بهدف حماية المراجعين (من كبار السن خاصة) في منافذ استلام الرواتب التقاعدية من خطر الإصابة بفايروس "كورونا"، وتوعيتهم صحياً وتخفيف الازدحام على كواة الصرافات الآلية ومركز البريد، أطلقت "الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية" مبادرة "وعيك أمانة".

مدوّنةُ وطن "eSyria" تابعت مجريات المبادرة على مدار يومي 29- 30 آذار 2020 والتقت بالموظف المتقاعد "محسن جريعة" أحد المستفيدين منها حيث قال: «تمكنت من استلام راتبي التقاعدي رغم كثافة عدد المتقاعدين كبار السن، بسهولة ويسر بعيداً عن مخاوف خطر الإصابة بفايروس "كورونا"، نتيجة الإجراءات التنظيمية والتوعوية التي بادرت "الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية" باتخاذها في ظل الإجراءات الحكومية الاحترازية لمنع انتشار الفايروس، ولكن لا أنكر أن الخوف ملأ قلبي عند قدومي إلى مركز مدينة "بانياس" قادماً من قريتي "تعنيتا" التي تبعد نحو عشرين كيلو مترٍ مع بعض المتقاعدين بسيارة خاصة بغية تخفيف تكاليف التنقل على الجميع، لما رأيته من أعداد متقاعدين بدأت تتوافد إلى مركز البريد لاستلام رواتبها.

لقد تم تعقيم يدي المتطوعين في الجمعية وارتداء القفازات الطبية، مع وضع كمامات على الوجه، لحمايتهم من خطر الإصابة، مع تطبيق كافة تعليمات السلامة الصحية وعدم الاحتكاك مع المراجعين

حيث كان الهدف من القدوم باكراً استلام الراتب والعودة بسرعة إلى القرية قبل بدء حظر التجوال في تمام الساعة الثانية ظهراً، وهذه المخاوف لم تكن نابعة مني وحدي، فالغالبية قادمة من الأرياف البعيدة، وخاصة أن الإصابة بالفايروس خطر يعترض كبار السن بالدرجة الأولى نتيجة ضعف المناعة لدينا، ولكن سرعان ما تبددت هذه المخاوف عندما بدأ شبان وشابات الجمعية بعملية تنظيم الموجودين وترك مسافات أمان فيما بيننا، وتوضيح كيفية انتقال الفايروس في هذه الأجواء لتلافي الأسباب ما أمكن، ولم ينسوا توضيح أهمية تتبع التعليمات التنظيمية للانتهاء من جميع المتقاعدين بسرعة ودون احتكاك مع الآخرين، وهذا ما أراحني كثيراً وأدخل الطمأنينة إلى قلبي، لاهتمام الناس بتطبيق التعليمات بدقة دون تدافع وتزاحم».

خلال عملية التعقيم

أما المتقاعد "يوسف مرهج" القادم من قرية "الجويبات" فقد أبدى خوفه الكبير من تأخره نتيجة الازدحام وانقطاع المواصلات بين الريف والمدينة، وهنا قال: «في كل شهر تتكرر الحالة نفسها من الازدحام وعدم التنظيم والتأخر في العودة للمنزل إلى فترة الظهيرة، ولكن هذه المرة كان الأمر مختلفاً تماماً، نتيجة حسن تطبيقنا قواعد السلامة التي أوضحها الشباب من الجمعية وكنا غافلين عنها، فتنظيم المتقاعدين وترك مسافات الأمان كان كفيلاً بتنظيم الازدحام بشكل عام وسير عملية تسلم الرواتب بسرعة لم نشهدها سابقاً».

وفي لقاء مع "دريد درويش" المدير التنفيذي في "الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية" ضمن محافظة "طرطوس"، قال: «ما تقوم به الجمعية اليوم من مبادرة مجتمعية تستهدف كبار السن المتقاعدين والموظفين الراغبين باستلام رواتبهم على حد سواء، يصب في إطار حمايتهم من خطر الإصابة بفايروس "كورونا" المستجد، حيث استمرت المبادرة ليومين متتاليين، وكان أغلب المستفيدين منها متعاونين معنا لإيمانهم بمضمونها وأهميتها.

التنظيم والتوعية الصحية

كما تأتي هذه المبادرة تنفيذاً للإجراءات الحكومية الاحترازية، خاصة خلال التجمعات البشرية على كواة تسليم الرواتب، حيث كان التدخل بإشراف أمانة محافظة "طرطوس" ومديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، ومن ضمن الأعمال التي قمنا بها خلال المبادرة رسم دوائر على الأرض بمسافات ثابتة متباعدة عن بعضها البعض حوالي المتر، لمنع الاحتكاك فيما بينهم، وكذلك قمنا بتعقيم منافذ تسليم الرواتب وأيدي المراجعين بالكحول قبل وبعد استلام الراتب».

وعن حماية المتطوعين بالجمعية قال: «لقد تم تعقيم يدي المتطوعين في الجمعية وارتداء القفازات الطبية، مع وضع كمامات على الوجه، لحمايتهم من خطر الإصابة، مع تطبيق كافة تعليمات السلامة الصحية وعدم الاحتكاك مع المراجعين».

التنظيم خارج مركز البريد