاثة أيام متواصلة من تطبيق العلاج أصبحتُ أمشي بنسبة تسعين بالمئة بمفردي، الفرق الحاصل بزمن قصير لا يتعلق بعلاج فيزيائي مختلف ولكن بأسلوب منح العلاج، لذا سأستمرّ لأحصلَ على أعلى استجابة وتحسّن وأثبتُ أن العلاج الحقيقي يكون في تنشيط وتغذية قابليته لدى كلّ مريض ومعرفة مفتاح الانطلاقة».

هناك مراكز علاجية عديدة تقدم أيضاً خدمات معالجة فيزيائية وعينات دوائية وغذائية ومالية وهي موجودة منذ سنين، فما الذي يجعل الجريح يستأنف علاجه في مركز مفتتح جديداً !، بيّن العميد "علي طه" وهو مصاب ببتر ساقين تحت الرّكبة منذ عام ٢٠١٩ ويعُالج ضمن وصية: «المريض ينظر للعنصر البشري الموجود قبل المعدات والإمكانيات العالية، فحتّى لو كان المركز مجهزاً من الدرجة الأولى ويقدم خدمات عينية ومالية وعلاجية جيّدة، ولكنّ القائمين عليه أصحاب نفسية متعجرفة أو لا يملكون أسلوب تواصل إيجابياً وفعّالاً مع المريض لا يمكن هنا أن يستمرّ بالقدوم بأيّ شكلٍ من الأشكال، المرض يثبط النّفس ودون مساندة المحيط يستحيل أن نحييها نحن كمرضى، مركز وصّية يميّزه وجود الشّباب المتطوع المتأهب للمساعدة بروحٍ مرحة ومتزنة تنبئ بمستقبلٍ جميلٍ للوطن».

أثناء علاج "علي أسو".

شائعة اجتماعية علاجية

من زيارة بعض الشّخصيات الرسمية.

منذ بدء ارتفاع أعداد إصابات الحرب من الشّلل، تصاعدَ معها افتتاح مراكز خاصّة بالمعالجة الفيزيائية، تقدمُ العلاج لكلّ جريح بشكلٍ مجانيّ بتخصيص يومين أو ثلاثة أسبوعياً ولكنّه بحاجة لتطبيق علاج يوميّ لتبقى عضلاته وأعصابه بحالة تنبيه دائم والاقتراب من عتبة الاستجابة ما أمكن بزمنٍ قصيرٍ، ظهرَ تباعاً لذلكَ وجود أشخاصٍ غير مختصين يقومون بعلاج فيزيائي من منازل الجرحى بنصف أجر المعالج المختص ممّا شكّلَ إقبالاً عليهم، وعن ذلك تحدث الدكتور "علاء الأحمد": «المعالج غير المختص يقوم بحركة تدليك لمنطقة الإصابة بشكلٍ مباشر وهي تفيد بمنع التكلس فقط، وربما تكون هناك أضرار محتملة كون هذا التدليك لا يستهدف النسيج الضّامّ (النّسيج الداخلي)، وكمثال لذلك ممكن أن تكون الركبة فيها التهاب أو قطع رباط ضاغسي وهذه الحالة لا تُظهِر توّرماً أو لوناً مغايراً ومن ناحية أخرى مريض الشّلل لا يشعر بوجع فيها، فتطبيق التدليك هنا سيؤذيه وسيفاقم الالتهاب، ولربما أيضاً هناك ضمور عضلي سببه أذية عصبيّة فيتوجب معالجة الأذية لا معالجة مكان الضّمور، أي أنّ العلاج التخصصي يبحث عن سبب المرض وبعدها يحدد مكان وكيفية العلاج، والعلاج المنزلي حتى ولو برفقة متخصص تكميلي كون الآلات هي جزء أساسي من نجاحه ويتعذر اصطحابها للمنازل».

والجدير بالذّكر أنّه تم افتتاح مركز "حمص" في 11 شباط ومركز "حماة" في 4 آذار من عام ألفين وواحد وعشرين.

وقد جرت اللقاءات بتاريخ 22 نيسان عام 2021. بشكلٍ كاملٍ».